سالم جرادات.. قصة نجاح مراسل حصل على الدكتوراه
بدّأ سالم الجردات حياته إنسانا بسيطا يعمل مراسلا في مدرسة دمنة الأساسية شمال الكرك وكانت عيناه تنظر للمستقبل وكأنه كان يعمل مؤقتا لتحقيق حلمه بنيل شهادة الدكتوراه بالشريعة الإسلامية من الجامعة الأردنية إنها قصة نجاح فالجردات نموذج يحتذى به في المثابرة والعمل الجاد، لم تثنه معوقات الحياة عن السعي وراء حلمه، ولم يقف العمر حائلا بينه وبين تحقيق طموحه وآماله في أن يكمل تعليمه الجامعى ، متخذا من كل المعوقات وسيلة لبلوغ غاياته.
وقال الجردات لايعيبني انني كنت مراسلا في مدرسة القرية التى منها انطلقت في رحلتي مع الحياة لطلب العلم، لعلي أسهم ـ بهذه الحكاية ـ في رسم طريق الأمل لكل من لم يحالفه الحظ في مرحلة طلب العلم بشكل عام، وأبنائي طلاب التوجيهي بشكل خاص بانه لا مستحيل أمام الطموح والارداه ويضيف لم يجدْ اليأس طريقاً إلى قلبي عندما أخفقت قبل هذه المهنة في الثانوية العامة! وانقطعت عن الدراسة ما يقارب 12 سنة، لأسباب عده، و قارب العمرُ الثلاثين، وتزوجت..وأكرمني الله بمولولدين: ، وما زالت فكرة التوجيهي ماثلة أمامي لا تفارقني أبداً . نعم تجاوزت الثلاثين، وأصبحتُ أباً لأسرة، ولكن هل يعيبني أن أبدأ المشوار؟ التوجيهي مرحلة مفصلية في حياة الطالب، وهي من أصعب المراحل بما يرافقها من إرهاصات نفسية وتبعات اقتصادية ! تغيرت المناهج وكل شيء من دراستي القديمة، لكن ليس أمامي إلاَّ خياران: إمَّا النَّجاح ..وإمَّا النَّجاح! ويضيف هكذا قررت ثم بدأت ـ بعد التوكل على الله ـ بتقديم طلب لتقديم اختبارات التوجيهي، لاجتازها بنجاح عام 2002 لانتقل الى جامعة صدام للعلوم الإسلامية في العراق لكن الظروف الساسية حالت دون مواصلة دراستي هناك فعدت الى جامعة مؤتة وأكملت البكالوريوس والماجستير لاتقدم بطلب تعيين لديون الخدمة المدنية ليصار الى تعييني معلما بوزارة التربية بمحافظة معان.
ويشير الى ان حبه للمطالعة والعلم وانتقاله من مراسل الى معلم ورغم الصعوبات الماليه والاستعانة عليها بأعمال حرة وحالة الرضا التى لقيها من زملاء المهنة الذين كان يخدمهم بالمدرسه ليجلس معهم في غرفة المعليمن كمعلم لم تثنه عن مواصلة رحلة طلب العلم ليكمل تعليمه بالجامعة الام الأردنية للحصول على الدكتوراه بالشريعة الإسلامية.
يقول مدير مدرسة دمنه محمد العمرو ان الجردات عندما كان يعمل مراسلا كان نموذجا وقدوة للجميع بالعمل والامانه والإخلاص وحب المطالعة يبعث على التفاؤل والأمل لكل المحيطين به لافتا الى انه رغم قلة الإمكانات المادية صاحب يد بيضاء وفعل الخير ويحرص على المشاركة بالأفراح والأتراح وإعطاء دروس ومواعظ بالمساجد.
وأشارت الناشطة النقابية ادما الزريقات الى ان الجردات لم تجد منه إلا انحيازه بانتخابات نقابه المعلمين لصالحها ودفاعه عن مهنة التعليم ودور النقابة بتطوير التعليم دون التفات الى جنس اوهوية الآخر الفكرية فحبه لوطنه ومهنته وعمله جعلت منه شخصا مميزا دون ان يعيبه انه كان يعمل مراسلا في مدرسة دمنة.(بترا)