مسلمو أميركا قد يحسمون الرئاسة
توقع المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) نهاد عوض أن تسهم أصوات مسلمي أميركا في حسم السباق الانتخابي إلى البيت الأبيض في وقت تمثل فيه أصوات المسلمين كتلة انتخابية أكثر تجانسا.
وقال عوض في مقابلة هاتفية مع سكاي نيوز عربية إن "لجنة العمل المشترك بخصوص الانتخابات والحقوق المدنية "، وهي تحالفا يضم 13 منظمة إسلامية أميركية، أبرزها كير، سيعلن قبل الانتخابات بأيام عن دعمه لأحد المرشحين الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري مت رومني.
وأوضح عوض الذي يشغل منصب نائب رئيس التحالف أيضا أن "ما يقرب من مليون ناخب مسلم من المسجلين في الانتخابات سيتأثر اتجاههم الانتخابي بناء على قرار اللجنة".
ويعيش في الولايات المتحدة ما بين 6 إلى 9 ملايين مسلم، حسب تقديرات غير رسمية، بينما يبلغ عدد المسجلين في الانتخابات المقررة في 6 نوفمبر المقبل، حوالي مليون ومائة ألف ناخب، وفق إحصاءات رسمية.
ودرج الناخبون المسلمون على حسم ولايات حساسة مثل أوهايو وفلوريدا وفيرجينيا وبنسلفانيا، وهي ولايات تحتضن كثافة سكانية عالية للمسلمين.
ولفت عوض إلى أن أصوات المسلمين في فلوريدا هي التي حسمت الانتخابات الأميركية لصالح جورج بوش عام 2002 ضد منافسه آل جور، كما كان للناخبين المسلمين دورا مهما في دعم انتخاب أوباما عام 2008 ضد منافسه الجمهوري جون ماكين.
ويتوقع عوض أن يصوت غالبية المسلمين المسجلين في الانتخابات إلى الرئيس باراك أوباما، مدفوعين بعدد من القضايا العامة وأخرى التي تخصهم.
وأوضح القيادي المسلم أن "الأحداث الأخيرة المتعلقة بالإعلانات في مترو الأنفاق والتي تحض على كراهية المسلمين، ستجعل المسلمين أكثر ميلا لتأييد أوباما". وبرر ذلك بأن الحملات ضد المسلمين غالبا ما ترعاها جهات تظهر دعمها للحزب الجمهوري، بحسب رأيه.
وشهدت الآونة الأخيرة حملة دعائية في مترو الأنفاق في واشنطن وعدد من الولايات الكبيرة تدعو إلى دعم إسرائيل في مقابل الجهاد الإسلامي الذي وصفته بـ" الهمجي"، وهو ما لقي استنكارا واسعا داخل البلاد.
ولفت عوض أيضا إلى أن الرئيس أوباما أحرز "نقاطا إيجابية" فيما يتعلق بإنهاء الحرب في العراق ومحاولة الانسحاب من أفغانستان، كما أن لإدارته موقف الرافض لبعض المحاولات في الكونغرس الأميركي لإصدار قوانين ضد بناء المساجد وإنشاء المدارس الإسلامية أو تلك التي تتعلق بالعمل بالشريعة الإسلامية في مجال الأمور الشخصية مثل الزواج والطلاق، وأيضا مسألة ارتداء الحجاب في الأماكن العامة.
وقال:" هناك 73 مشروعا ضد المسلمين في الكونغرس استطعنا إسقاط نحو 35 منهم ، لكن يبقى 38 مشروعا قرار لحظر العمل بالشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالأمور الشخصية".
وبالرغم من أن الفترة الأولي للرئيس أوباما شهدت تخفيفا للتوتر مع العالم الإسلامي، والذي تولد واحتدم في عهد بوش، فإن "الرئيس الحالي لم يستطع تحقيق وعوده بإغلاق معتقل غوانتانامو، فيما لا تزال هجمات الطائرات من دون طيار في أفغانستان وباكستان تثير سخط كثير من المسلمين، إضافة إلى عدم إنجاز خطوة إيجابية في الصراع العربي الإسرائيلي"، على حد قول عوض.
ولا يقتصر اهتمام الناخب المسلم على القضايا ذات البعد الديني بل إن القضايا الوطنية العامة لها مرتبة متقدمة في سلم أولوياته، بحسب عوض.
وقال :" المسلمون جزء مندمج تماما في المجتمع الأميركي، لذلك فإن الاقتصاد وفرص العمل والأمن القومي والرعاية الصحية، كلها قضايا تؤثر كثيرا على القرار الانتخابي".
وأشار إلى أن الأقلية المسلمة هي من" أعلى الأقليات ثقافة وتعليما وشغلا للمواقع الأكاديمية والعلمية والوظائف المتميزة في البلاد".
وللحزب الجمهوري أيضا مؤيدوه من المسلمين داخل الولايات المتحدة، بحسب عوض الذي أشار إلى أن "حملتي المرشحين أوباما ورمني على تواصل مع المنظمات الإسلامية وأفراد الأقلية"، لكنه أشار إلى أن "حملة أوباما كانت الأنشط في هذا المجال".
وفي ظل التنافس الشديد، دعا عوض الحملتين إلى مزيد من التواصل مع الناخبين المسلمين لتوضيح برامجهما والاستماع إلى تطلعات هذه الكتلة الانتخابية المهمة.
وفيما يتعلق بالجهود التي تبذلها كير من أجل حث المسلمين على المشاركة السياسية، قال مدير "كير" إن المنظمة تبذل جهدا دائما في التشجيع على المشاركة في جميع الاستحقاقات السياسية سواء بالانضمام لحملات المرشحين أو الحرص على الانتخاب.
وأضاف:" هناك جهود كبيرة لجمع التبرعات لدعم المرشحين على مستوى الولايات المتحدة، وقد أنفق المسلمون ملايين الدولارات لدعم المرشح الذي يعبر عن قضاياهم".
(سكاي نيوز)