تفاصيل خطف الطفل السوري في دوحة عرمون
أمام حديقة الرضوان في منطقة الرابية الخضراء في دوحة عرمون يقف السوري "أبو جمعة" مصطفى هوشو حيث خُطف إبنه عبد الكافي إبن الأربعة أعوام امس، يقف منذ ساعات الصباح الأولى حائراً وهو يقول " لماذا أنا، ليس عندي شيء ولا أملك شيئا. إنا عامل أتقاضى 20 ألف ليرة كإيجار يومي". ويُضيف صائحاً :" ليس لي أعداء ولست على خلاف مع أحد، فلماذا إختاروا ولدي".
كلام حيّر الجميع في الحي بمن فيهم معارف "ابوجمعة" وهم لا ينفكون عن سؤاله كلما غابوا فترة عنه:" في شي جديد، هل عرفت شيئاً، هل إتصل أحد". ويتابعوا:" إن شاء الله على سلامة". هذا الكلام وإن واسى الرجل إنما لا يُطفىء شغلة باله وهو الذي ينتظر على نار تارة في غرفته حيث يعمل ناطورا في احد المباني في المنطقة، وقد إكتظت بأهله وربعه، وطوراً على الطريق أمام الحديقة حيث إختفى ولده، وهو في إنتظار زوجته أم عبد الكافي خديجة حمد شيخو التي توجهت الى أقاربها في بيروت لمتابعة الموضوع.
خاطف على دراجة أم لا؟
عند الرابعة بعد ظهر أمس وأثناء لهو عبد الكافي مع اولاد المحلة في الحديقة التي تُبعد أمتاراً قليلة عن منزله وكانت خالته فاطمة في المكان، كان الوضع طبيعي الى أن غاب نظر الخالة للحظات عن المكان لتعود وتتفقد الأولاد وتكتشف أن عبد الكافي غير موجود فهرعت الى شقيقتها وسألتها إذا كان ولدها معها فردتبت" لا". وتمّ بعدها الإتصال بالأب الذي يعمل في ورشة وسُئل السؤال نفسه ، عما إذا كان ولده برفقته فاجاب بـ ـ"لا" ساخنة. بدأ التفتيش في المحلة صعودا ونزولاً في الأحياء والأزقة من دون جدوى، إلا أنه وبحسب أقوال بعض الصبية أن شخصا حضر على دراجة وخطف عبد الكافي وتوجه به صعوداً. التفتيش حتى ساعات المساء لم يأت بنتيجة تُريح الأهل، فكان لا بد من أن تتوجه الوالدة الى فصيلة درك الشويفات والإبلاغ خصوصاً بعد أن أتاها إتصال من رقم يبدأ ب_ _ _ 01397 المتُحدث، الذي لم تتمكن خديجة من تحديد لهجته، إلا أنه قال: إبنك معي حضري مبلغ 15 الف الف دولار لأعيده وإنتظري الساعة الثانية عشرة منتصف الليل لتحديد التفاصيل".
التدقيق في الرقم المتصل كشف أنه من هاتف عمومي "تلكارت". ولم تتمكن الوالدة تحديد هوية المتصل المتصل لوم يُعاود الإتصال في الموعد الذي ضربه. وإنتقلت بعدها الى فصيلة درك الشويفات ومنها الى أحد المراكز الأمينة في العاصمة لإستكمال الإستماع الى إفادتها، وبقيت عند أقاربها في بيروت.
الوالد تحدث لـ"النهار" فقال أن عبد الكافي هو ابن فاطمة زوجته الثانية وله ولدان غيره، أما من زوجته الأولى فله خمسة أولاد. وبدا متعجباً ومستغرباً ما حصل"لأني فقير مُعدم"، أما خالة عبد الكافي فاطمة حمد شيخو فقد شرحت لـ"النهار" تفاصيل الحادث. أما خالته الثانية خنسا فإكتفت بالقول: " نطلب من الخاطف أن يواجهنا أو يُكلمنا لنعرف بالتحديد ماذا يُريد. إننا نكاد نموت من شغلة البال على هذا الطفل".