في ذكرى يوم الاسير.. أطفال النطف بلا هوية او شهادة ميلاد
جو 24 :
تسعة أطفال أبصروا النور في قطاع غزة لستة أسرى لا يزالون معتقلين في سجون الاحتلال يكبرون سنة تلو الأخرى بينما لا يزال أبائهم يقضي ما تبقى من محكوميتهم...وعلى الرغم من أن تهريب النطف شكل انجازا وطنيا وإنسانيا ووسيلة نضالية جديدة بحثا عن الحياة والأمل والحرية وخطوة تغلبت على قيود السجان إلا أنها اصطدمت بإجراءات عقابية مشددة وضعتها قوات الاحتلال عندما منعت هؤلاء الأطفال من حقهم في بطاقة الهوية والاعتراف بشهادات الميلاد وأرقام الهويات كما تمنعهم من زيارة آبائهم .
اسعد من نطفة مهربة الى طفل:
اسعد فهمي أبو صلاح يدخل عامه الثاني في نيسان المقبل دون أن يشاركه والده فرحة الميلاد والمنشأ فأسعد كان قد أبصر النور في قطاع غزة عن طريق نطفة مهربة من داخل السجون الإسرائيلية في العام 2014 بعد تمكن والده من تهريب النطفة من سجن ريمون فهو محكوم بالسجن لمدة 22 عاما أمضى منهم تسعة أعوام.
اسعد لم يعد اسمه موجود ضمن سجلات الصليب الأحمر للزيارة خوفا من منع قد يشمله او يشمل ابيه من زيارة من تبقى من العائلة يقول جده الذي اعتبر في وجود اسعد بينهم انتصار لاسرى استطاعوا انجاب الاطفال من خلف سجون اقامتها اسرائيل لتدمير الاسرى .
منذ ولادته تعرف اسعد على ابيه من خلال الصور التي تملئ البيت حتى كان اللقاء الاول والاخير في سجن ريمون قبل ان ينقل الاسير الى سجن نفحة واكتشفت ان اسعد هو طفل لنطفة مهربة فبدأ منع الاطفال من الزيارة كما تقول جدته.
وتقول في هذا الصدد:"اسعد مرفوض امني من قبل الاحتلال لانهم لا يعترفون بوجوده ويعتبرونه طفلا غير شرعي"مشددة ان من حق اسعد وغيره من اطفال النطف ان يتعرفوا على ذويهم وتكون لهم حق الاولوية في الزيارة
وتشعر الجدة بلالم والفخر معا، الم حرمان الطفل اسعد من حضن ابيه حتى من خلف جدران الزجاج وفخر ان ابنها الاسير انجب من خلف القضبان
الحياة في كل نطفة مهربة:
نشأت الوحيدي ممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أكد أن إسرائيل تمنع هؤلاء الأطفال من زيارة أبائهم بحجة أنهم جاؤوا بنطف مهربة كما أنها لا تمنحهم شهادات ميلاد اعترافا بوجودهم مشددا ان رغم محاولات إسرائيل تصفية الفلسطينيين بمختلف ألوانهم وانتماءاتهم إلا أن الحياة تدب في الشريان الفلسطيني مع كل نطفة مهربة من خلف القضبان وعتمات الزنازين.
وشدد الوحيدي أن هذه النطف المهربة هي الروح الفلسطينية المتجددة في مواجهة لغة السجن والقتل الروح التي تولد من جديد رغم سياسيات الاحتلال وجرائمه في قتل كل ما ينبض بالحياة في الشريان الفلسطيني.
ثورة لاستمرارية الحياة:
الأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة اعتبرها ثورة من اجل الحياة والاستمرارية رغم الأحكام العالية والمؤبدات وهي جزء من مسيرة الاسرى واصراهم على الحياة رغم الاجراءات القمعية والتعسفية بحقهم .
واشار فروانة الى ان العديد من هؤلاء الاطفال ممنوعون من الزيارة بحجة انهم اطفال غير شرعيين ولا تعترف اسرائيل بوجودهم
واكد فروانة انه على الرغم من الانتصار الذي حققه الاسرى في تهريب النطف التي تحولت الى ظاهرة شقت طريقها الى النجاح والانتصار وحظيت بحاضنة وطنية واجتماعية الا انها بحاجة الى القليل من التنظيم والترتيب كما يقول فروانة لقطع كل الشبهات والاعتراضات.
وقال:" واقصد في هذا المجال إني أتفهم وادعم هذه الخطوة لمن يقضي أحكام عالية وليس لديه أبناء أو لديه عدد قليل ولكن لا أتفهم ان يقبل على هذه الخطوة أسير ذات محكومية قليلة او تبقى القليل على حكمه او لديه ابناء نحن بحاجة لترتيب هذه العملية القليل من التنظيم والترتيب ولكن هذا لا يؤثر على شكلها العام واهميتها وضرورة دعمها وان يكون لها حاضنة اجتماعية".
تقرير هدية الغول - معا