jo24_banner
jo24_banner

القطامين من القاهرة: جئتكم من عند ملك لا يضام عنده أحد

القطامين من القاهرة: جئتكم من عند ملك لا يضام عنده أحد
جو 24 :
قال وزير العمل الدكتور نضال القطامين في كلمتة التي القاها بأعمال الدورة الـ43 لمؤتمر العمل العربى الذي ينعقد في القاهرة تحت رعاية رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسى، بحضور ومشاركة وزراء العمل ورؤساء الوفود الحكومية ومنظمات أصحاب الأعمال والعمال على مستوى الوطن العربى وجامعة الدول العربية وممثلى المنظمات العربية والإقليمية والدولية، "لقد جئتكم من المملكة الاردنية الهاشمية، ومن عند ملك لا يضام عنده أحد، جلالة ملكنا العزيز عبد الله الثاني بن الحسين، حاملا الى مصر الكنانة رسالة أهلهم الطيبين في مدى الاردن الممتد من العروبة الى العروبة، ومن دم شهدائها على اسوار القدس الى الكرامة، أننا سنبقى كما عرفنا أهلنا العرب، حضن المكلومين واللاجئين، وصدر الدفاع عن الأمة حين تصير سماحتها غضباً إنْ مسّ نهارها عتم أو عكّر صفو غدرانها غريب".

وأكد القطامين أن سوق العمل والعمال الذي تأثر في الأردن وفي معظم الدول العربية بالتداعيات السياسية والأمنية الثقيلة التي تحدث في المنطقة، سيتعافى طرديا كلما انتزعنا مفاعيل التأزيم، مشيرا الى انة لا يمكن ان يتحقق أي إستثمار او ينمو اقتصاد حال انعدام الأمن والاستقرار، داعيا الدول التي تأثرت أسواقها بشكل مباشر بأزمة اللاجئين وبمخرجات الازمات، أن تخرج من الأطر التقليدية الناظمة لسوق العمل في ضوء المعطيات الطبيعية لتطورات النمو المحلي، وتذهب نحو ما يمكن تسميته مجازا بالخطة البديلة ونحو التفكير خارج الصندوق والتفكير غير النمطي، واجتراح ما يشبه استراتيجيات الطوارئ للتعامل مع أزمة اللاجئين بأقل الخسائر.

واضاف أن هذه الغمامة السوداء ستنجلي لا محالة، وسيبزغ فجر جديد غير متخم بتناقضات اللحظة السياسية الراهنة، وأن ما يحدث الآن من فوضى عارمة بلغت حد الذروة، قد دفع بمنظومة العمل العربي المشترك إلى استشعار حجم الخطر الذي بات يتهدد حاضر ومستقبل الأمة، وصرنا نلمس تنسيقا عربيا مكثفا للسيطرة على تداعيات المشهد، ووقف حالة إعادة التدوير للنفايات الفكرية التي تنتجها مجاميع الإرهاب والغلو والتطرف.. فضلا عن السعي الرسمي الجاد لوقف تدويل الأزمات العربية، والدفع نحو حصرها في أطرها الداخلية، وإن من شأن الإمساك بقواعد اللعبة، واستعادة مفاتيح المنطقة، تكريس حالة الاعتماد على الذات، وبناء المشروع النهضوي في كافة المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية على المدى البعيد.

وحول تداعيات ازمة اللجوء السوري على الاردن , بين القطامين إن بلدا مثل الأردن عانى اقتصاده المحدود أصلا من تداعيات اللجوء السوري، سيجد نفسه أمام ضعف الدعم الدولي المتحقق لتكاليف استضافة اللاجئين، مضطرا لدمج اللاجئين السوريين في سوق العمل لديه ضمن خطة متوازنة ومحكمة، تراعي مصلحة العمالة الوطنية، ثم مصلحة العمالة العربية الوافدة إلينا قبل الأزمة السورية وخلالها.. وهؤلاء اللاجئين أولا وأخيرا أخوتنا وواجبنا جميعا أن نتشارك معهم لقمة العيش، ونقدم المزيد من التضحيات لهم كأردنيين وأشقاء عرب يعملون في الأردن.

وأشار القطامين ان حكومة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه، تسعى بكل طاقتها كي لا يتأثر المواطن الأردني والعمالة العربية لدينا بشكل مباشر من عملية دمج السوريين في سوقنا المحلي، ولقد راعينا في سبيل ذلك، تخصيص نسبة ثابتة من فرص العمل للأردنيين فقط، ونسبة متحركة للعمالة السورية والعمالة الوافدة بشكل عام، باعتماد سياسة السوق المفتوح ومنطق العرض والطلب, لافتا أن كل جنسية من العمالة الوافدة إلى الأردن، تتمتع بامتيازات خاصة بها ونوعية أعمال معينة تتقنها دون غيرها، وفي المحصلة فإننا نُسهم عِبْرَ اعتماد هذه المنهجية في إيجاد حلٍ جزئي لتداعيات الأزمة السورية، ونطور مخرجات العملية الإنتاجية على أساس معايير الجودة، والمواصفات والمقاييس، ولا نستهدف بحال من الأحوال لقمة العيش لأي شقيق أو صديق يعمل على الأرض الأردنية ويسهم في دفع عجلة التقدم والازدهار..

وشدد القطامين على دعم الأهل في فلسطين بإعتبارها أولوية مهمة لدى الأردن، وأثنّي في هذا السياق على كلمة وزير العمل السعودي الذي أطلق صرخةً لتفعيل الشعارات التي ترفع لهذا الدعم ، متمنيا أن يتبنى المؤتمر الكريم في توصيته الاولى خطوات تنفيذية تضمن ذلك، وتؤدي في المجمل الى تعزيز صمودهم في وجه ما يلاقونه، وكذلك أن يتبنى المؤتمر الكريم توصيات تتعلق بدعم مشاريع التدريب والتشغيل في الدول التي تشهد صراعات وحروب، وبدعم الدول المضيفة للاجئين من البلاد العربية، والبدء في برامج تمضي الى التكامل العربي في التشغيل والى احلال العمالة العربية مكان العمالة غير العربية.

كما اكد القطامين في كلمتة ان أم الدنيا كعادتها تفتح للأشقاء أبوابها ليدخلوها آمنين، فهي الكبيرة، قريرة العين، تجمع الشمل، وترص الصف، وتقري الضيف، وتنظم أجمل المعلقات على جدار القلب وبين العين والرمش، بلغة الضاد، وبلسان عربي مبين.. وان وجهها مازال وضاحا وثغرها باسما رغم الجراح، وستبقى مصر الصابرة الطاهرة حاضرة النهضة، وقاطرة الحضارة، وموئل الروح، ومعقل العلم والفكر والفن والأدب..

وأثنى القطامين على العمالة المصرية الذين يمثلون خير سفراء لبلدهم أينما ارتحلوا وحلوا، مؤكدا إسهامهم في بناء وتعمير أكثر من قطر عربي, موجها شكرة وتقديرة إلى جمهورية مصر العربية رئيسا وحكومة وشعبا، على استضافتها لأعمال هذه الدورة،كما أعرب عن تقديرة الشديد، وشكرة الكبير لفايز علي المطيري مدير عام منظمة العمل العربية، على الدور البارز والجهد المميز الذي بذله خلال فترة قصيرة منذ توليه منصبه في مثل هذا الشهر من العام الماضي، حيث تظهر لمساته الطيبة بجلاء في تقريرة الذي حمل عنوان (التحديات التنموية وتطلعات منظمة العمل العربية).
 
تابعو الأردن 24 على google news