jo24_banner
jo24_banner

تغليظ العقوبات... هل يحد من الاعتداء على الأطباء؟

تغليظ العقوبات... هل يحد من الاعتداء على الأطباء؟
جو 24 :
هل تغليظ عقوبة الاعتداء على الاطباء والعاملين في التعليم من مدة محكومية لا تقل عن سنة وتصل الى 3 سنوات يحد من الظاهرة؟

اسئلة مشروعة طرحها عاملون في القطاع العام وخاصة الاطباء والكوادر الصحية والعاملون في حقل التعليم واخرون يعملون في القطاع الخاص حول شمولهم بمشروع القانون الذي يأمل معدلوه الى وقف الاعتداءات بانواعها على تلك الكوادر.

ووفق «الحكومة « فان مشروع القانون المعدل لقانون العقوبات الذي اقره مجلس الوزراء اول من امس يهدف الى الحد من الجريمة التي تمس امن المجتمع من خلال تحقيق الردعين العام والخاص(...) كما ان المشروع يعمل على حماية الموظف العام من الاعتداء نتيجة ما يقوم به من عمل يتعلق بوظيفته وذلك من خلال تشديد العقوبة على من يعتدي عليه وبحيث تكون العقوبة مضاعفة اذا كانت على معلم او طبيب او عضو هيئة تدريس والاعتداء على الموظف بشكل عام، ويسهم المشروع في استحداث بدائل اصلاح مجتمعية تساهم في تطبيق العقوبات البديلة بدلا من العقوبات السالبة للحرية.



ولعب قصور القوانين والتشريعات سابقا وعدم اقرار قانون المساءلة الطبية حتى الان واتخاذ الحكومة ووزارة الصحة ونقابة الاطباء الاجراءات الكافية التي تردع المعتدين على الاطباء والكوادر الطبية والفنية وخاصة الحكومية التي تتحمل العبء الاكبر من الاعتداءات بكافة صنوفها واشكالها بدءاً من الشتم ووصولا الى القتل كما حدث لطبيب اطفال في مستشفى البشير قبل عامين.

ويأمل اطباء وممرضون حكوميون يرفضون العمل بالزي الرسمي «الروب الابيض» حتى الان خشية الاعتداء عليهم ان يحد مشروع القانون الجديد من العادات والتقاليد والتدخل العشائري وحالات الصلح واسقاط الحق الشخصي من قبل المعتدى عليهم وان تسجل القضية في المحاكم على انها مشاجرة بين شخصين كما في السابق ليعود المعتدي الى تكرار فعلته مرة ثانية في ظل قصور القانون والتشريعات.

ووفق احصائية رسمية لوزارة الصحة بلغ عدد الاعتداءات على الاطباء خلال النصف الاول من العام الماضي وبداية العام الجاري ( 24 ) اعتداء منخفضا الى النصف مقارنة مع العام 2014 حيث بلغ لذات الفترة ( 45 ) اعتداء غالبيتها بالضرب متبوعة بالعنف اللفظي.

وفي احصائية اخرى حصلت عليها «الراي « ان عدد الاعتداءات التي تعرض لها اطباء خلال (4) سنوات الماضية بلغ (297) اعتداء توزعت على النحو التالي عامي 2015 /2016 (23) اعتداء والعام 2014 (87 ) اعتداء وعام 2013 ( 76 ) اعتداء وعام 2012 (56 ) اعتداء و2011 (37 ) اعتداء.

ورغم تعميم وزارة الصحة في حينه دليل اجراءات التعامل مع الاعتداءات والعنف على الاطباء والكوادر الطبية والفنية لديها بالتعاون مع نقابة الاطباء وبدء تطبيق البرتوكول في حال وجود اي اعتداء على اي من الكوادر الطبية بمختلف فئاتها الا ان الظاهرة لم تنته.

ولعب الاعتداء على الاطباء مؤخرا دورا في تسرب أكثر من (100) طبيب سنويا من وزارة الصحة الى جانب ضعف الحافز المادي وعدم تحسين أوضاعهم المعيشية فضلا عن الاستنكافات عن التعيين بالصحة اذ بلغت 60% للممرضين و40% للأطباء عام 2015.
الى جانب الاعتداءات على الاطباء فان هناك اعتداءات مماثلة على الممرضين اذ بلغت خلال عامي 2014 / 2015 زهاء (250) اعتداء على ممرضين بالضرب والشتم والاهانة من قبل المرضى ومرافقيهم.
ولان ظاهرة الاعتداء على الكوادر الطبية لم تتوقف خلال الـ (5) سنوات الماضية ، اشهر مجموعة اطباء الجمعية الأردنية لحماية الكوادر الطبية «حماية» التي تهدف الى حماية الكوادر الطبية من كافة أشكال الاعتداءات و التجاوزات (الجسدية واللفظية والنفسية وغيرها) والتي اخذت بالازدياد خلال الخمس سنوات الماضية ووصلت الى اكثر من (200) اعتداء بالضرب فقط عدا عن بقية الاعتداءات.

ووفق لجنة تاسيس الجمعية فقد انشئت من أجل بيئة عمل طبية امنة وضامنة لتقديم أفضل الخدمات الصحية العلاجية والوقائية لمحتاجيها فضلا عن رصد و توثيق ودراسة حالات الاعتداء على الكوادر الطبية في كافة القطاعات.

الى جانب متابعة تنفيذ الاجراءات اللازمة بما في ذلك القانونية منها للحيلولة دون وقوع الاعتداءات على الكوادر الصحية ودعم ضحايا الاعتداءات من الكوادر الطبية بكافة الوسائل المتاحة والتعاون مع كافة الجهات المعنية لمكافحة ظاهرة الاعتداء على الكوادر الطبية ومعالجتها والعمل على رفع كفاءة الكوادر الطبية وتدريبها على التعامل مع حالات الاعتداء عليها.

واتاحت عضوية الجمعية على الكوادر الصحية (أطباء، أطباء أسنان، صيادلة، ممرضين) وكذلك المهتمين بالدفاع عن الكوادر الطبية من المحامين والاعلاميين.

وترى الجمعية ان ظاهرة الاعتداء على الاطباء والكوادر الطبية صارت مقلقة لدرجة ان جميع الحلول التي وضعتها وزارة الصحة والنقابات الصحية والمؤسسات الامنية لم تستطع ان تحد من الظاهرة.

وتشير اسباب تاسيس الجمعية إن تكرار الاعتداءات وزيادة وتيرة العنف المستخدم ضد الكوادر الطبية أصبحا ظاهرة مقلقة ولا يمكن السكوت عليها كما أنها تتطلب تظافر كافة الجهود من الاطراف المعنية لمحاربتها وإجتثاثها لما لها من أثر سلبي على الخدمات الصحية برمتها، فلا يعقل ان نطلب من الطبيب أو أي مقدم خدمة صحية الإخلاص والتفاني في عمله وهو لا يحس بالامان في مكان عمله لا بل يشعر بخطر تهديد حياته وكرامته يحوم حوله طوال الوقت الذي يمضيه في العمل.

الراي
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير