2024-12-25 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

دولة الرئيس: لم تكن معارضا قط .

دولة الرئيس: لم تكن معارضا  قط .
جو 24 :

كتب د. حسن البراري - كرر رئيس الوزراء د.عبدالله النسور في برنامج ستون دقيقة الذي بث على شاشة التلفزيون الاردني الجمعة الفائتة وصف نفسه بالمعارض عندما كان تحت قبة البرلمان(..) وهذه لم تكن المرة الاولى التي يصف نفسه فيها بالمعارض حيث قالها كثيرا وفي مناسبات متعددة منذ توليه السلطة . وحتى لا يظن الرئيس بانه قدر ان "يأكل بعقولنا حلاوة" فاننا نؤكد له اننا نعرف جيدا وربما يشاركنا بذلك الغالبية العظمى من الاردنيين ان هناك ثمة فرق كبير بين المعارضة (كمفهوم سياسي ونهج ونظرية) والمناكفة وصولا الى مكسب سياسي ومصلحة شخصية . وحتى لا نستعجل الحكم ونسيء التقدير فلا بد ان نأخذ بعين الاعتبار انه من المبكر جدا حسم الموقف والميل باتجاه السيناريو الثاني ، الا ان تصريحات النسور ولغة جسده يكشفان ان مواقفه في جوهرها كان دافعها المناكفة وليس اي شئ اخر ..

صحيح ان النائب عبدالله النسور حجب الثقة أربع مرات عن الحكومات الاربع التي عينها رأس الدولة منذ أن انطلق الربيع العربي، وصحيح أيضا أن النائب عبدالله النسور عارض وبقوة قانون الانتخاب الاشكالي وقانون المطبوعات المعدل ، غير أن هذه المواقف التي تبناها النائب عبدالله النسور ونالت اعجاب المعارضة وعدد كبير من المثقفين تبين انها لا تنفع كمؤشر لتصنيف النسور كمعارضة فسرعان ما انقلب على نفسه والقى هذه الاحمال الثقيلة من المواقف والمبادئ من على ظهره وذهب بعيدا في تبني سياسات خلفه الطراونة والدفاع عنها وعن شرعيتها .

النسور يعرف ان المعارض يستند في مواقفه كلها على اطار فكري معين له ادبيات سياسية خاصة ونظريات وبرامج ورؤى تضبط ايقاع فعله وردود فعله ، والمعارض لديه برامج بديلة مستعد  لتنفيذها ان وصل السلطة، فهو متربص بخصومه السياسيين  ينتظر ان يفترسهم ليتسنى له ان يكتسب ثقة الجمهور ليصل الى السلطة ويشرع في تنفيذ برامجه السياسية المختلفة .. بمعنى كان بالامكان ان نقبل تصنيف النسور لنفسه  لو جاء للحكومة وقدم برنامجا بديلا مختلفا في شكله ومضمونه بدل ان يلتزم بتنفيذ برنامج معد سلفا قام بمعارضته في السابق.  

الرئيس لم يكن له أي كلمة في الطاقم الوزاري حيث احتفظ بطاقم الطروانه (الذي حجب عنه الثقة) والذي ساهم في تأزيم الشارع وفي تعميق فجوة الثقة بين الدولة المجتمع، وحتى الوزراء الجدد على قلة عددهم فإنهم فرضوا على رئيس الحكومة لحسابات تتعلق بمراكز القوى. بمعنى ان الرئيس جاء لحكومة لم يختر اعضاءها وهو بصدد تنفيذ كل ما التزمت به الحكومة السابقة- التي حجب عنها الثقة- لصندوق النقد الدولي ولغيره . 


على برنامج ستون دقيقة قال الرئيس بأن تغيير القوانين يحتاج الى برلمان وهو غائب. وهذا صحيح! ولكن هل سيكتفي الرئيس " المعارض" بالقول " ما باليد حيلة "  ام انه سيبحث عن حلول ومخارج ؟   وفوق هذا وذاك يبقى ان نسأل كيف يفسر لنا الرئيس ثنائية المعارضة والحكم؟ كيف يمكن لمعارض أن يصل الى السلطة ولا ينفذ برنامجا بديلا؟!  هناك من يصنف مواقف الرئيس بأنها كانت تصب في سياق المناكفة وليس المعارضة والفرق كبير بينهما. نتمنى ان يحترم رجال الدولة  وعي  الشعب الاردني وقدرته على التمييز فلقد عاني وما زال يعاني امرين هما: ضعف الحكومات واستخفافها بعقولهم.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير