نحلة سدّوا عليها وكرها بمسمار فاقتلعته وخرجت للحرية - فيديو
دق أحدهم مسمارا سد به نفق وكر بنته نحلة في جدار حديقة منزل بقرية في وسط إنجلترا، فقطع عليها شريان حياتها الوحيد وجعلها سجينة، بالكاد تتنفس وتهنأ بوضع بيضها، أو تعبر إلى لقمة عيشها مما في حديقة البيت من زهر وثمر وشجر.
الحشرة الفياضة بما فيه تجارة وصناعة ولذة للشاربين وشفاء للناس، لم تجد أمامها إلا أن ترد التحدي بمثله وأكثر، فتعاملت بعناد من الداخل مع معدني مدقوق، وحجمه ووزنه كما صاروخ مقارنة بها، وبطريقة لم تظهر لكاميرا ساكن البيت إلا حين دارت الجولة الأخيرة من الصراع مع المسمار عند مدخل الوكر من الخارج.
النحلة هي من نوع يسمونه "البنّاء" المعروف لاتينيا باسم Osmia لعلماء الحشرات، وهو صغير له 5 أعين وقارض، بأجنحة قصيرة لا تساعده على الطيران كثيرا "ويضع بيضه في عشوش أنبوبية" ويمتاز بأنه غير اجتماعي، بعكس بقية الأنواع "أي أن كل أنثى خصبة تبني وتعمل وترعى بيضها بمفردها" وفق ما طالعته "العربية.نت" في موقع Pickle.ninemsn وهو أسترالي يهتم بأخبار الحيوانات والحشرات، وأتى على خبر النحلة، قائلا إنها من قرية Bayston Hill بوسط إنجلترا، وأدهشت علماء الحشرات، ممن سماها بعضهم "أقوى نحلة بالعالم" لأن اقتلاع مسمار من الإسمنت عملية ليست سهلة، أما هي فاستعانت عليه بالصبر الجميل والثبات والذكاء لتنقذ نفسها وما وضعته من بيض في وكرها بجدار الحديقة.
النحل البناء، انعزالي لا يميل إلى العشرة، ويفضل بناء وكره في الأنابيب والجدران وجذوع الأشجار
وأعطت درسا لمن دق المسمار وصوره وشاهده
ولا بد أن ساكن البيت الممسك بالكاميرا، اندهش لما رآه من النحلة، فجلس يصورها ويشجعها لتبعد المتسلل المدقوق بشريان حياتها، وراح يقول طبقا لما نسمعه في الفيديو الذي نقلته "العربية.نت" من قناة في "يوتيوب" بثوه فيها أمس الخميس: "بإمكانك أن تفعلي ذلك" ناسيا أنها لا تحتاج إلى تشجيع، وهي التي زحزحت المسمار من الداخل حين كان أشد مناعة لتماسكه باسمنت الجدار، وبعدها تركته كما شمشون فقد قواه حين قصوا مصدرها الوحيد، وهو شعره الطويل.
ويبدو أن الحشرة الضعيفة وسّعت النفق من داخله في الجدار بصبر وعناد مذهلين، حتى أبعدت المسمار عن حوافيه، ففصلته بذلك عن الإسمنت وفكت تماسكه فيه، حتى أصبح بلا سند يمنع سحبه من المكان، وربما فعلت ذلك بساعات أو بأيام بلا كلل ولا تعب، وبعدها انتقلت إلى خوض الجولة الأخيرة من صراعها مع المدقوق، وقد أصبحت هذه المرة خارج الوكر وبإمكانها التحرك ضده أكثر.
وفي آخر جولة ثابرت عليه وعاندته طوال 40 ثانية، هي مدة الفيديو المعروض، وفيه نراها تستخدم جناحيها وقدميها لتسحبه من شريان حياتها، حتى رمته صريعا على أرض الحديقة، وبعدها نالت حريتها وتمكنت من الخروج إلى رزقها وأسباب حياتها، وأعطت درسا لمن دق المسمار، ولمن صوره مطرودا من وكرها، ولمن شاهده في فيديو أو على شاشة تلفزيون، مهزوما بحشرة وزنها أقل من 3 غرامات.
لولا الفيديو لما صدق أحد بأنها انتزعته من الجدار