كلمة وزير العمل نظال القطامين في جائزة الملك عبدالله الثاني للعمل الحر والرياضة
جو 24 :
كلمة وزير العمل الدكتور نضال القطامين في حفل توزيع جائزة الملك عبدالله الثاني للعمل الحر والرياظة "الدورة العاشرة" بسمِ الله الرحمن الرحيمْ
القائلِ في تنزيلِه العزيزْ (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) آل عمران 195
والصلاةُ والسلامُ على سيدِنا محمدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعين
دولةَ الدكتور عبدالله النسور رئيسَ الوزراءِ الأفخمْ،
أصحابَ المعالي والعطوفةِ والسعادةْ،
الحضورَ الكرامْ
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه، وبعد:
إنّه 2016، عامَ مئويةِ الثورةِ وفاتحةَ العقدِ السابعِ للاستقلال، وما زال الهاشميونَ فيه يتابعونَ حثيثاً ما بدأهُ جدُّهم هاشمٌ: رحلةَ الشتاءِ إلى العروبةِ وقد عَلِمَ الناسُ من اختارَ فيها بين الحفاظِ على أهلِه ووطنِه، وبين من رهنَهم نظيرَ منصبٍ وكرسيْ، ورحلةَ الصيفِ الى الإنسانيةِ، وقد رأى العالمُ كُلُّه كيف يبني الهاشميون هنا قواعدَ جديدةً للإرثِ الإنسانيِّ العالميِّ القائمِ على مبادىءِ العقيدةِ السمحةِ والهديِ النبويِّ الانسانيِّ النبيلْ، ومبادىءَ كبيرةً للفضاءِ الانسانيِّ الممتدِّ بين بيعتي العقبةِ وأريحا، بين حلفِ الفضولِ وبين الرصاصةِ الأولى ضدَّ الاتحاديينَ من قصرِ مكّةَ، وثريداً ممتداً على موائدِهم هو مزيجٌ من نخوةٍ ومجدٍ وفزعةْ، وصدرٌ واسعٌ حنونٌ لكلِّ الذينَ تلاحقتْ أقدامُهم هرباً من الموتِ والقتلْ، ليخرجَ للدنيا نموذجٌ هاشميٌ مبينْ، سيأخذه التاريخُ ويكتبُه بحروفٍ من ذهبٍ ونورْ.
إنه 2016، وقد أكملَ الزمنُ دورتَه بمئةِ عامٍ على نبتِ النهضةِ الذي صرخَ به فيصلُ بنُ الحسينِ عن أبيهِ عن التاريخ: طابَ الموتُ ياعربْ، والذي صدحت حناجرُ العربِ فيه قسماً للثورةِ العربية الكبرى، نُقسمُ بالله أن نسيرَ حين تسيرُ، وأن ننتظرَ حين تنتظرُ، وأن لا ندين لغير الله بطاعة..
أما أنتم دولةَ الرئيسِ الجليل، فلقد مددتَ للوطنِ سنينَ عمرِك، يداً كريمةً بيضاءَ من غيرِ سوءٍ، ومثلما بدأتَ معلّماً، بين صفوةِ الذين قالوا أينما تجدوا عشرةَ طلابٍ فافتحوا مدرسةً، فقد سرتَ حياتكَ في طريقٍ وطنيٍ جليٍ مبينْ، وبذلتَ فيها، جهداً نبيلاً لا يُنكرهُ أحدٌ، ولا بأسَ على الإنسانِ فيك، لا بأسَ على الوطنيِّ القوميِّ فيكْ، ولا بأسَ على سنينَ اربعٍ ليست عجافاً كنتَ فيها وبقيتَ، موضعَ ثقةِ سيدِ البلادِ، وهذه بصماتُكَ، لن يمحوها العبثُ ولن تغيرَ منها التداعياتُ وسيذكرُها الناسُ ولو بعد حين، وسيعلمُ الأردنيون غدا، من بكىَ ممن تباكى..
دولةَ الرئيسْ،
الحضورَ الكرام،
لقد كان الاهتمامُ بالإنسانِ الأردنيِّ وتأمينُ سبلِ العيشِ الكريمِ له المحورَ الرئيسيَّ للمنطوقِ الملكيِّ السامي، ولقد جاءت ترجمةُ دولتكمِ لتوجيهاتِ صاحبِ الجلالةِ، وفقَ سياساتٍ وخططٍ تنفيذيةٍ محكمةْ، تضعُ الحلولَ، وتصنعُ الفرقَ بلغةِ الأرقامِ، للحدِّ من نسبِ البطالةِ، رغمَ التحدياتِ الجسام، والظروفِ الإقليميةِ التي تحيط ُ بنا من كل الجهاتْ.
ولأنه لم تعدْ خافيةً استثنائيةُ وخصوصيةُ المرحلةِ التي يمرُ بها سوقُ العملِ المحليِّ جراءَ التغيراتِ المتسارعةِ، والظروفِ الإقليميةِ التي تمرُ بها المنطقةُ من حولنا, فقد كان لابدَّ من إيجادِ الحلولِ، والتقاطِ الرسائلِ الملكيةِ الساميةِ نحو ضرورةِ الاتجاهِ إلى منحىً آخرَ، يستوعبُ التغيرَ الكبيرَ الحاصلَ في حجمِ القوى العاملةِ، سواءٌ ما جاءَ منها عبرَ مُخرجاتِ التعليمِ، أو من خلال العمالةِ العربيةِ التي قدمت إلى الأردنِّ نتيجةَ موجاتِ اللجوءِ، وعليه، فقد أصدرَ مجلسُ الوزراءِ الموقرِ حزمةَ إجراءاتٍ وقراراتٍ من شأنِها تحفيزُ البيئةِ الاستثماريةِ في المملكةِ، وفتحُ آفاقٍ جديدةٍ نحوَ توزيعِ مكتسباتِ التنميةِ في المحافظاتِ، وإحداثُ نقلةٍ نوعيةٍ في مجالِ استحداثِ فرصِ العمل خاصةً في المحافظاتِ البعيدةِ والأطراف، من خلال التوسع في إنشاء المدن الصناعية المؤهلة،
والفروع الإنتاجية، ضمن حزمة المنح والحوافز التشجيعية للمستثمرين.
دولةَ الرئيس
الحضورَ الكرام
إن صندوقَ التنميةِ والتشغيلِ شريكٌ رئيسيٌ وذراعٌ تمويليٌ هامٌ لوزارةِ العمل، ولقد كان له السبقُ ضمنَ الحملاتِ الوطنيةِ للتشغيلْ التي تسهمُ في تسويقِ خدماتِه التمويليةِ، حيث يشاركُ في الأيامِ الوظيفيةِ، والمحطاتِ المتنقلةِ، وبواباتِ فرصِ العملِ، فضلاً عن الانتشارِ الجغرافيِّ لفروعِ الصندوقِ في كافةِ محافظاتِ المملكةِ، وثمةَ تطورٌ ملموسٌ في أداءِ الصندوقِ الذي باتَ يعتمدُ في تنفيذِ خططهِ التمويليةِ السنويةِ على مستوى اللواءِ والقضاءِ داخلَ المحافظةِ الواحدةِ، والتوجهَ إلى المحافظاتِ البعيدةِ والأطرافِ.
وبلغَ اجماليُّ قروضِ الصندوقِ التراكميةِ خلالَ الفترة (1991- 2015) نحو (260) مليونْ دينار استفادَ منها اكثرُ من (80) الفَ مشروعٍ في كافةِ القطاعاتِ الانتاجيةِ والخدميةِ، وبلغت الخطةٌ التمويليةٌ للصندوقِ لعام 2016 نحو (35) مليونَ دينارٍ، وستوفرُ أكثرَ من (10) آلافِ فرصةِ عملِ منتجة.ْ.
ووصلت نسبةُ المشاريعِ الموجهةِ لقطاعِ المرأةِ إلى (73%) من إجمالي عدد مشاريع الصندوق خلال العام 2015.
وشكلتْ نسبةُ المقترضينَ من حمَلةِ الشهادةِ الجامعيةِ ودبلومِ كلياتِ المجتمعِ (28%).
في حين بلغتْ نسبةُ المقترضين من الفئةِ العمريةِ (18- 40) عاما، نحو (64%) من إجماليِّ عددِ المستفيدينَ وهي الفئة الأعلى من حيث نسب البطالة، ما يؤكدُ اهتمامَ الصندوقِ بالشبابِ من كلا الجنسينِ، إضافة إلى الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة.
دولةَ الرئيس،
الحضورَ الكرام،
لايسعني في الختامِ إلاَّ أن أتقدمَ بخالصِ الشكرِ والتقديرِ لأعضاءَ مجلسِ أمناءِ الجائزةِ ، وفريقِ تقييمِ الجائزةِ، ولكافةِ الجهاتِ الراعيةِ ولكلِّ من ساهمَ في إنجاحِ هذا الحفل. ونباركُ للفائزينَ بالجائزةِ في مختلفِ فئاتِها. سائلا المولى عزَّ وجل ان يحفظَ الأردنَ، أردنَ الأمنِ والأمانِ، والتطورِ والازدهارِ، في ظلِّ قيادةِ وتوجيهاتِ سيدي ومولاي حضرةِ صاحبِ الجلالةِ الهاشميةِ الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظهُ الله ورعاهْ. والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه