الغمازات والشامات وغيرها.. كيف تحولت اختلالات في وظائف الجسم إلى علامات للجمال؟
أصبحت بعض الاختلالات في وظائف الجسم وهرموناته ملمحاً جمالياً مثالياً في بعض الثقافات، فأذواق الناس تختلف باستمرار، كما يختلف تعريف كل شخصٍ للجمال والأشياء التي يفضلها من طعام وشراب وكتب وغيرها.
كثيرين لا يعرفون أن هذه "الميزات" الجمالية والملامح التي تظهر على الوجه وأمكنة أخرى في الجسم، تنشأ عن خللٍ وظيفيٍ، وبعضها تُصنّف طبياً على أنها أورامٌ حميدة!
فيما يلي، نستعرض أبرز "علامات الجمال" الناتجة عن عيوب خلقية:
الغمازات
يعرّفها الأطباء على أنها انبعاجٌ طبيعيٌ بسيطٌ في الجلد، سببه تغيرات في طبقة البشرة السفلية ناجم عن اختلاف في تركيب العضلة الوجهيِة. وهي إما أن تكون موجودة بشكل دائم على الخدود أو الذقن، أو تظهر بشكل مؤقت عندما يبتسم الشخص أو عندما يتحدث.
يملك الناس غمازاتٍ وجهيةً ببساطة لأن بعض الناسِ لديهم عضلات أقصر، ما يؤدي إلى انخماصات في جلد الوجه.
تحولت الغمازات إلى واحدة من السمات الجمالية الأبرز للوجه وتعتبر الخدود التي تحتوي على غمازات من أجمل الوجوه على الإطلاق في العديد من الثقافات.
تعتبر الغمازات صفة وراثية مهيمنة، بينما تعد الغمازة على جهة واحدة من الوجه نادرة. وغالباً ما تظهر للأطفال الرضع غمازات، لكنها تصبح أقل وضوحاً مع التقدم في العمر بسبب تمدد العضلات.
الشامات
يمكن أن تكون الشامة ملمح جمال مثالي، أو تشوهاً قبيحاً، ولكنه حميد في ذات الوقت. كما يمكن أن تكون تلك الشامة الصغيرة مسرطنةً أيضاً.
تتكون الشامة نتيجة خلل وظيفي في جسم الإنسان يؤدي إلى تركز مكثف لصبغة الميلانين من قبل الخلايا الصبغية. وتكون بأحجام مختلفة وغالباً بشكل دائري كالنقط الكبيرة قليلاً.
تظهر معظم الشامات خلال العقود الثلاثة الأولى من العمر، وتكون أكثر شيوعاً وبروزاً لدى الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة ويمكن أن تكون متوارثة في العائلة. وغالباً ما تظهر الشامات وتختفي وفقاً للتغيرات الهرمونية، وقد يؤدي الحمل إلى جعلها تبدو داكنةً، ويمكن أن يؤدي البلوغ إلى تزايد أعدادها؛ ومن الأرجح أن تتضاءل تلك الأعداد مع سن الشيخوخة.
ويُنصح بزيارة الطبيب إذا حدثت تغيرات سريعة في الشامة سواء بالشكل أو الحجم أو ما إذا كانت تنزف بسهولة.
حبة الخال
تظهر حبات الخال لدى الكثير من الأشخاص على مختلف أعمارهم، وتعد من علامات الجمال المميزة خاصةً إذا ظهرت بالوجه قريباً من الشفاه.
ويتعرض الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة أكثر من غيرهم لخطورة التعرض لأشعة الشمس التي تتسبب الزيادة فيها لظهور حبات الخال، لذلك ينصح الأطباء بعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس، لأن البشرة تبدأ بالتلون لحماية نفسها من هذه الأشعة، وينصح كذلك باستخدام مستحضرات الوقاية من الشمس وعدم التعرض للشمس في ساعات الذروة ولفترات طويلة.
ويستحسن أيضاً مراجعة الطبيب بشكل دوري في حالة وجود أي شكوك تدور حول حبة الخال.
النمش
هو بقع صغيرة بنية اللون على الجلد متناثرة تظهر في منتصف الوجه عادة أو الساعد أو العضد أو الكتفين وأعلى الظهر في أعمار باكرة، تتراجع مع تقدم العمر تصيب ذوي الشعر الأحمر أو الأشقر.
يأتي النمش الذي قد يكون وراثياً أو انتقالياً، نتيجة لاضطراب نادر في الجلد يسمي "جفاف الجلد المصطبغ (Xeroderma pigmentous)" حيث يصبح الجلد حساساً للأشعة فوق البنفسجية.
ويبدأ النمش في شكل بقع مصبوغة، ومع الوقت تتحول إلى لون بني غامق، ومع مرور الزمن تتغير إلى بقع حمراء أو صفراء.
ورغم أن النمش هو اضطراب في الجلد، ولكن لا يعتبر حالة طبية خطرة. ويمكن التخلص منه بواسطة وصفات منزلية بسيطة وفعالة. لكن ذلك يتطلب فترة من الزمن والانتظام.
الكرش
فيما يشبه الموضة بدأ عدد من نجوم هوليوود التخلي عن عاداتهم الصحية والاستسلام لظهور الكرش، ما أثار انتقاد الخبراء الذين شددوا على مخاطر الدهون في منطقة البطن.
فقد انتشرت مؤخراً صور لنجم هوليوود ليوناردو دي كابريو غابت فيها ملامح جسمه الرياضي. لاقت هذه الصور استحساناً لدى فئة كبيرة من الرجال الذين أيدوا موضة الجسم غير الرياضي مع كرش صغير. وبالفعل أصبح هناك تعبير لهذه الموضة هو DADBOD أو جسم الآباء.