المرأة تتفوق على الرجل في التنظيم
اصبحت مشاركة المرأة للرجل في سوق العمل مشاركة اكيدة، واصبحت الاحصائيات تؤكد يوماً بعد يوم، ان هذه المشاركة تزداد يوما بعد يوم في كل قطاعات العمل، دون استثناء، وصاحب العمل لا يهمه من يقوم بالعمل، بل ان اكثر ما يهمه نتاج العمل والوقت الذي يتم انجازه فيه، وطريقة تقديم هذا العمل، اذ يلاحظ رؤساء العمل ان هنالك فرقا نوعيا بين الرجل والمرأة من حيث درجة التنظيم والدقة بينهما.
يبدو أن الاختصاصيين لم يملوا بعد من عقد المقارنات بين المزايا التي تتمتع بها المرأة العاملة، وصفات زميلها الرجل في مكان العمل، وآخر هذه النتائج، (لم يعد بالإمكان منافسة النساء في مجال النظام والتنظيم،والالتزام بالمواعيد، وإنجاز المهام، إضافة إلى امتلاكهن لنظام ممتاز للأرشفة 50 %مقابل37 % أي يتفوقن على ما يقوم به الرجال)، عن بقية المزايا العقلية والصفات الجمالية التي تتصف بها المرأة وتتفوق بها على الرجل. نقرأ دراسات، ونستمع لرأي أساتذة، أوردت دراسة أميركية وإحصائية أخرى بريطانية أن المرأة أكثر تنظيمًا في العمل من الرجل بنسبة 43 % مقابل 32 % للرجال، في حين أن الرجال ينسون في بعض الأحيان حتى الرد على الهواتف التي يتلقونها بشأن العمل.
التزامات وقدرة على التوفيق
تقول سامية خليل: بالرغم من المرأة لديها الكثير من الالتزامات، مابين التزام العمل والتزام الاسرة، واشغال اخرى، الا انها تستطيع الموافقة بين كل هذه المواعيد، ومن يقول ان الرجل اكثر تنظيما فاعتقد انه مخطىء لان الرجل لا يستطيع ان يتقن الا امرا واحدا في حين ان المرأة تستطيع ان تستخدم جميع الحواس والقدرات بالوقت نفسه، فزوجي مثلا لا يستطيع ان يتحدث على الهاتف وان يكمل عمله من اعداد تقارير على جهاز الكمبيوتر، وانا وجميع من اعرفهم من فتيات، اكثر تنظيما واتقانا للعمل واسرع بالاداء.
بينما اكدت سامية خليل ان المرأة اكثر تنظيما واتقانا للعمل، الا ان مؤيد ابراهيم وهو صاحب عمل يؤكد انه عندما يريد ان يختار الموظفين فانه يختار الرجال ولا افضل المرأة ، يقول ابراهيم : المرأة اقل تنظيما، فهي لا تفكر في العمل فقط، بل ايضا تفكر في اطفالها وزوجها، والكثير من التبعات الاخرى، وتنعكس كل هذه الحكايات على اجواء العمل، ومن هنا لا افضل المرأة، فتكون تعمل وتفكر بالكثير من القضايا، وفعلياً لقد عمل عندي العديد من النساء وفي كل مرة يتأكد لدي شعور انني يجب ان لا اوظف الفتيات، ولا ننسى ان ميزة الرجل انه اكثر التزاما بالعمل، في حين ان المرأة تأخذ اجازات كثيرة ولا يهمها العمل، فكل ما تفكر فيه هو اجواء العائلة، ومن هنا تبدأ المشاكل بين صاحب العمل والموظفات.
المشاعر تؤثر
كذلك المرأة فهي تعطي وتعطي طوال ساعات اليوم، وكأنها هُيئت لتستخدم كل قدراتها وطاقاتها وعواطفها، تبين سمية عطية: المرأة تستمع لقيامها بهذا الدور، والذي يدخل ضمن نطاق إيثار الغير والتضحية، ومن دون أن تشعر بأن ذلك انتقاصًا لهويتها الأنثوية كماترجع صفة النظام والتنظيم لدى المرأة إلى أنها تتكيف مع الظروف والصعاب بشكل أفضل،مع قدرة فائقة على توظيف طاقاتها؛ فالعقل لديها أكثر تنظيمًا للإدراك وتذكرًا للأحاسيس والمشاعر، بجانب أن قوة التذكر لديها أكثر منها عند الرجل. خاصة فيما يتعلق بالسيرة الذاتية؛ فالنساء يواظبن على عملية اجترار الذكريات المؤلمة واسترجاعها المرة تلو الأخرى.
وتضيف عطية :ولكن اعتقد ان من الافضل ان يكون فريق العمل مكون من الرجال والنساء معا لان كلا منهما لديه خبره فى بعض الاعمال اكثر من الاخر فاذا تجمعت هذه الخبرات حققت اعمالا رائعه، والعمل لا يقف عند رجل ومرأة بل المهم ان يتم انجازه وتحقيق النتيجة التي ينتظرها رب العمل.
عقل الرجل مكون من صناديق
وتقول الاخصائية الاجتماعية مروة صلاح : تفوق المرأة التنظيمي إلى جهازها الخلقي الذي أمده الله بها؛ فهي تمتلك القدرة على النجاح فيما يوكل إليها، وبذل قصارى جهدها، إضافة إلى المهمات البيولوجية المرهقة كالحمل والولادة وما يسبقهما من متاعب. كما أن استخدام المرأة لعقلها يختلف؛ فهو أسرع في الاستجابة، وأكثر انشغالا بالتغيرات، وأكثر استعدادًا لتعلم المهارات اللغوية، هذا مضمون دراسة حديثة تمت بجامعة بنسلفانيا ، حيث أثبتت:أن عقل الرجل مكون من صناديق محكمة الإغلاق وغير مختلطة؛ صندوق للسيارة، للبيت، للأهل،للعمل، للأصدقاء، للمقهى، وإن أراد الرجل شيئًا فإنه يذهب للصندوق ويفتحه ويركز فيه،ولا يرى شيئًا خارجه، ويغلقه حين ينتهي بإحكام، ثم يشرع في فتح صندوق آخر.
وتضيف صلاح: التفسير كما ترى الدراسة أن الرجل حينما يكون في عمله لا ينشغل كثيرًا بما تقوله زوجته عما حدث للأولاد، وإن اندمج في مشاهدة مباراة لا يهتم بالأكل على النار. فيحترق.
أماعقل المرأة فهو مجموعة من النقاط الشبكية المتقاطعة النشطة، والمتصلة جميعًا في نفس الوقت، مثل صفحة مليئة بالروابط على شبكة الإنترنت؛ حركة نشاط لا ينقطع، بمعنى أن المرأة يمكنها أن تطبخ وترضع صغيرها وتتحدث بالتليفون في وقت واحد، ويستحيل على الرجل ذلك،والأخطر أن عقل المرأة الشبكي يعمل دائمًا دون توقف حتى أثناء النوم، ولذلك كانت أحلامها أكثر تفصيلًا من أحلام الرجل.