طبيبة سرطان تروي قصتها مع السيجارة
جو 24 :
وتقول حرب: "كان ذلك متوقعا أن يحدث لي، إلا أنني تمالكت نفسي أمام الطبيب، عندما سألني هل أنت قادرة على تحدي المرض، وبدون تردد أجبته: نعم، بل قادرة على قهر السيجارة وقهر المرض".
وتتابع: "وقتها أسرعت إلى منزلي وأغلقت باب غرفتي بقوة ، وجلست أبكي حسرة على ما أصابني، وأستعيد كل ذكرياتي حينما كنت ادخن مع رفقاء الجامعة ، معتقدا أن الحياة وردية مع كل نفس سيجارة ، ولا أتخيل أن أخرج من البيت دونها، وخصصت من أجلها شرفة في البيت في أجواء استسغتها لنفسي دون اي تأثير ممن حولي، وكنت أدخن بحدود البكيتين بشكل يومي، رغم علمي بمضارها إلا أنني لم آخذ ذلك على محمل الجد".
"لم أكن أدرك بأن حبي للسيجارة كان السبب في اوجاعي ومتاعبي وتدهور صحتي، التي بدأت أفقدها تدريجيا، فارتسمت على وجهي علامات التعب والارهاق والانهيار، ما يوحي للناظر بأني على اعتاب الخمسين"، كما تعبر عن حالتها.
وتصف انها عندما كانت تصعد الدرج، تشعر كأنها عجوز في السبعين من عمرها، آخذ أنفاسي بقوة لأصعد السلم، وضيق النفس يخنقني، وفوق ذلك كله اصبت بالسرطان، وأصبحت طفلتي الوحيدة ذات الست سنوات تنظر الي بشفقة ، تمسك يداي خوفا من أن اودعها دون سابق انذار .
وتستذكر ما حدث معها في ذلك الوقت، اذ انتابتها صرخة في الداخل بعد أن رجحت كفة الذكريات الاليمة على الذكريات الجميلة التي عاشتها معها،لا مجال للمقارنة، مبينة بانها كانت كفيلة في ان تفيق من غيبوبتها بكل إرادة وقوة، لتنظر للحياة بنضج ووعي وإدراك، وتتخذ القرار بالتخلي عنها، وتشعر حينها بالفخر.
وتستكمل حديثها ...شكرت ربي أن اكتشفت المرض مبكرا، وقمت بإجراء عملية جراحية العام الماضي تكللت بالنجاح، وما زلت أتابع علاجي وفحوصاتي، فتارة العلاج الكيماوي والآخر الاشعاعي وغيرها من العلاجات، وكلما تتذكر العلاج الكيماوي يتبدد الشعور لديها الرجوع للتدخين، فلقد ذاقت الآمه، ولاتقدر على وصفه،ممتعضة مما فعلت بها السيجارة.
وتتساءل، أتعرفون ما هو العلاج الكيماوي؟ إنه الاحساس بالموت كل مرة، انه احتراق داخلي والآم في العظم وجفاف في الحلق ، نار تسري بالأوردة ، وألم فجائي بالجسد تجعلك تصرخ من شدته، ولكن لابد من أن نذوق مرارة الدواء للشفاء من الداء.
ولأنني شديدة الاعتناء والاهتمام بنفسي، كما تقول، تابعت حياتي مثلما كنت في السابق ، أضع مساحيق التجميل، واصبحت اضع شعرا مستعارا ، بعد أن تساقط شعري نتيجة العلاج الكيماوي، فكان قرار سعادتي بيدي، إما أن اواصل على الادمان الذي قادني للهلاك، أو أن اتدارك الخطأ بالنجاة منه ومن تأثيراته الهدامة.
وتقول اشعر بعد الإقلاع عن التدخين رغم زيادة وزني، أني كسبت صحتي وأزلت السموم عن جسمي، معتبرة أن السيجارة تحوي ملايين السموم من النيكوتين والقطران وأول اكسيد الكربون والفينول والكادميوم والامونيا وغيرها من المواد السامة والحارقة.
وتكشف سرها بأن سبب طاقتها الايجابية والقوة التي تمتلكها هي حصيلة الدفع المعنوي ممن وقفوا إلى جانبها واحاطوها بالرعاية والاهتمام سواء من زوجها أو اهلها ، الا ان ابنتها الصغيرة كانت بكلامها اكثر حكمة من الكبار وهي تقول لها :"أنت الان أجمل بكثير من ذي قبل" ،" وماذا يعني أنك بدون شعر، فالشعر (يشوب)" ، وتصطحبها الى الغرفة لتقوم بوضع المكياج على وجهها قائلة لها:" انت يا أمي جميلة كالقمر".
لم تكن من الأم الا أن تبادل ابنتها المشاعر، بعد ان تخلصت من السيجارة، وانفقت الكثير لتبييض اسنانها، وشراء العطور، فاصبحت أضمها الي برائحة اجمل من السابق انها روح الحياة المنتعشة بالامل ..
لا تريد جيسي ان تخسر صحتها وحياتها وعائلتها، فكانت صاحبة ارادة وقوة، وفق ما يقول مدير مكتب مكافحة السرطان في مركز الحسين للسرطان الدكتور فراس هواري.
ويؤكد ان التدخين كان أحد عوامل إصابتها بمرض السرطان، لان له مضار كبيرة على الصحية، وسبب رئسي للاصابة بالسرطان وأمراض الرئة والقلب والشرايين. ويشير الى أهمية عيادة الاقلاع عن التدخين في مركز الحسين للسرطان،التي ساهمت في زيادة اعداد الذين اقلعوا عن التدخين، ونتيجة لذلك تم افتتاح عيادتين اضافيتين بحيث أصبح مجموع العيادات أربعة ، وعدد المقلعين الذين يرتادون هذه العيادات حوالي خمسين مراجعا في الاسبوع.
ويبدد مخاوف المدخنين من أن الاقلاع عن التدخين لا يأخذ وقتا طويلا ، بيد أن مدة العلاج في العيادة لا تتجاوز الثلاثة شهور، "وبعدها ستعود الصحة بألف خير ، فالاساليب والطرق العلاجية المتبعة، تجعل المقلع عن التدخين يتجاوز أزمة الادمان بمرور أقل من شهر من العلاج التام"، وفق ما يقول هواري.
ويطالب بتفعيل قانون منع التدخين في الأماكن العامة ، كضرورة للحفاظ على الصحة العامة..
ويؤكد أن جيسي انتصرت على السيجارة، فكن احد المنتصرين ، لتعيش في بيئة نظيفة خالية من التدخين.
تروي جيسي حرب اربعون عاما قصتها مع السيجارة التي كانت معشوقتها على مدى عشرين عاما، لتتخذ قرارا بالاقلاع عن التدخين بعد أن أخبرها الطبيب بأنها مصابة بسرطان الثدي قبل عام.
وتقول حرب: "كان ذلك متوقعا أن يحدث لي، إلا أنني تمالكت نفسي أمام الطبيب، عندما سألني هل أنت قادرة على تحدي المرض، وبدون تردد أجبته: نعم، بل قادرة على قهر السيجارة وقهر المرض".
وتتابع: "وقتها أسرعت إلى منزلي وأغلقت باب غرفتي بقوة ، وجلست أبكي حسرة على ما أصابني، وأستعيد كل ذكرياتي حينما كنت ادخن مع رفقاء الجامعة ، معتقدا أن الحياة وردية مع كل نفس سيجارة ، ولا أتخيل أن أخرج من البيت دونها، وخصصت من أجلها شرفة في البيت في أجواء استسغتها لنفسي دون اي تأثير ممن حولي، وكنت أدخن بحدود البكيتين بشكل يومي، رغم علمي بمضارها إلا أنني لم آخذ ذلك على محمل الجد".
"لم أكن أدرك بأن حبي للسيجارة كان السبب في اوجاعي ومتاعبي وتدهور صحتي، التي بدأت أفقدها تدريجيا، فارتسمت على وجهي علامات التعب والارهاق والانهيار، ما يوحي للناظر بأني على اعتاب الخمسين"، كما تعبر عن حالتها.
وتصف انها عندما كانت تصعد الدرج، تشعر كأنها عجوز في السبعين من عمرها، آخذ أنفاسي بقوة لأصعد السلم، وضيق النفس يخنقني، وفوق ذلك كله اصبت بالسرطان، وأصبحت طفلتي الوحيدة ذات الست سنوات تنظر الي بشفقة ، تمسك يداي خوفا من أن اودعها دون سابق انذار .
وتستذكر ما حدث معها في ذلك الوقت، اذ انتابتها صرخة في الداخل بعد أن رجحت كفة الذكريات الاليمة على الذكريات الجميلة التي عاشتها معها،لا مجال للمقارنة، مبينة بانها كانت كفيلة في ان تفيق من غيبوبتها بكل إرادة وقوة، لتنظر للحياة بنضج ووعي وإدراك، وتتخذ القرار بالتخلي عنها، وتشعر حينها بالفخر.
وتستكمل حديثها ...شكرت ربي أن اكتشفت المرض مبكرا، وقمت بإجراء عملية جراحية العام الماضي تكللت بالنجاح، وما زلت أتابع علاجي وفحوصاتي، فتارة العلاج الكيماوي والآخر الاشعاعي وغيرها من العلاجات، وكلما تتذكر العلاج الكيماوي يتبدد الشعور لديها الرجوع للتدخين، فلقد ذاقت الآمه، ولاتقدر على وصفه،ممتعضة مما فعلت بها السيجارة.
وتتساءل، أتعرفون ما هو العلاج الكيماوي؟ إنه الاحساس بالموت كل مرة، انه احتراق داخلي والآم في العظم وجفاف في الحلق ، نار تسري بالأوردة ، وألم فجائي بالجسد تجعلك تصرخ من شدته، ولكن لابد من أن نذوق مرارة الدواء للشفاء من الداء.
ولأنني شديدة الاعتناء والاهتمام بنفسي، كما تقول، تابعت حياتي مثلما كنت في السابق ، أضع مساحيق التجميل، واصبحت اضع شعرا مستعارا ، بعد أن تساقط شعري نتيجة العلاج الكيماوي، فكان قرار سعادتي بيدي، إما أن اواصل على الادمان الذي قادني للهلاك، أو أن اتدارك الخطأ بالنجاة منه ومن تأثيراته الهدامة.
وتقول اشعر بعد الإقلاع عن التدخين رغم زيادة وزني، أني كسبت صحتي وأزلت السموم عن جسمي، معتبرة أن السيجارة تحوي ملايين السموم من النيكوتين والقطران وأول اكسيد الكربون والفينول والكادميوم والامونيا وغيرها من المواد السامة والحارقة.
وتكشف سرها بأن سبب طاقتها الايجابية والقوة التي تمتلكها هي حصيلة الدفع المعنوي ممن وقفوا إلى جانبها واحاطوها بالرعاية والاهتمام سواء من زوجها أو اهلها ، الا ان ابنتها الصغيرة كانت بكلامها اكثر حكمة من الكبار وهي تقول لها :"أنت الان أجمل بكثير من ذي قبل" ،" وماذا يعني أنك بدون شعر، فالشعر (يشوب)" ، وتصطحبها الى الغرفة لتقوم بوضع المكياج على وجهها قائلة لها:" انت يا أمي جميلة كالقمر".
لم تكن من الأم الا أن تبادل ابنتها المشاعر، بعد ان تخلصت من السيجارة، وانفقت الكثير لتبييض اسنانها، وشراء العطور، فاصبحت أضمها الي برائحة اجمل من السابق انها روح الحياة المنتعشة بالامل ..
لا تريد جيسي ان تخسر صحتها وحياتها وعائلتها، فكانت صاحبة ارادة وقوة، وفق ما يقول مدير مكتب مكافحة السرطان في مركز الحسين للسرطان الدكتور فراس هواري.
ويؤكد ان التدخين كان أحد عوامل إصابتها بمرض السرطان، لان له مضار كبيرة على الصحية، وسبب رئسي للاصابة بالسرطان وأمراض الرئة والقلب والشرايين. ويشير الى أهمية عيادة الاقلاع عن التدخين في مركز الحسين للسرطان،التي ساهمت في زيادة اعداد الذين اقلعوا عن التدخين، ونتيجة لذلك تم افتتاح عيادتين اضافيتين بحيث أصبح مجموع العيادات أربعة ، وعدد المقلعين الذين يرتادون هذه العيادات حوالي خمسين مراجعا في الاسبوع.
ويبدد مخاوف المدخنين من أن الاقلاع عن التدخين لا يأخذ وقتا طويلا ، بيد أن مدة العلاج في العيادة لا تتجاوز الثلاثة شهور، "وبعدها ستعود الصحة بألف خير ، فالاساليب والطرق العلاجية المتبعة، تجعل المقلع عن التدخين يتجاوز أزمة الادمان بمرور أقل من شهر من العلاج التام"، وفق ما يقول هواري.
ويطالب بتفعيل قانون منع التدخين في الأماكن العامة ، كضرورة للحفاظ على الصحة العامة..
ويؤكد أن جيسي انتصرت على السيجارة، فكن احد المنتصرين ، لتعيش في بيئة نظيفة خالية من التدخين.