هكذا مر عطارد امام الشمس - صور
أ ف ب - مر كوكب عطارد اصغر كواكب المجموعة الشمسية بين الارض والشمس الاثنين، وهي ظاهرة لا تتكرر كثيرا تمكن سكان اوروبا الغربية واميركا الشمالية والجنوبة من رصدها خصوصا.
وكانت هذه الظاهرة سجلت للمرة الاخيرة قبل عشر سنوات.
وفي المناطق الي كانت فيها السماء صافية تمكن الناس من متابعة مسار عطارد الذي بدا وكأنه قرص اسود يتحرك في وهج الشمس.
ومن اجل متابعة العملية كان ينبغي على هواة الظواهر الفلكية الاستعانة باجهز فلكية مكبرة او عبر الانترنت بفضل مؤسسات علمية عدة.
وقال باسكال ديكامب عالم الفلك في مرصد باريس "لقد لاحظنا حماسة الناس مع زيارات كثيرة" الى الموقع الالكتروني.
وبدأت الظاهرة عند الساعة 11,12 بتوقيت غرينتش وانتهت عند الساعة 18,42 ت غ. وكان بالامكان متابعتها في الدول التي كانت فيها الشمس مشرقة والاحوال الجوية مؤاتية.
وقد كانت اوروبا الغربية والشمالية، والمناطق الغربية والشمالية ايضا من افريقيا، وكذلك في كندا والمناطق الشرقية من اميركا الشمالية إضافة الى اجزاء واسعة من اميركا اللاتينية، افضل المناطق لمتابعة هذه الظاهرة.
وبدا عطارد وكأنه يقضم الشمس من احد جوانبها، ثم يخترقها بشكل بطيء جدا، ثم يعود ويخرج من الجانب الآخر.
واكد ديكامب ان هذه الظاهرة التي دامت سبع ساعات ونصف الساعة "هي نادرة لانها لا تقع الا حين تكون الشمس والارض وعطارد مصطفة على خط مستقيم دقيق".
ويقع كوكب عطارد على بعد 58 مليون كيلومتر من الشمس فيما تبعد الارض عن الشمس 150 مليون كيلومتر، وهي كوكب صغير لا يزيد قطره عن اربعة الاف و780 كيلومترا علما ان قطر الارض يقارب 13 الف كيلومتر، وهو يتم دورة واحدة حول الشمس في 88 يوما، فيما السنة الارضية 365 يوما.
وتراوح الحرارة على سطحه بين 427 درجة لدى سطوع الشمس، و173 درجة تحت الصفر في الليل.
يمر عطارد بين الارض والشمس مرة كل 116 يوما، لكن انحناء مداره مقارنة بمدار الارض يجعله في معظم الاحيان يبدو أعلى من قرص الشمس او ادنى منه.
اما تقاطع المدارين فيجري 13 مرة او 14 في كل مئة عام.
- الموعدان المقبلان في 2019 و2032 -
ولن تتكرر هذه الظاهر قبل تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2019، ومن بعدها في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، فايار/مايو 2049.
وقال مارتن بارستو رئيس جمعية "رويال استرونوميكال سوساييتي" في بيان "من المثير دائما مراقبة ظواهر فلكية نادرة كهذه".
وحذر علماء الفلك قبل الظاهرة من ضرورة اتباع تعليمات السلامة، فالنظر مباشرة الى قرص الشمس من دون حماية من شأنه ان يعرض العيون لاضرار لا شفاء منها.
وأول من رصد مرور عطارد امام الشمس هو العالم الفرنسي بيار غاسندي، وكان ذلك في العام 1631، بعدما توقع هذه الظاهرة قبل سنوات عالم الفلك الالماني يوهانس كيبلر الذي توفي العام 1630 قبل ان يشهد على صحة حساباته العلمية.
في العام 1974 ارسلت الولايات المتحدة المسبار "مارينر 10" لاستكشاف عطارد من مداره، ثم ارسلت للغاية نفسها المسبار "مسنجر" الذي انهى مهمته في العام 2015 وتحطم على سطح الكوكب.
ومن اهم النتائج التي حققتها مهمة المسبار مسنجر، العثور في العام 2012 على مؤشرات تؤكد وجود كميات كبيرة من المياه على شكل جليد في المناطق القطبية من كوكب عطارد، وهي مناطق لا تصلها اشعة الشمس ابدا.
وتستعد اوروبا واليابان لارسال مسبارين لدراسة الكوكب في العام 2018 ويتوقع ان يصلا الى جواره في العام 2024.