عمل الزوجين بمكان واحد.. مشاكل أم تقارب؟
جو 24 : تعارضت آراء معنيين وشباب حول عمل الزوجين في مكان واحد، ومدى تأثيره على الحياة الزوجية، حيث يراه البعض سبباً في المشاكل الأسرية بينما اعتبره آخرون فرصة للتقارب.
وتشير دراسات أجريت مؤخرا إلى أن هنالك سلبيات اكثر من الايجابيات لعمل الزوجين في مكان واحد، مثل قضاء وقت طويل معا، صعوبة أخذ إجازة في وقت واحد، بالاضافة الى ان أغلب احاديثهم بالمنزل حول (العمل) ما يؤدي الى عدم القدرة على فصل الحياة الشخصية عن العمل.
يأتي ذلك في وقت رأى أساتذة علم اجتماع واقتصاد في أحاديث لـ الرأي أن عمل الزوجين في مكان واحد يمنح الشعور بالاطمئنان ويسهل وسائل التنقل واختصار «الوقت».
ومن واقع التجارب، يقول الشاب إياد أحمد «إن عملي مع زوجتي في مكان واحد سبب لي الكثير من المشاكل الأسرية، لأنها هي رئيسي بالعمل واداءها أفضل من أدائي.. فنظرة الزملاء لي عندما تطلب مني عملاً يتسبب لي بالاحراج والضيق».
وعلل سبب شعوره بالضيق فقال «الرجل في مجتمعنا يجب ان يكون هو المتفوق والأفضل وله الأولوية».
ومقابل استياء إياد من وجود زوجته في عمل، يشعر احمد الخلايلة «بالغيرة « حتى من اقتراب الزملاء من زوجته بالعمل، او حتى سؤالها، ويقول «تفاقمت المشاكل مع زوجتي بالمنزل وداخل المؤسسة مما اضطر بعض الزملاء إلى التدخل بينا وطلبهم ان نناقش امورنا بالمنزل».
ولذلك يقف أحمد ضد عمل الزوجين داخل مؤسسة واحدة فهو «صعب جدا خاصة بمنظورنا الذكوري».
ولا يبتعد الشاب محمد في رأيه عن سابقيه، ويقول «كنت اعتقد ان عملي مع زوجتي بمكان واحد سيقربنا من بعض بحكم عملنا وفهم ظروف العمل، لكن بالعكس أصبحت بيننا خلافات كبيرة منها «الغيرة»، وكوني المدير أصبح الجميع يدخل زوجتي «واسطة» بيني وبينهم فأصبحت تغضب عند عدم تلبيتي لطلبها مما يسبب لها الاحراج امام الزملاء وللأسف انتقلت هذه المشاكل للمنزل مما أدى الى خروج زوجتي من العمل.
الدكتورة (م)، هكذا أرادت ذكر أسمها، تبدي سعادة بعملها مع زوجها وخصوصاً «أننا في نفس التخصص وبعيادة واحدة»، وتقول «نحن نذهب ونعود مع بعض الى عملنا، لكن هنالك بعض الضيق اشعر به لانه يتفوق علي بالعمل واحاول بكل جهد ان أصل الى ما وصل إليه، مع ذلك نحن متفاهمان وقريبان من بعض ونتناقش بالأمور الطبية ونتساعد في المنزل والعمل».
مها محمد تقول «تعرفت على زوجي في العمل ومن خلال تواجدنا في نفس الدائرة كانت هنالك بعض التحفظات التي فرضها زوجي علي بمعاملة الموظفين». وتضيف «تظهر غيرته اذا كانت ترقيتي او الزيادة السنوية أعلى منه ويبدأ بافتعال المشاكل ويطلب مني ان أجلس بالبيت «بحجة أولادي».
ويختلف مؤيد (...) في وجهة نظره مع الاخرين ويقول «انا اعتبر زوجتي زميلتي بالعمل مما أدى الى التفاهم وتقوية علاقتنا، فحياتنا طبيعية ونتشارك أمور العمل ونتناقش بها في المنزل».
أستاذ علم الاجتماع في جامعة الحسين بن طلال الدكتور هاشم الطويل يقول «بشكل عام أعتقد أن عمل الزوجين في المؤسسة نفسها قد يشكل حافزاً لهما لتحقيق نجاحات وبالتالي الشعور بالطمأنينة، فوجود الزوجين في مهنة واحدة قد يُذلل الكثير من العقبات في العمل بسبب التشاركية المهنيّة، ولا ننسى أن وجودهما في المؤسسة نفسها (العمل) يُساعد على الاستقرار المالي».
ويضيف «بالنسبة لنظرة المجتمع، فإن نوع الوظيفة ونوع المؤسسة، وطبيعة المجتمع الذي تتواجد فيه المؤسسة، وحجم المجتمع المحلي للمؤسسة، جميعها عناصر تُحدد وتُؤشر الى الايجابيات أو الى السلبيات، فإذا كانت المؤسسة التي يعملان بها ترقى بهما اجتماعياً ومهنياً كلما كانت الإيجابيات أكثر، وبالتأكيد فإن عملهما في المؤسسة نفسها يُقلل من التكاليف المالية للحياة اليومية، إضافة إلى الجهد المبذول للوصول إلى مكان العمل».
ويشير إلى أن مستوى الوعي المجتمعي العام ومستواه الخاص (داخل المؤسسة نفسها)، يلعب دوراً كبيراً، ناهيك عن مستوى الرقي الوظيفي للزوج أو للزوجة (من منهما أعلى رتبة أو مرتبة وظيفية)، وكذلك المستوى التعليمي لكل منهما – فمن الطبيعي أنه كلما ارتفع المستوى التعليمي ارتقى الوعى لديهما.
أستاذ المحاسبة والتمويل في جامعة الشرق الأوسط الدكتور ابراهيم القاضي يعتقد أن هناك جدوى اقتصادية تترتب على عمل الزوج والزوجة في مؤسسة واحدة مما له أثر على الاقتصاد المنزلي والاقتصاد الوطني بصفة عامة وذلك بأن القطاع العائلي يعتبر أحد مكونات الاقتصاد الجزئي حيث أن حجم إنفاق الأسر (العائلي) يدخل ضمن الإنفاق الكلي ولذلك كلما استطاع القطاع العائلي تقليص حجم إنفاقه الناتج عن عمل الزوج والزوجة في مكان او مؤسسة واحدة فإن هذا سيؤدي إلى تحسن مدخرات القطاع العائلي وهذه المدخرات بمجموعات ستصب في الاقتصاد الوطني بصفة عامة لأن الاقتصاد الوطني هو أساسا يتكون من مجموع القطاع العائلي وإن اي وفر وتحسن في الاقتصاد العائلي او المنزلي سيصب في الاقتصاد الكلي (الاقتصاد الوطني).
ويلفت برغم تأكيده أن عمل الزوج والزوجة في مؤسسة واحدة يؤدي لتقليل النفقات، غلى آثار سلبية واقتصادية على المؤسسة التي تجمع الزوجين، فكثير من المؤسسات تتجنب تعيين موظفين لديهم صلة قرابة لأسباب عديدة على سبيل المثال تعرض بعض القرارات وتأثرها بالجانب العاطفي باتجاه بعضهم البعض، عدم وجود استقلالية تامة لكل منهم، ضعف الزوجين باتجاة بعضهما البعض أمام بعض المغريات المادية وإمكانية التآمر والتستر على سلوكيات كل منهما والتي قد تضر بمصلحة العمل عند وصولهما إلى مراكز صنع القرار في المؤسسة التي يعملان بها مما قد يضر ويدمر المؤسسة الاقتصادية.
وحول الاثار النفسية لعمل الزوجين يشير استاذ الارشاد النفسي الدكتور محمد ابو شوك إلى الغيرة المتبادلة وما يتبعها من مشاكل زوجية في المنزل وزعزعة الثقة بينهما وبرود في العلاقة بسبب اللقاء الدائم في العمل والمنزل، بالاضافة الى غياب متعة الكلام عن مستجدات اليوم ونقل مشاكل المنزل الى العمل وبالعكس مما يؤدي للتقصير باحدهما او كليهما معا.الراي
وتشير دراسات أجريت مؤخرا إلى أن هنالك سلبيات اكثر من الايجابيات لعمل الزوجين في مكان واحد، مثل قضاء وقت طويل معا، صعوبة أخذ إجازة في وقت واحد، بالاضافة الى ان أغلب احاديثهم بالمنزل حول (العمل) ما يؤدي الى عدم القدرة على فصل الحياة الشخصية عن العمل.
يأتي ذلك في وقت رأى أساتذة علم اجتماع واقتصاد في أحاديث لـ الرأي أن عمل الزوجين في مكان واحد يمنح الشعور بالاطمئنان ويسهل وسائل التنقل واختصار «الوقت».
ومن واقع التجارب، يقول الشاب إياد أحمد «إن عملي مع زوجتي في مكان واحد سبب لي الكثير من المشاكل الأسرية، لأنها هي رئيسي بالعمل واداءها أفضل من أدائي.. فنظرة الزملاء لي عندما تطلب مني عملاً يتسبب لي بالاحراج والضيق».
وعلل سبب شعوره بالضيق فقال «الرجل في مجتمعنا يجب ان يكون هو المتفوق والأفضل وله الأولوية».
ومقابل استياء إياد من وجود زوجته في عمل، يشعر احمد الخلايلة «بالغيرة « حتى من اقتراب الزملاء من زوجته بالعمل، او حتى سؤالها، ويقول «تفاقمت المشاكل مع زوجتي بالمنزل وداخل المؤسسة مما اضطر بعض الزملاء إلى التدخل بينا وطلبهم ان نناقش امورنا بالمنزل».
ولذلك يقف أحمد ضد عمل الزوجين داخل مؤسسة واحدة فهو «صعب جدا خاصة بمنظورنا الذكوري».
ولا يبتعد الشاب محمد في رأيه عن سابقيه، ويقول «كنت اعتقد ان عملي مع زوجتي بمكان واحد سيقربنا من بعض بحكم عملنا وفهم ظروف العمل، لكن بالعكس أصبحت بيننا خلافات كبيرة منها «الغيرة»، وكوني المدير أصبح الجميع يدخل زوجتي «واسطة» بيني وبينهم فأصبحت تغضب عند عدم تلبيتي لطلبها مما يسبب لها الاحراج امام الزملاء وللأسف انتقلت هذه المشاكل للمنزل مما أدى الى خروج زوجتي من العمل.
الدكتورة (م)، هكذا أرادت ذكر أسمها، تبدي سعادة بعملها مع زوجها وخصوصاً «أننا في نفس التخصص وبعيادة واحدة»، وتقول «نحن نذهب ونعود مع بعض الى عملنا، لكن هنالك بعض الضيق اشعر به لانه يتفوق علي بالعمل واحاول بكل جهد ان أصل الى ما وصل إليه، مع ذلك نحن متفاهمان وقريبان من بعض ونتناقش بالأمور الطبية ونتساعد في المنزل والعمل».
مها محمد تقول «تعرفت على زوجي في العمل ومن خلال تواجدنا في نفس الدائرة كانت هنالك بعض التحفظات التي فرضها زوجي علي بمعاملة الموظفين». وتضيف «تظهر غيرته اذا كانت ترقيتي او الزيادة السنوية أعلى منه ويبدأ بافتعال المشاكل ويطلب مني ان أجلس بالبيت «بحجة أولادي».
ويختلف مؤيد (...) في وجهة نظره مع الاخرين ويقول «انا اعتبر زوجتي زميلتي بالعمل مما أدى الى التفاهم وتقوية علاقتنا، فحياتنا طبيعية ونتشارك أمور العمل ونتناقش بها في المنزل».
أستاذ علم الاجتماع في جامعة الحسين بن طلال الدكتور هاشم الطويل يقول «بشكل عام أعتقد أن عمل الزوجين في المؤسسة نفسها قد يشكل حافزاً لهما لتحقيق نجاحات وبالتالي الشعور بالطمأنينة، فوجود الزوجين في مهنة واحدة قد يُذلل الكثير من العقبات في العمل بسبب التشاركية المهنيّة، ولا ننسى أن وجودهما في المؤسسة نفسها (العمل) يُساعد على الاستقرار المالي».
ويضيف «بالنسبة لنظرة المجتمع، فإن نوع الوظيفة ونوع المؤسسة، وطبيعة المجتمع الذي تتواجد فيه المؤسسة، وحجم المجتمع المحلي للمؤسسة، جميعها عناصر تُحدد وتُؤشر الى الايجابيات أو الى السلبيات، فإذا كانت المؤسسة التي يعملان بها ترقى بهما اجتماعياً ومهنياً كلما كانت الإيجابيات أكثر، وبالتأكيد فإن عملهما في المؤسسة نفسها يُقلل من التكاليف المالية للحياة اليومية، إضافة إلى الجهد المبذول للوصول إلى مكان العمل».
ويشير إلى أن مستوى الوعي المجتمعي العام ومستواه الخاص (داخل المؤسسة نفسها)، يلعب دوراً كبيراً، ناهيك عن مستوى الرقي الوظيفي للزوج أو للزوجة (من منهما أعلى رتبة أو مرتبة وظيفية)، وكذلك المستوى التعليمي لكل منهما – فمن الطبيعي أنه كلما ارتفع المستوى التعليمي ارتقى الوعى لديهما.
أستاذ المحاسبة والتمويل في جامعة الشرق الأوسط الدكتور ابراهيم القاضي يعتقد أن هناك جدوى اقتصادية تترتب على عمل الزوج والزوجة في مؤسسة واحدة مما له أثر على الاقتصاد المنزلي والاقتصاد الوطني بصفة عامة وذلك بأن القطاع العائلي يعتبر أحد مكونات الاقتصاد الجزئي حيث أن حجم إنفاق الأسر (العائلي) يدخل ضمن الإنفاق الكلي ولذلك كلما استطاع القطاع العائلي تقليص حجم إنفاقه الناتج عن عمل الزوج والزوجة في مكان او مؤسسة واحدة فإن هذا سيؤدي إلى تحسن مدخرات القطاع العائلي وهذه المدخرات بمجموعات ستصب في الاقتصاد الوطني بصفة عامة لأن الاقتصاد الوطني هو أساسا يتكون من مجموع القطاع العائلي وإن اي وفر وتحسن في الاقتصاد العائلي او المنزلي سيصب في الاقتصاد الكلي (الاقتصاد الوطني).
ويلفت برغم تأكيده أن عمل الزوج والزوجة في مؤسسة واحدة يؤدي لتقليل النفقات، غلى آثار سلبية واقتصادية على المؤسسة التي تجمع الزوجين، فكثير من المؤسسات تتجنب تعيين موظفين لديهم صلة قرابة لأسباب عديدة على سبيل المثال تعرض بعض القرارات وتأثرها بالجانب العاطفي باتجاه بعضهم البعض، عدم وجود استقلالية تامة لكل منهم، ضعف الزوجين باتجاة بعضهما البعض أمام بعض المغريات المادية وإمكانية التآمر والتستر على سلوكيات كل منهما والتي قد تضر بمصلحة العمل عند وصولهما إلى مراكز صنع القرار في المؤسسة التي يعملان بها مما قد يضر ويدمر المؤسسة الاقتصادية.
وحول الاثار النفسية لعمل الزوجين يشير استاذ الارشاد النفسي الدكتور محمد ابو شوك إلى الغيرة المتبادلة وما يتبعها من مشاكل زوجية في المنزل وزعزعة الثقة بينهما وبرود في العلاقة بسبب اللقاء الدائم في العمل والمنزل، بالاضافة الى غياب متعة الكلام عن مستجدات اليوم ونقل مشاكل المنزل الى العمل وبالعكس مما يؤدي للتقصير باحدهما او كليهما معا.الراي