ماذا فعل اديسون مخترع المصباح مع هذا الفيل ؟
جو 24 :
أنثى فيل تدعى 'توبسي'. كانت توبسي تعمل بالسيرك وكان لها مدرب مصاب بشتى أنواع الخلل النفسي ما جعله يقدم على تعذيب المسكينة مرارا حتى حاول إجبارها يوما على ابتلاع سيجارة مشتعلة، فما كان من 'توبسي' إلا أن ركلته كما اتفق لها أن تركله ولم تتوقف إلا والرجل جسد بلا روح. أرسلت 'توبسي' إلى 'لونا بارك' بعد أن خلّف التعذيب في نفسها عداوة للبشر بشكل عام فقتلت اثنين آخرين من العاملين بالحديقة حتى تقرر إعدامها.
جعل القائمون على أمرها يفكرون في الطريقة المثلى للإعدام فاقترحوا الشنق ثم تراجعوا بدعوى عدم آدميته كعقوبة هجرتها الدولة نفسها. ماذا تفعل الدولة بمذنبيها على أيه حال؟ تُميتُهم صعقا بالكهرباء! إذن، قضي الأمر، ستصعق توبسي حتى الموت.
هنا تتقاطع الحكاية الأولى مع الثانية، فمن أجدر بتلك المهمة من المجنون الذي كان يجوب موظفيه الشوارع يصعقون الحيوانات كجزء من عروض ترفيهية دورية للنيل من منافسيه؟ أبلغ القائمون على 'لونا بارك' أديسون برغبتهم ولم يتردد الرجل في قبول العرض كما هو متوقع.
استأجر أديسون للحدث طاقما للتصوير وكأنه مقدم على إخراج فيلم سينمائي، وأعلن أن 'توبسي' ستعدم باستخدام التيار المتناوب الذي توفره شركة وستينجهاوس والذي طوّره تسلا.
وزيادة في التأكيد على إخراج المشهد النهائي كما سيخرج، تم إطعام 'توبسي' حوالي نصف كيلو 'سيانيد' تم دهانه على الجَزَرات القليلة التي التهتمها المسكينة قبل أن تلقى حتفها.
وعند اللحظة المحددة، وقف ألف وخمسمائة متفرّج من البلهاء الساديين ليروا 'توبسي' للمرة الأخيرة بينما يمرّ حوالي 6600 فولت خلال جسدها لتسقط قتيلة في ثلاث ثوان لا غير.
انتهت قصة 'توبسي' هنا ولم يأت على ذكرها أحد كما لم يأت أحد على ذكر أديسون كرجل أعمال محتال أو كإنسان مقيت ومجرّد من الحسّ الإنساني. العزاء الوحيد هنا هو أن التيار المتناوب، في نهاية المطاف، حلّ محل التيار الثابت، وأن 'لونا بارك' التي شهدت إعدام 'توبسي' اشتعلت بها النيران ثلاث مرات بعد الواقعة دون أن يتم فتحها مرة أخرى بعد الحريق الأخير.