من العبودية إلى المُلك.. تعرف على نساءٍ عشقن السلطة حتى الموت!
جو 24 :
لقرونٍ عدة انحصرت نظرة المجتمع للمرأة على أنها النصف الأضعف بينما استفرد الرجل السلطة والغلبة، إلا ان بعض النساء أثبتن أن بإمكانهن التمرد على هذا العرف، وحتى حكم بلاداً بأكملها.
فيما يلي أمثلة لنساء دخلن القصور الملكية كجواري، وخرجن منها ملكات:
السلطانة هرم
ولدت هرم في بلدة اسمها روهاتين (Rohatyn) غرب أوكرانيا، ويقال أن والدها قس أرثوذكسي أوكراني، وأثناء هجمات تتار القرم المعتادة على شبه الجزيرة، تم اختطافها وبيعها كجارية لقصر السلطان العثماني سليمان القانوني.
اسمها الحقيقي الكساندرا ليسوفسكا، وتعرف عند الأوربيين باسم روكسلانا، وسماها السلطان هرم. جذبت انتباه السلطان سليمان واهتمامه، فنشات بينهما علاقة حب متأججة، كما توضح المصادر التاريخية والرسائل المتبادلة بينهما.
وعندما كانت تنشب خلافات بين هرم وزوجة السلطان الأولى، كان السلطان سليمان القانوني يقف في صف هرم، وكانت والدة السلطان تتدخل لتهدئة الخلافات.
إلا أنه بعد وفاة الوالدة اشتدت شراسة الخلافات، حتى أن آخر اشتباك تسبب في أضرار جسدية لهرم، ما دفع السلطان إلى نفي زوجته "ماه دوران" إلى أماسيا مع ابنها مصطفى.
وبالتالي صار الطريق مفتوحاً أمام هرم لتوسع نفوذها وتمارس أدواراً سياسيةً، وتراسل زعماء العالم في ذلك الوقت.
أنجب منها السلطان 6 أبناء هم الأميرة محرمة وسليم وبايزيد وعبد الله وجهانكير ومحمد. وكانت أول جارية تتزوج سلطاناً من سلاطين الدولة العثمانية.
قدمت هرم العديد من الأوقاف والمنشآت الخيرية في العاصمة العثمانية إسطنبول، وشملت أعمالها مكة المكرمة والقدس، فلازال الوقف الذي دشنته في العام 1552 يقدم خدماته إلى الفقراء، ويعرف اليوم باسم "خاصكي سلطان" إشارة إلى اللقب الفخري للسلطانة هرم.
الإمبراطورة تسيشي
tsyshy
ولدت في العام 1835 في الصين، وانضمت في مراهقتها لحريم الإمبراطور شيان فنغ، وأنجبت له ولده الوحيد الإمبراطور تونغ شي، الذي ورث حكم أبيه وهو لايزال طفلاً.
ألهته أمه بالأفيون والنساء لتكون هي الحاكمة للبلاد، فقد اشتهرت بحبها الشديد للسلطة، ما دفع الكثيرين لتسميتها "المرأة المتعطشة للسلطة"، وقد تسببت في وفاة ابنها بمرض تناسلي.
بعد ذلك ورث ابن أختها السلطة، وهو في الثالثة من عمره، رغم عدم أحقيته لتستمر هي في إدارة البلاد من خلف الستار.
كانت امرأة قوية الشخصية تستطيع التحكم واتخاذ القرارات المصيرية في شؤون الإمبراطورية، إلا أنها كانت تستعمل أساليب ملتوية وسياسات فاسدة أثناء حكمها للصين.
وكان لها تأثير متميز في النواحي الاقتصادية والسياسية والثقافية في البلاد، وقد استمرت على العرش 47 سنة. إلا أن حبها للسلطة كان أكبر بكثير من مصالح بلدها فقد كانت السبب وراء خسارة حرب مع اليابان، لأنها استغلت الميزانية المخصصة للبحرية الصينية في تمويل قصرها.
السلطانة شجر الدر
الملقبة بعصمة الدين أم خليل، خوارزمية الأصل، وقيل أنها أرمينية أو تركية.
كانت جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وأعجب بها وأعتقها وتزوجها. تولت عرش مصر لمدة 80 يوماً بمبايعة من المماليك وأعيان الدولة بعد وفاة السلطان الصالح أيوب.
غضب الخليفة العباسي في بغداد، كما غضب أمراء الأسرة الأيوبية في الشام لتولي أمرأة أصلها جارية عرش مصر، فتنازلت عن العرش لزوجها المعز أيبك التركماني.
كانت الحاكم الحقيقي لمصر، تمسك بزمام الأمور بين يديها، وفي النهاية حدث خلاف شديد مع زوجها السلطان عز الدين أيبك فدبرت مكيدة لقتله.
تولى السلطنة ابنه المنصور علي، وثأر لمقتل أبيه، فأمر بالقبض على شجر الدر وتسليمها إلى والدته فقتلتها جواريها بالضرب بالقباقيب وقذفوا بجثتها وهي عارية في أحد خنادق القلعة حيث ظلت كذلك ثلاثة أيام ثم نقلوها ودفنوها في ضريحها الحالي.
الملكة غانغ اوك غونغ
تم تعيينها وصيفة للملكة الأرملة غانغ اوول، وكانت واحدة من أجمل نساء مملكة جوسون الكورية، وكانت تتميز بالمكر والذكاء وحبها للسلطة.
وأثناء زيارة الملك سوك غونغ للملكة الأرملة، رأى الوصيفة الجميلة فأعجب بها إعجاباً شديداً وجعلها رفيقته المفضلة.
وفي العام 1688 أنجبت له ولداً، ما دفعه إلى نفي زوجته الملكة انهيون والتخلص من معظم قيادات الحزب الغربي لأن زوجته كانت تنتمي لذلك الحزب، وذلك بهدف تنصيب ابنه وليا للعهد، وزاد على ذلك أنه أعطى غانغ لقب الملكة، لتصبح سيدة القصر بأكمله.
ازدهر معه الحزب الجنوبي الذي تنتمي إليه غانغ، ولكن الملك سرعان ما أعجب بوصيفة أخرى تنتمي للحزب الغربي، فأزاح غانغ عن العرش واستدعى زوجته السابقة للعرش التي سرعان ما توفيت، فاتهمت غانغ بقتلها عن طريق السحر الأسود وتم إعدامها بالسم في العام 1701.