من نُصدق..؟ عدنان بدران يضع نفسه في زاوية حادة.. ولبيب الخضرا: دفعا للحرج!
جو 24 :
أحمد الحراسيس - أيامٌ قليلة تفصلنا عن اعلان هوية الشخصية الأكاديمية التي ستظفر برئاسة الجامعة الأردنية. والواضح أن طريقة اختيار ذلك المحظيّ ستكون جديرة بالمتابعة والمراقبة؛ حيث يُنتظر أن نشهد مثالا نموذجيا ومثيرا للطريقة التي تتبعها الحكومات في تعيينات الوظائف القيادية جميعا..
وزير التعليم العالي الدكتور لبيب الخضرا أكد أن استمرار عمل لجنة اختيار رئيس الجامعة الأردنية جاء "دفعا للحرج، وأنه سيتم استقطاب أشخاص من خارج المتقدمين لشغل الوظيفة ربما يكون منهم من تقدم بطلب للجنة"، لكنّ المثير هو اعلان رئيس لجنة الاختيار الدكتور عدنان بدران -وهو رئيس مجلس أمناء الجامعة ورئيس وزراء أسبق- في وقت لاحق أن "75 مرشحا تقدموا للموقع، وستعمل اللجنة على دراسة طلباتهم وسيتم اختيار ثلاثة أسماء منها وترشيحها لمجلس التعليم العالي من خلال مجلس أمناء الجامعة"...!
السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان مباشرة فور سماع تلك التصريحات المتناقضة هو "من نُصدّق؟"، هل نُصدق بدران الذي يقول إن مجلس الأمناء سينظر في الطلبات المقدمة ويرشّح 3 أسماء منهم لاختيار أحدهم أم نُصدّق الخضرا الذي يقول إن عمل اللجنة بُني على سوء فهم وأكمل عمله "دفعا للحرج"؟! وكيف لرئيس وزراء أسبق أن يقبل من وزير حالي معاملته وكأنه غير موجود ودون احترام لولايته كرئيس مجلس أمناء حالي؟! إذن كيف كان الرجل يدير الحكومة سابقا؟!
في الحقيقة إننا نعلم جيدا عجز بدران على فرض رأيه ورؤيته كما يجب، ولكننا نجهل سبب استمراره بوضع نفسه في زوايا حرجة تذكرنا بجملة الفنان المصري عادل امام "بتحط نفسك في مواقف بايخة".. خاصة وأنه غير قادر على لجم الوزير الخضرا.
الأكثر من عدم قدرة بدران على كبح جماح الخضرا هو اعتبار الرئيس الأسبق أن الوزير الحالي هو شخصية اعتبارية كبيرة يتشرف برعايتها مؤتمرا دوليا تقيمه جامعة البترا التي يشغل فيها بدران موقع "المستشار الأعلى للجامعة ومجلس امنائها"، حيث رعى الخضرا الخميس أعمال المؤتمر الختامي لمشروع "اجراءات الاعتراف الأكاديمي في مجموعة دول جوار اوروبا" الذي اقامته جامعة البترا.
إن ما يجري اليوم في قطاع التعليم العالي وتحديدا في ملف تعيين رئيس الجامعة الأردنية يجسّد أبهى صور الشفافية والوضوح في اختيار موظفي الدرجات العليا، خاصة وأن الوزير الخضرا لا يجدُ أيّ حرج في اعلان مخالفته السبل الفضلى في اختيار رؤساء الجامعات ولا يضيره تأكيد تجاوزه أسس العدالة.. وهنا لا بدّ لنا من لفت نظر القارئ الكريم إلى تصريحات رئيس الوزراء الحالي الدكتور عبدالله النسور الأخيرة والتي زعم فيها عدم وجود فساد في اخر خمس سنوات، متجاهلا ما تشهده تعيينات الوظائف القيادية من تجاوزات لأسس النزاهة والعدالة، بالاضافة إلى سلب الكفاءات حقوقهم في التعيين.