فيلم "مروكي في باريس" يتصدر البوكس أوفيس المغربي
احتلت 5 أفلام مغربية المراكز الأولى في قائمة الـ10 أفلام الأكثر مشاهدة بالقاعات السينمائية في البلاد "البوكس أوفيس"، لتتجاوز أشهر الأفلام الأمريكية والأوروبية المعروضة حاليا، حيث تبوأ فيلم "مروكي في باريس" للفنان الكوميدي سعيد الناصري الصدارة، متفوقاً على فيلم "مهمة مستحيلة" للنجم توم كروز، الذي جاء ثانيا في "البوكس أوفيس" المغربي.
ونشر المركز السينمائي المغربي إحصائيات جديدة تهم شباك تذاكر الأفلام التي عُرضت في القاعات السينمائية بالبلاد خلال الربع الأول من السنة الجارية، تضمنت صدارة فيلم "مروكي في باريس" بـ65 ألفاً و398 تذكرة، وتبعه فيلم "الأندلس حبيبتي" للمخرج محمد نظيف بـ17 ألفاً و837 تذكرة، ثم فيلم "أياد خشنة" للمخرج محمد العسلي بـ17 ألفاً و531 تذكرة.
وتفوق فيلم "مروكي في باريس"، وفق الأرقام ذاتها، على فيلم "مهمة مستحيلة" الذي حقق 41 ألفاً و635 تذكرة، والفيلم الأمريكي "رحلة إلى مركز الأرض، الجزء الثاني" بـ19 ألفا و840 تذكرة، ثم الفيلم المصري "إكس لارج" للفنان أحمد حلمي بأكثر من 17 ألف تذكرة مشاهدة.
كوميديا مفبركة مشهد من فيلم مروكي في باريس وحظي الفيلم الكوميدي "مروكي في باريس"، الذي يُعرض حالياً في القاعات السينمائية ببعض المدن الكبرى، بحضور ومتابعة جماهيرية كبيرة سجلتها "العربية.نت" في جولة لها مؤخراً بالعاصمة الرباط، بالرغم من الانتقادات الفنية الكثيرة التي وُجهت إليه من لدن نقاد سينمائيين مغاربة.
وقال الناقد السينمائي أحمد سجلماسي، في تصريحات لـ"العربية.نت"، إن "مروكي في باريس" ليس هو الفيلم الوحيد الذي حقق مداخيل محترمة نسبياً على مستوى شباك التذاكر بالمغرب رغم مضمونه ومستواه الفني المتواضع، بل سبقته أفلام أخرى لنفس المخرج لعل أشهرها هو فيلم "البانضية".
واستطرد سجلماسي بأنه سبق للعديد من أفلام "الخردة" المغربية والعربية والدولية أن حققت نجاحات ملحوظة في القاعات السينمائية المغربية، بسبب تدني مستوى الذوق الفني في البلاد، مشيراً إلى أن هذا التدني ساهمت في تكريسه الكثير من القنوات التلفزية بأعمالها الدرامية التي تعتمد أكثر على الثرثرة الفارغة"، وفق تعبير الناقد السينمائي.
وتابع المتحدث بأن الجديد في فيلم "مروكي في باريس"، الذي جاء على غرار فيلم "بدوية في باريس" من إخراج الراحل محمد سلمان وبطولة المطربة الشعبية سميرة توفيق، هو اعتماده على طاقم فني وتقني معظم عناصره فرنسيون، أو مقيمون بفرنسا، وإثارته لخليط من القضايا بعضها مرتبط بمشاكل الهجرة السرية، وهموم الهوية والتعايش بين الديانات السماوية الثلاثة.
وبعضها الآخر - كما يرى سجلماسي - عبارة عن مغامرات ومطاردات وتصفية حسابات بين عصابات إجرامية؛ تتم ضمن بناء درامي مهلهل يغيب فيه الانسجام والتماسك، وتحضر فيه الصدفة في الغالب، حيث إن جل المواقف مفبركة على عجل؛ غايتها إضحاك المتلقي رغم أنفه؛ ليخلص الناقد إلى أن هذا النوع من الأفلام سريع نسيانه بعد المشاهدة، لأنه لا يتوفر على مقومات العمل الفني العميق والمتماسك المكونات.
خسائر فنية وماديةومن جهته قال الناقد السينمائي حسن بنشليخة إن فيلم "مروكي في باريس" سقط في فخ الكوميديا الفجة، ولا يتضمن أية قيمة فنية أو فكرية تذكر، بل يشوه دور الفن في الوعي الاجتماعي والثقافي، ويضعف الوظائف الذهنية والمهارات التي تميز بين الفن الراقي وبين الفن الهابط.
واسترسل الناقد، في تصريحاته لـ"العربية.نت"، بأن الحديث عن الإقبال الجماهيري الذي حققه الفيلم يدخل في باب الاستخفاف بعقول المشاهدين المغاربة، مردفا أن الذين يروجون لتلك الأرقام ظنوا أنهم حققوا غايتهم باستدراج الجمهور إلى مشاهدة ما يشبع رغبته وذوقه المتدني بعدما نسي، على حد اعتقادهم، المعنى الحقيقي للسينما التي تغذي العقل والروح.
وبعد أن قام بنشليخة بعملية حسابية بسيطة ليعرف مداخيل الفيلم من خلال عدد التذاكر وسعر الواحدة منها، خلص إلى أن الفيلم لم يحقق إيرادات هامة كما يدعي البعض، وبأنه شكل خسارة مادية يحاول معها المركز السينمائي المغربي التغطية عليها بأرقام واهية، باعتباره ساهم في الفيلم مباشرة بمبلغ 350 مليون سنتيم.
ورد سعيد الناصري بطل ومخرج فيلم "مروكي في باريس" في تصريحات صحافية له على هذه الانتقادات بالقول إنها تنم عن تحامل مجاني على شخصه وعلى فيلمه الجديد كما على أفلامه السابقة التي حققت نجاحا جماهيريا كبيرا، مشيراً إلى أنه في الوقت ذاته يرحب بالانتقادات الموضوعية والعادلة لأعماله السينمائية والفنية.