2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الرفاعي : التنوير هو السبيل لمواجهة التحدي الظلامي

الرفاعي : التنوير هو السبيل لمواجهة التحدي الظلامي
جو 24 :
بين رئيس الوزراء الأسبق، العين سمير الرفاعي،أن التحدي الظلامي الذي يستهدف ابناءنا لا يمكن مواجهته الا بالتنوير الذي يجب على مؤسسات الرياضة والشباب ان تتصدى له وفق برامج تقوم على التسامح والاعتدال .

وقال الرفاعي خلال رعايته مساء أمس الاثنين الحفل الذي اقامة نادي جرش الرياضي في قاعة النادي ان الاردن حامل راية الثورة العربية التي جاءت للتحرر من التبعية ولتوحيد العرب والعيش بكرامة مثلما كرست مفاهيم الحرية والديموقراطية .

واضاف اننا نستذكر التضحيات لجيل الرعيل الاول من المؤسسين لبناء نهضة الاردن الحديث ونستلهم منهم صور البذل والعطاء .

وتاليا نص الكلمة .

بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب المعالي والسعادة والعطوفة،
السيدات والسادة،
الأخوة الشباب،
الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
فاسمحوا لي أن أعبر عن مشاعر الشكر والامتنان للأخوة والأهل الكرام في محافظة جرش الغالية على هذه الدعوة الكريمة، ولسعادة الأخ النائبعبدالله الخوالدة، ولنادي جرش الرياضي، وللأخوة الذين كرموني بحضورهم اليوم.
وهي فرصة ثمينة كذلك، للقاء الأهل والأخوة أبناء محافظة جرش العريقة، والتي كانت على الدوامعنوانا للخير والعطاء وقدمت للوطن كوكبة كريمة من الرجالات المخلصين الصادقين، في كافة ميادين العمل والتضحية.
هذه المدينة العريقة، التي واكبت مسيرة الحياة البشرية منذ آلاف السنين، وكانت آثارها وما تزال محجا للزائرين، وتعبر عن ثراء وتنوع الحضارة على ثرى بلدنا الحبيب، هي كذلك تمثل نقطة التقاء رئيسية بين الحضارات والثقافات، ولعبت دورا في التواصل الإنساني.. وتتابع مسيرتها اليوم في خدمة الثقافة والاتصال والانفتاح، وتقدم كل ما هو راق عبر مهرجانها الوطني، ومن خلال أنديتها وهيئاتها وتقاليد أهلها الغانمين المميزين بكرمهم وعطائهم وحسن ضيافتهم.
ان مدينة جرش بما تحتويه من كنوز أثرية نادرة،وما تحفل به من خصائص ومزايا جغرافية وتنموية، إضافة إلى الكثافة العالية من السكان؛تستحق مزيدا من الاهتمام وإقامة المشاريع الحيوية الهادفة وتحقيقا أوسع لمبدأ المشاركة من الناحية العملية ما بين شطريها الأثري والسكني (حيث باتت إقامة المشاريع الاستثمارية تشكل ضرورة لنمو وازدهار المدينة وتوفير فرص العمل لأبنائها وبناتها)..
والحقيقة أني ألمس بنفسي الدهشة في عيون الزوار الأجانب وحتى الأوروبيين، إزاء عظمة هذا المكان، ووجود هذه المدينة الأثرية المتكاملة، التي حافظ عليها أهلها عبر العصور ومع هذا المزيج الفريد، بين الشرق والغرب، والذي قد لا يوجد له مثيل في العالم كله. ما يجعلني أؤكد أن جرش لم تأخذ بعد حقها الكافي من الجهد والترويج والاستثمار في خصائصها الفريدة.
إنني أعتقد أن هذه المهمة الكبيرة، يستطيع أن يقوم بها كذلك قطاع الأندية والملتقيات والهيئات الثقافية. وأتمنى أن تكون هذه المهمة السامية على رأس أولويات نادي جرش الرياضي، وغيره من الهيئات.
وإنني إذ أبارك لنادي جرش الرياضي تأهله من الدرجة الثالثة للدرجة الثانية بعد تصدره مجموعته في تصفيات الشمال وأتمنى التوفيق لنشامى النادي والتأهل للدرجة الأولى، وهو النجاح الذي تحقق بجهود جبارة تبرهن أن الإرادة الصادقةتتقدم على الإمكانات؛ لأدعو النادي وكافة الهيئاتلتكثيف جهدهم وعملهم في المجال الثقافي التنويري كذلك، وفي رعاية الحوارات والنقاشات العامة، وأنا اعلم أن النادي يستطيع أن يقدم الكثير في المجال التثقيفي، وفي تسليط الضوء على احتياجات هذه المدينة وسبل الارتقاء بواقعها، والتفاعل مع المؤسسات الرسمية لهذه الغاية.. فالرياضة ورعاية الشباب جزء لا يتجزأ من الإطار الثقافي، والتحلي بالروح الرياضية في المجالات الثقافية والاجتماعية، من خلال التنظيم والإرادة والعمل الجماعي وروح الفريق الواحد والتحدي والتمسك بالهدف، كل هذه عناصر مهمة لإنجاح وتميّز العمل العام، على اختلاف تصنيفاته.
الأخوة الحضور،
في هذه الأيام، ونحن نحتفل بمئوية الثورة العربية الكبرى وبأعيادنا الوطنية، نقف عند محطات مهمة في تاريخنا شكلت وجه الأردن وخطابه وحددت ملامح مسيرته. وفي هذه المناسبات الوطنية، يبرز دائما الدور المهم لمحافظة جرش ورجالاتها الكبار، الذين أسهموا بكل شجاعة وكفاءة في بناء الدولة الأردنية وكل مؤسساتها، وفي الدفاع عن الوطن ومسيرته وقدموا الشهداء البررة والتضحيات الجليلة انتصارا لوطنهم ورسالته النهضوية ولأمتهم العربية وقضاياها العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
إن الأردن هو حامل رسالة الثورة العربية الكبرىورايتها التي نشهد رفعها اليوم، والتي كانت قد اعتمدت بإرادة سامية من المغفور له الشريف الحسين بن علي في 28 أيار 1917، بعد عام على بدء انتصارات الثورة.
لقد جاءت الثورة العربية الكبرى لرفع الاستبداد والتحرر من التبعية ولتوحيد العرب ولتضمن العيشبكرامة وكبرياء، وهو ما سبق معظم مواثيق حقوق الانسان و كرس مفاهيم الديمقراطية والحرية، والتي كانت كلها منذ البداية أساس الخطاب السياسي الاردني ونهجا ملكيا، سار عليه الملوك الهاشميون، ويعمل جلالة الملك عبد الله الثاني لتحقيقه والارتقاء به سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
وبمناسبة عيد إستقلال المملكة الأردنية الهاشمية السبعين، نستذكر التضحيات التي قدمها جيل الرعيل الأول من المؤسسين الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل بناء ونهضة الأردن الحديث. ونستلهم من تاريخنا صور البذل والعطاء للملك الشهيد المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين – طيب الله ثراه – والذي سعى لخدمة الأمة العربية والإسلامية ونهضتها، ونقرأ في السيرة الهاشمية ما يعزز فينا المقدرة على أن نواصل العطاء في سبيل حمانا العربي الهاشمي لمواصلة دوره الريادي في خدمة أمته العربية والإسلامية.
إن التحدي الظلامي الذي يستهدف أبناءنا وشبابنا على وجه الخصوص، لا يمكن مواجهته إلا بالتنوير وبالثقة بالذات وبث الروح الإيجابية، ونبذ التفرقة والتعصب والانعزال. وهذا أيضا، لا يمكن تحقيقه بالشعارات وحدها، وإنما بالبرامج والسياسات، القابلة للتنفيذ وللقياس والمساءلة. وعلينا كمجتمع مسؤولية تاريخية لإعداد جيل متسلح بقيم الوسطية والاعتدال ونبذ التعصب لأن هذا الجيل سيتحمل مسؤولية كبيرة، وهي إعادة بناء ما خربه ودمره الإرهابيون والمتطرفون في منطقتنا، وعلينا أن نرسخ روح المواطنة عند أولادنا وبناتنا وأن ننهض ببلدنا لا أن ننتظر أحدا ما أن يأتي لكي يحل مشاكلنا ويقرر مستقبلنا.
إننا اليوم نمتلك من نقاط القوة ما يكفي لنواصل طريقنا بثقة وعزيمة في مجالات البناء وفي دفاعنا عن صورة إسلامنا الحنيف، وفي تأكيد انتمائنا الواعي لرسالة آل البيت الأطهار ولمبادئ النهضة العربية الكبرى، فالأردن، وبحمد الله وفضله، برهن خلال العقود الماضية، أنه الأقوى بالتفاف أبناء شعبه حول قيادتهم الهاشمية المعطاءة، وبقوة مؤسساته، وبجيشه العربي وأجهزته الأمنية، وبدماء شهدائه البررة، ونحن اليوم الأقدر على مواجهة التحديات بالعزيمة والمبادرة، وبالتخطيط السليم، وتحصين جبهتنا الداخلية، وتأمين مستقبل شبابنا وشاباتنا.
لقد استكملت الدولة الأردنية بقيادة آل البيت الأطهار كافة مراحل الاستقلال الوطني بالنضال السياسي والبناء والعمل والتضحيات.. وأؤكد هنا، أن مسيرة الاستقلال لا تتوقف، بل هي مستمرة. وإذا كنا عبر السبعة عقود الماضية قد حققنا هذا المنجز المهم من استقلال القرار الوطني، وقوة المؤسسات السيادية، وحافظنا على اسقرار بلدنا في محيط هائج من الانهيارات والأزمات الإقليمية، فإننا مطالبون كمؤسسات تشريعية وتنفيذية ومدنية، وكمجتمع حي، ان نعمل معا لصون استقلالنا من خلال تحقيق اقتصاد الاعتماد على الذات، وترتيب أولوياتنا، بما يضمن حماية الطبقة الوسطى وتوسيعها ومجابهة أزمة البطالة وتنمية المحافظات، وفق استراتيجية وطنية شاملة، نعزز بها مسيرة استقلالنا، ونضيف من خلالها إلى بناء متين شيده الأباء والأجداد، وهم يلتفون جنودا مخلصين، حول راية خير بيت عرفته البشرية، البيت الهاشمي الشريف.
أكرر الشكر للأهل والأخوة الكرام، ولسعادة الأخ عبدالله الخوالدة، وللأخ الكريم رئيس نادي جرش الرياضي نعمان العتوم. واسأل الله العلي القدير، أن يديم علينا نعمة المودة والتكافل والأمن، في ظل قائدنا المفدى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.

 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير