المدرسة تيريز وخالتها جوزفين انتهت حياتهما في وادٍ... تفاصيل حادث جبيل المروع
رحلة الموت من مستيتا الى قرطبا عاشتها عائلتا الخوري وعطا الله بعد ان ابتلع واد سيارة عائلة الخوري وهي في طريق عودتها من دعوة غداء. في ذلك اليوم المشؤوم، توفيت تيريز عبدو الخوري، وخالتها جوزفين خليل عطالله، وأصيبت والدة تيريز، مريم، وشقيقتها مارغو، وشقيقها بطرس الذي كان يقود السيارة.
شراهة شبح الموت كانت كبيرة هذه المرة، تربص بالعائلة على مفترق مار الياس، بحسب ما قالته مارغو لـ"النهار": " بعدما امضينا يوماً جميلاً في منزل شقيقي طوني في مستيتا تناولنا خلاله الغداء وتبادلنا الاحاديث حتى حلّ المساء وحان وقت العودة. صعدنا في سيارة شقيق بطرس وانطلقنا الى منزلنا، لم نتوقع لوهلة ان القدر يكشّر عن انيابه وينتظرنا على بعد كيلومترات، حيث فجأة تعطلت السيارة من نوع "مرسيدس" فضية اللون، فلم يتمكن شقيقي بطرس من لف مقودها عند المفترق، ما ادى الى تدهورها في الوادي وارتطامها بصخرة قبل ان تتوقف" .
مواجهة الموت
كانت الوالدة مريم (91 عاما) تجلس أمام السائق، والباقون في الخلف، توفيت تيريز (50 عاما) معلمة المدرسة على الفور بسبب "كسر في رقبتها ناتج عن قوة الارتطام كما توفيت خالتي (79 عاما) بسبب نزيف اصابها، وتعرضت انا ووالدتي وشقيقي (61 عاما) لرضوض وكسور". نصف ساعة حتى تمكنت مارغو (57 عاماً) من النهوض وايجاد الهاتف الخليوي ولفتت " لامست الموت في تلك اللحظات، اعتبرت انها النهاية، ولن يعلم احد اننا وقعنا في الوادي، وسأموت لا محالة لكن في النهاية وجدت الخليوي، اتصلت بابن شقيقي الذي بدوره اتصل بالصليب الاحمر الذي حضر والدفاع المدني وعمل على انتشالنا من المكان". وقد نقل الجرحى الى مستشفى "سيدة ماريتيم" فيما نقلت الجثتان الى مستشفى "سيدة المعونات الجامعي" في جبيل.
ضربتان قاتلتان
اعتادت جوزفين بعد وفاة زوجها على تمضية اشهر الشتاء في منزل شقيقتها مريم، "يسند احدهما الآخر، يهونان تعب السنوات، تضحكان سوية وتستعيدان ذكريات منسية، اليوم رحلت جوزفين من دون ارادتها، خطفها الموت من أمام شقيقتها تاركاً جرحاً نازفاً في قلب والدتي، التي تلقت ضربتين قاتلتين في ذات الوقت فقد خسرت كذلك فلذة كبدها، ربما السبب الحقيقي كما قيل لنا تعطل "بوات الدركسيون" الذي يتوقف عن العمل عندما ترتفع حرارته".
العداد مستمر
ليست المرة الأولى التي يكون فيها شبح الموت في حالة شراهة، فيخطف في حادث واحد أكثر من شخص، اذ لم ننس بعد الحادث المروع الذي وقع في شهر تشرين الاول من العام الماضي على طريق القلمون- طرابلس، مزهقاً ارواح سوزان العموري (37 عاماً) وزوجها فادي مراد (33 عاماً) وابنتها من زواج سابق مريم الطباع شلبي (17 عاماً)، اضافة الى جنين كانت حاملاً به في شهرها الثالث، وقبلها بنحو عام حصد أرواح محمد وأمه وراما فضلاً عن فرنسي وأثيوبية، بعد اصطدام سيارة من نوع "ب أم دبليو " تقودها إيمان، ورانج "كيا" يقوده فرنسي على اوتوستراد الجية وغيرها الكثير من الحوادث التي وقعت وستقع اذ ان عداد الموت لم يتعطل بعد!
النهار