الذكرى السنوية الاولى لوفاة راتب الخرابشة
ها قد مرت السنة الاولى لوفاتك وكأنها سنين طويلة مليئة بالألم والحزن على فقدان أب وعم و رفيق ، مرت ولم يمضي يوم الا ذكرناك و ذكرنا سجياك الطيبة فيه ، رحلت عنَا ذات خريفٍ أصفر أسقط قلوبنا مع أوراق الشجر التي أسقطها فأ صبحت حياتنا بلا معنى .
عندما أقف عند قبرك ينتابني شعور غريب واتسأل أين السند وأين من كان يملئ الدنيا بعزومه أين من كان مجرد وجودة بيننا يشعرنا بأننا موجودين لقد كنت لنا العنوان.
بعد قراءة الفاتحة على روحك الطاهرة أتذكر تلك اللحظات الصعبة و أنت ممدٌ بين يدي و أنا احضنك واستجدي النبض من عروقك وأسرق النفس من فمك لعل الله يطيل في عمرك لو ساعة لكن ارادة الله أقوى من الجميع .
أتذكر نفسي وأنا معك وعلى يمينك تصطحبني في المناسبات العامة كنت مدرسة لتعليم عادات الرجال و"مهاجيهم" ، لقد علمتنا أن اكرام الضيف واجب وأن صفة الكرم ملازمة للرجولة لا يمكن أن تكون بدونها.
علمتنا أن الصمت في بعض المواقف هيبة و الكلمة في مكانها أثقل من الرصاص ، والكثير الكثير من طيب عطائك .
يا عمي اشتقنا لتلك الأيام الخوالي التي أصبحت ظلماء بغيابك عنها ، اشتقنا لتلك الطلة المهيبة والعباءة العربية الاصيلة قد انتصبت على الأكتاف و ازدان الشماغ الأحمر بلون عينيك الجميلتين .
اشتقنا للمسبحة الشقراء التي منذ أن توقفت دقات خرزاتها توقفت معها دقات قلوبنا ، ولكرسي الصلاة وابريق الوضوء مع وقت الفجر والمؤذن ينادي الصلاة خيرٌ من النوم .
اشتقنا لعصبيتك الحنونة بما فيها من دكتاتورية وعنفوان كانت تصنع الهمم في نفوسنا ، ولأشعارك الجميلة الراسخة في القلب والذاكرة : " يا فزعةٍ لابو مطلق .. والحمد للي جابها
لعين عين عيده الهنوف .. اللي تجر ثيابها "
كما اشتقنا لكلماتك الحماسية " عفية عمي ، والله فلتعيش ، يا هاب الريح " .
أُدرك أن كثرة الكلام تبطل معانيه وتضعفه لكن ما في القلب يفجر الدم في العروق لوصف عم عزيز قلَ نظيره ، لذلك أترجل عن كلماتي وأعدك و وعد الحر دين أن تبقى ذكراك في القلب والوجدان وأن أدعو لك ما دمت حياً لعل ذلك يواسيني .
ابن اخوك المحب : هيثم برهم الخرابشة