8 مرشحين لخلافة بان أمام "الامتحان": توتر... والفرز بدأ
جو 24 :
بدأ ثمانية مرشحين لمنصب الامين العام للامم المتحدة المثول اليوم امام الجمعية العامة للامم المتحدة، في جلسات غير مسبوقة، لايجاد خلف لبان كي مون في كانون الثاني 2017. واول الماثلين، وزير خارجية #مونتينيغرو ايغور لوكسيتش، وهو اصغر المرشحين (39 عاما). وقدّم نفسه على انه يمثل "بلدا صغيرا تاريخه صاخب".
وبدا عليه التوتر، بينما تكلم بالانكليزية والفرنسية عن التحديات الحالية (الارهاب واللاجئون ونزع الاسلحة وحقوق الانسان...)، قبل ان يشكر الديبلوماسيين الموجودين بكل لغات العمل المعتمدة في الامم المتحدة.
وتصر #فرنسا على ان يكون الامين العام ناطقا بلغتها، ايا يكن اتقانه لها.
وفي وقت سابق، ذكر رئيس الجمعية #الدنماركي موغينز ليكيتوفت انه اول اجراء من هذا النوع في تاريخ الامم المتحدة. وعدّد ميزات المرشح المثالي لهذا المنصب: "استقلال، شخصية قوية، سلطة معنوية، ومهارات سياسية وديبلوماسية". كذلك، حدد اولوياته، كمكافحة التقلبات المناخية والترويج للسلام، لاسيما "من خلال الضغط على الدول الكبرى"، او حتى "اصلاح" الامم المتحدة.
جلسات... واسئلة
وينهي بان كي مون ولايته اواخر هذه السنة، بعد ولايتين من خمس سنوات. ويبلغ حاليا عدد المرشحين للمنصب اربعة رجال، واربعة نساء. لكن ايا منهم لا يحظى باجماع. وبين الاوفر حظا، مديرة "الاونيسكو" البلغارية ايرينا بوكوفا، ورئيسة الوزراء السابقة لنيوزيلندا هيلين كلارك التي تتولى رئاسة برنامج الامم المتحدة للتنمية، والمفوض الاعلى السابق للاجئين البرتغالي انطونيو غوتيريس.
كذلك، ترشح رئيس سلوفيانيا السابق دانيلو تورك، واربعة وزراء خارجية لدول البلقان، سابقين او حاليين، هم فيسنا بوسيتش (كرواتيا)، نتاليا غيرمان (مولدافيا)، سرجان كريم (مقدونيا)، ولوكسيتش (مونتينيغرو). وتتواصل هذه الجلسات طوال ثلاثة ايام. وسيتاح لكل مرشح الاجابة على اسئلة الديبلوماسيين اولا، ثم المجتمع المدني في جلسة تستغرق ساعتين، عبر اتصال بالفيديو. وطرح المجتمع المدني نحو الف سؤال من 70 بلدا، وقلصت الى 30.
"اقتراع بالبطاقة السرية"
من 70 عاما، يُنتَخب الامين العام في مشاورات مغلقة تجريها الدول الـ15 الاعضاء في مجلس الامن، لا سيما الدول الخمس الدائمة العضوية (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، فرنسا، وبريطانيا). هذه المرة، فرضت الجمعية آلية اكثر شفافية، تشبه اختيار موظف اداري رفيع المستوى، وتشمل تقديم رسالة ترشيح وسيرة ذاتية وتصريح بالمعتقدات، واخيرا مقابلة مع ديبلوماسيي الدول الـ193 الاعضاء.
لكن الكلمة الفصل تعود الى ممثلي الدول الخمس الكبار الذين يجتمعون اعتبارا من تموز المقبل، لاجراء سلسلة اقتراعات بالبطاقة السرية، قبل رفع اسم الى الجمعية لتصادق عليه في ايلول. لكن ليكيتوفت اعتبر ان جلسات الاستماع كفيلة "بتغيير المعطيات" عبر التأثير على تصويت المجلس.
من جهته، قال السفير #البريطاني في الامم المتحدة ماثيو رايكروفت ان المسألة تتعلق باجراء فرز اول، وابعاد "المرشحين الذين لا يتمتعون برؤيا مقنعة، او لا يعبرون بفعالية، ولا تبدو لديهم مقومات قيادية". وتوقع ديبلوماسي آخر في المجلس "ان نشهد مفاجآت"، على غرار بروز مرشح لم تبد حظوظه جيدة في البدء او العكس.
تقليديا، يفترض ان يتحدر الامين العام المقبل من اوروبا الشرقية، المنطقة الجغرافية الوحيدة التي لم تمثل في هذا المنصب قبلا، مما يفسر كثرة المرشحين منها. لكن ذلك ليس الزاميا، حتى لو ان روسيا تصر عليه.
كذلك، سرت فكرة بضرورة تولي امرأة هذا المنصب الذي تولاه حتى اليوم ثمانية رجال.
في النهاية، تبقى النتيجة مرهونة بالمساومات بين الدول الخمس الكبرى. ويفترض بروز مرشحين آخرين في المرحلة المقبلة، علما انه طرح اسم المفوضة الاوروبية كريستالينا جورجييفا البلغارية الجنسية، ووزيرة الخارجية الارجنتينية المديرة السابقة لمكتب بان كي مون سوزانا مالكورا. غير ان بعض الديبلوماسيين الذين لم يتحمسوا ازاء اي من المرشحين الحاليين، بدأوا يبحثون عن شخصية طاغية، "على مقاس ميركل"، في اشارة الى المستشارة الالمانية.