تخوفات اردنية من جسر الملك سلمان.. ومطالب بتحرك رسمي
ياسر شطناوي - قراءات عديدة وابعاد جيوسياسية على الاردن ان يتنبأ لها ويتخذ حيالها الاجراء اللازم بعد اتفاق العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز و الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول انشاء جسر يربط بين الدولتين عبر مضيق تيران جنوب خليج العقبة، في اطار العلاقات المشتركة بينهما و التي اعلن عنها خلال الزيارة الاخيرة التي قام بها الملك سلمان الى مصر .
محللون سياسيون و اقتصاديون قالوا لجو24 ان هناك تخوفات كبيرة من هذا المشروع على حركة الملاحة البحرية الى العقبة ، وتاثير كبير سيشل المنفذ البحري الفقير في الاردن الى البحر الاحمر وما يشكله من ضربة اقتصادية قوية لمدينة العقبة على المستوى التجاري والسياحي بشكل كبير .
واشار المحللون ان على الحكومة التحرك فورا لبحث هذا المشروع المفاجئ و اجراء الاتصالات مع السعودية ومصر ، واجراء الدراسات اللازمة لبيان الاثر السياسي الاقتصادي، اضافة الى ضرورة ان يكون الاردن شريكا في هذا المشروع بشكل او بآخر .
الصعوب: تحويل الصعوبات الى فرص
مدير شركة الجسر العربى للملاحة البحرية حسين الصعوب اكد انه بالرغم من الاعلان الرسمي عن اقامة الجسر غير انه لا يمكن الجزم بان المشروع سيرى النور حتى الان.
وتسائل الصعوب : "اذا كان للتداعيات السياسية الاقليمية تاثيرا واضح على صناعة النقل البحري ، فكيف سيكون تاثير هذا الجسر اذا ما اقيم بعد 7 سنوات كما اعلن في القمة المصرية السعودية؟
وطالب الصعوب الحكومة الاردنية ان تحول التحديات الى فرص ، مشددا على اجراء الدراسات اللازمة لتقييم نتائج هذا المشروع وان يكون للاردن حصة من الفائدة العامة ، خاصة ان الاردن دائما يقف ويدعم التشاركية في المشاريع الاقتصادية التي تعود بالنفع على جميع الاطراف .
واشار ان مكان اقامة المشروع سيخضع لجزئيات جيولوجية لان المنطقة سُجلت من المواقع النشطة في حركة الزلازل ، مرجحا ان تصل معدلات التاثير ليس فقط على مستوى النقل البحري بل قد تتجاوز ذلك الى النقل الجوي وسيكون هناك تراجع ملحوظ .
السعايدة: اقامة الجسر قضية سياسية بحته
الكاتب و المحلل السياسي ركان السعايدة اوضح انه لازال من المبكر فهم الاهداف الكاملة في مشروع اقامة الجسر ، وفهم تطور العلاقات السعودية المصرية على صعيدي بناء جسر الملك سلمان من جهه وهيمنة الممكلة العربية السعودية على جزيرتي (تيران وصنافير) .
ورجح السعايدة لجو24 ان تكون قضية اقامة الجسر سياسية بحته اكثر مما هي اقتصادية ، مبينا ان الحكومة مطالبه بان يكون لديها تقييم استراتيجي بالآثار الاقتصادية و السياسية التي يمكن ان تطال الاردن اذا ما قررت السعودية توظيف الجسر و الجزيرتين الى دفع الاردن لمنحى عسكري وسياسي محدد.
وقال السعايدة :"انه ربما لن يكون هناك اثر سلبي مباشر من اقامة مشروع الجسر و الهيمنة السعودية على الجزيرتين ، لكن هذا المشروع الخطير سيمنح السعودية في اي وقت توظيفهما سياسيا واقتصاديا ، ومدى ذلك على موقع الاردن ومكانته الجيوسياسية" .
وبين ان الجسر سيضع خليج العقبة تحت تاثير السعودية وذلك من خلال احداث اي امر كان ، بهدف اعاقة حركة البواخر و السفن القادمة من المضيق الى ميناء العقبة.
عايش : لابد من وجود دور اردني
الخبير الاقتصادي حسام عايش بين انه لابد ان يكون للاردن دور اساسي في التخطيط لاقامة هذا المشروع لان المملكة لها علاقة مباشرة في حيثيات هذه الجسر على المستويين الاقتصادي و السياسي .
وبين عايش لجو24 ان هذا الجسر سيقتل حركة الشحن البحري ، وسيؤثر على الحركة التجارية وحركة السفن و البواخر الى ميناء العقبة، مشددا ان على الاردن اجراء الاتصالات مع السعودية ومصر ليكون شريك اساسي في هذا المشروع .
وقال ان الدولة الاردنية ملزمة الان باجراء الدراسات وتقييم النتائج المترتبة على بناء هذا الجسر ، منوها الى ان هذه الجسر هو نتاج تفاهمات بين مصر والسعودية تصب في اطار الدعم الخليجي للجمهورية وانه لا بد من دعم الاردن من خلال تعزيز سبل التواصل المختلفة.
واكد عايش ان المرحلة القادمة تتطلب عقد قمة ثلاثية تجمع بين الاردن و السعودية ومصر ، مؤكدا في ذات الوقت اهمية البدء في البحث عن بدائل وخطط احتياطيّة لتلافي خطر الانهيار الاقتصادي الاردني جراء توقف النقل البحري وشلل ميناء العقبة .
مصدر: الاردن ليس حجر عثرة.
وكان مصدر مسؤول اكد في وقت سابق لجو24 ان القضية تحتاج الى دراسة و تحليل لبيان الاثر ان كان سلبيا او ايجابيا على الاردن وان البحث و التحليل في هذه القضية الان ما زال مبكرا .
واضاف المصدر ان الاردن كما هو دائما لم ولن يقف حجر عثرة في طريق اي مشروع او توجه اقتصادي اقليمي يخدم جميع الاطراف .
ورجح المصدر ان تتم مباحثات ودراسات مع الجانبين المصري و السعودية ، وسيتم فتح نقاشات موسعه بين الاطراف الثلاث لقياس مدى الاثار الناتجة عن قيام هذا المشروع الحساس الذي يصب في وريد الامن القومي الاردني.
تابعو الأردن 24 على 
