الوصول إلى أقرب نجمة من الأرض ليس حلماً... فماذا يريد الملياردير الروسي يوري ميلنر؟
جو 24 :
يراود الانسان حلم السفر إلى أقرب نجمة من الأرض منذ فترة طويلة، وأعاد طرحه الملياردير الروسي يوري ميلنر الذي يريد صناعة مركبة فضاء تسير بسرعة 60 ألف كيلومتر في الثانية.
وتقوم الفكرة على اطلاق المركبة "ستارتشيب" التي لا تزن سوى غرامات قليلة بخمس سرعة الضوء، من خلال تصويب وابل من الجزئيات الضوئية صادرة عن جهاز ليزر منصوب على الارض، على شراعها البالغة مساحته أمتار مربعة قليلة.
وتدفع المركبة بسرعة 60 ألف كيلومتر في الثانية، وستتمكن تالياً من الوصول إلى رجل القنطور وهي كوكبة من النجوم تعتبر الأقرب إلى الارض، في غضون عشرين عاماً.
وبالمقارنة بلغ المسبار الأميركي "نيو هورايزنز" العام الماضي كوكب بلوتو بسرعة 49 كيلومتراً في الثانية، وبهذه السرعة تحتاج مركبة تطلق من الارض إلى 24 ألف سنة للوصول إلى كوكبة رجل القنطور.
وقال المستثمر يوري ميلنر الذي تقدر مجلة "فوربز" ثروته بنحو 2,9 مليار دولار، إن "السفر إلى الفضاء كما نعرفه راهناً بطيء جداً".
وأضاف رجل الاعمال: "للمرة الاولى في التاريخ، لن نكتفي بمراقبة النجوم بل سنتمكن من الوصول اليها"، وقال بحماسة: "حان الوقت لنقوم بالقفزة الكبيرة التالية في تاريخ البشرية".
ويشار أن ميلنر يتعاون مع عالم الفيزياء الفلكية المشهور عالمياً ستيفن هوكينغ، بفضل أعماله حول الثقوب السود وكتابه الشهير "إيه بريف هيستوري أوف تايم".
وعلق ستيفن هوكينغ الذي فقد القدرة على الكلام، ويتحدث عبر برمجية صوتية: "أعتبر أن ما يميزنا ويجعلنا فريدين نحن البشر، أننا نسعى دائماً إلى تجاوز حدود مقدرتنا".
ومن أجل ادراك هدفه، سيكرس يوري ميلنر مبلغ مئة مليون دولار لهذا المشروع الذي سمي "بريكثرو ستارشوت"، كما قال في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك، وقد حقق ميلنر ثروته بفضل استثمارات صائبة في شركات ناشئة عدة منها "فايسبوك".
وأشار الملياردير أنه سيؤمن من أمواله الخاصة أول مئة مليون دولار في المشروع، لكنه سيسعى بعد ذلك في حال تحقيق تقدم كبير، إلى إيجاد مصادر تمويل أخرى.
ويشارك مؤسس "فايسبوك" مارك زوكربرغ في مجلس ادارة المشروع. وهو مشروع أبحاث سيشرك الأوساط العلمية وستنشر نتائجه برمتها.
وتشير نتائج الابحاث الاولى ان تصويب شعاع الليزر هذا، يحتاج إلى مئة غيغاوات أي الطاقة الضرورية تقريباً لاقلاع مركبة فضائية وفق ما أوضح الاستاذ في جامعة هارفرد والمشارك في المشروع آفي لوب.
والتكنولوجيا الاساسية الضرورية لتطوير المشروع متوافرة، لكن ينبغي تكييفها وتحسينها للسماح للمركبة بانجاز مهمتها وفق ما أوضح يوري ميلنر، خلال المؤتمر الذي عقد في برج "وان وورلد ترايد سنتر"، الذي بني في موقع اعتداءات الحادي عشر من أيلول 2011.
واعتبر ميلنر أن هذه المركبات يمكن انتاجها بكميات كبيرة، واطلاقها ليس فقط للوصول إلى رجل القنطور، بل لاستكشاف النظام الشمسي أيضاً.
وتهدف الرحلة إلى أقرب نجمة من الارض، إلى البحث عن آثار للحياة. إلا أن الأمر لا يقتصر على ذلك فقط وفق ما أوضح لوب.