صحافيو مصر يطالبون باقالة وزير الداخلية: الصحافة ليست جريمة
نددت نقابة الصحافيينالمصريينبـ"تصعيد الحرب ضد الصحافيين"، وبتراجع اوضاع الحريات الصحافية، بعد يومين من دهم الشرطة مقر النقابة في القاهرة وتوقيف صحافيين معارضين اثنين.
عقد مجلس النقابة الصحافيين مؤتمرا صحافيا اليوم، وسط غضب عشرات الصحافيين الذين كمم بعضهم افواهم، بينما كبّل آخرون ايديهم، في اشارة الى الانتهاكات ضد الصحافيين في مصر. واغلقت الشرطة الطريق المؤدية الى النقابة امام المارة والسيارات، وسمحت فقط بمرور الصحافيين حاملي بطاقة عضوية النقابة، مما ادى الى تراجع عدد المتضامنين مع النقابة، على قول صحافيين.
وتلا نقيب الصحافيين يحى قلاش بيانا قال فيه: "يحل اليوم العالمى لحرية الصحافة هذه السنة، وموقع مصر يتراجع في كل التقارير العالمية حول الحريات الصحافية. بدلاً من أن تبدأ الحكومة بتنفيذ خطوات فعلية للخروج من هذا الوضع، كانت المفاجأة تصعيد الحرب ضد الصحافة والصحافيين ممثلة بنقابتهم".
واشار الى ان "هناك نحو 27 زميلاً – ارتفع عددهم في الأيام الماضية إلى 29 - رهن الاحتجاز في قضايا متنوعة، بينها قضايا تتعلق بمهنتهم، اما هم على ذمة المحاكمة، اما هم محكومون بأحكام غير نهائية، اما لم توجه اليهم أي اتهامات. وبين هؤلاء من تجاوز احتجازه الحد الأقصى للحبس الاحتياطى" وهو عامان. ولفت الى ان "العام الماضي شهد صدور 14 قرارا بحظر النشر في قضايا تتعلق بوقائع فساد".
وكانت الاجواء في بهو النقابة مليئة بالغضب. وهتف الصحافيون مرارا: "عاشت حرية الصحافة"، و"عاشت كرامة الصحافيين". وعلقت لافتة سوداء كبيرة على الواجهة الزجاجية للنقابة وكتب عليها بالاحمر: "الصحافة ليست جريمة".
ودهمت الشرطة المصرية مساء الاحد مقر النقابة وسط القاهرة، والقت القبض على الصحافيين المعارضين رئيس تحرير موقع "بوابة يناير" الالكتروني المعارض لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي عمرو بدر، والصحافي في الموقع نفسه محمود السقا، بموجب قرار من النيابة العامة، بتهمة بالتحريض على التظاهر.
واثار قرار توقيفهما غضبا كبيرا في اوساط الصحافيين، مما دفع بالنقابة الى المطالبة باقالة وزير الداخلية والدعوة الى جمعية عمومية عاجلة الاربعاء. وقالت عضو مجلس النقابة حنان فكري: "لا ازال انتظر اقالة وزير الداخلية الذي اخطأ بحق النقابة خطأ فادحا، وهو المسؤول، ولا بد من ان يحاسب". واضافت: "اذا لم تتم محاسبته، فهذا معناه ان الرئاسة راضية عن اقتحام النقابة".
وتحوّل اخيرا مقر النقابة منبرا لحرية التعبير في مصر، بعد التضييق الامني على التظاهر. وتصدرت مداهمة قوات الامن لمقر النقابة عناوين الصحف المصرية الصادرة اليوم. وقالت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة في صفحتها الاولى: "الصحافة تحت الحصار"، ونشرت كاريكاتورا يجسد شرطيا يكبل قلما بالاغلال. وكتبت صحيفة "الشروق" المستقلة: "الصحافيون ينتفضون لحماية قلعة الحريات"، في اشارة الى نقابة الصحافيين.