هل عاد تحالف الملكيات العربية للحياة بعد 4 سنوات من طرحه؟
جو 24 :
وبعد القمة الخليجية، زار الملك عبدالله الثاني العاصمة السعودية، حيث جرى الإعلان عن مشروع لدعم الأردن، عبر مجلس التنسيق السعودي الأردني، مع حزمة مساعدات واستثمارات سعودية في الأردن.
ويتساءل مراقبون عما إذا كان الهدف الآن هو إقامة ما يمكن تسميته بـ"مجلس الملكيات العربية"، بحسب ما جاء في كلمة العاهل المغربي في القمة الخليجية الأخيرة، حيث تحدث عن "منظومة ملكية عربية"، أم أن الأمر يتصل بتجدد طموح المملكتين، غير الخليجيتين لدخول مجلس التعاون الخليجي.
هنا يرى الكاتب والمحلل السياسي، ورئيس مركز القدس للدراسات في عمّان، عريب الرنتاوي، أن فكرة توسيع نادي دول مجلس التعاون الخليجية، طُرحت قبل أربع سنوات، ورحب بها كل من الأردن والمغرب، لكنها بقيت فكرة ولم تترجم إلى ممارسة على أرض الواقع.
من الانضمام إلى علاقات الدعم
ويوضح الرنتاوي أنه تمت الاستعاضة عن فكرة توسيع النادي بعلاقات دعم ومساعدات تحت ما سمي بالمنحة الخليجية، مضيفاً أن تطورات طرأت على الساحة الإقليمية، منها ما يتعلق بالحرب ضد إيران، الأمر الذي تحتاج معه السعودية إلى حليف قوي في هذا المجال، لذلك استقبلت الرياض ملك المغرب ومنحته دعما خليجيا سياسيا في قضية الصحراء الغربية.
ويشارك المغرب في التحالف العسكري الذي تقوده منذ أكثر من عام ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم في اليمن. وقد خسرت الرباط، في أيار/ مايو 2015، طائرة حربية خلال هذه المشاركة.
أما بالنسبة للأردن، فيرى الرنتاوي، أن السعودية بدأت تتحرك باتجاهه، بعدما شعر الأردن أنه مستثنى من الدعم السعودي والخليجي الموجه بشكل أكبر نحو مصر.
لذلك، وبحسب الرنتاوي، بدأ التفكير السعودي يتجه نحو تأسيس مجلس التنسيق السعودي الأردني، بالإضافة إلى صندوق استثماري مشترك.
وحول "منظومة الملكيات" الذي تقودها السعودية كتحالف غير معلن، قال الرنتاوي: "هنالك رهانات قائمة حول ذلك، إلا أنه لا يوجد للآن ما تُرجم على شكل برامج أو خطوات عمليةز ومن غير المعروف كيف له أن يتطور"، كما قال.
وبينما عبّر الرنتاي عن اعتقاده بأن الأردن والمغرب مستعدان لبناء "علاقات متطورة" مع الخليج والمملكة العربية السعودية، تابع متسائلا: "لكن السؤال الأهم، هل الخليج جاهز لذلك أم لا..؟".
التغريد داخل السرب
من جهته، قال الكاتب والمحلل الاقتصادي الأردني، غسان معمر ، إن الأردن دولة لا تزال تسير على على ذات مع السعودية، موضحا أن هذا النهج يعتمد مبدأ "لا تغرد خارج السرب" خاصة مع الدول المؤثرة إقليميا، ومنها السعودية.
واعتبر معمر أن خوف الأردن من العزلة السياسية هو ما يجعله يتمسك بأية مبادرة خليجية أو سعودية، "وهذا ما يفرضه المنطق السياسي"، خاصة، كما يقول معمر، أن المحيط الموازي (الواجهتين العراقية والسورية) ملتهب.
ويرى معمر أن اختيار الأردن والمغرب من جانب السعودية هو "اختيار موفق"، في ظل عبور الدول العربية الأخرى في مطبات خانقة في اليمن وليبيا وتونس ومصر، معتبرا أن "منظومة الملكيات" أمر متعلق بطبيعة هذه الدول وقد لا يكون اختيارا مقصودا، حسب رأيه.
أوروبا أم الخليج
ويقول الكاتب المغربي أحمد بن الصديق، في سياق الحديث عن التقارب بين الخليج والمغرب، إن ذلك يتمثل باعتباره تقارب أنظمة وليس تقارب شعوب "تم استفتاؤها فأجابت نعم".
وأوضح أن الدافع الأول لهذا التقارب منذ بداية الربيع العربي عام 2011 "هو غريزة البقاء لدى أنظمة حكم متشابهة"، كما يقول.
وفيما إذا كان رهان المغرب على التقارب مع الخليج رهان رابح أم خاسر، يشير ابن الصديق إلى أن المغرب بنى علاقات تجارية عميقة وعريقة مع الاتحاد الأوروبي، وله وضع الشراكة المتقدمة مع هذا "الكيان الأوروبي"، بالإضافة للعلاقات التاريخية والثقافية مع فرنسا وإسبانيا على الخصوص، في إشارة إلى أن التقارب مع الجسم الخليجي لن يكون أهم من هذا التقارب الأوروبي بالنسبة للمغرب.
واعتبر الكاتب المغربي أن المغرب أنهكه النزاع في الصحراء الغربية، حيث يسعى كلما اقترب شهر نيسان/ أبريل من كل سنة لأن يصلح أحواله الدبلوماسية لأنه موعد تقديم الأمين العام للأمم المتحدة لتقريره السنوي حول الوضع في الصحراء الغربية.
هذا الأمر، بحسب ابن الصديق، "جعل المغرب يستجدي معونة السعودية كلما اقترب شهر نيسان/ أبريل وخاصة منذ 2013".
ويرى ابن الصديق أن فرص نجاح المغرب مرتفعة بعيدا عن مجلس التعاون الخليجي؛ لأن له تقاليد برلمانية وله صحافة متمرسة وله مؤسسات عديدة يمكنها "إذا نفض عنها الغبار" أن تشتغل كما تشتغل مؤسسات الدول المتقدمة، معبر عن اعتقاده بأن ترسيخ الديمقراطية، من شأنه حل مشكلة الصحراء حلا يرضي الجميع، بمن فيهم "دعاة الانفصال عن المغرب من الصحراويين"، عملا بالمثل المغربي الشعبي المعروف: "لا يوجد قط يهرب من دار العرس"، بحسب تعبيره.
ويشدد ابن الصديق على أن الرهان الرابح الوحيد اليوم بالنسبة للمغرب، ولدول الخليج وللأردن أيضا، "هو الرهان على الديمقراطية والحكامة الجيدة واجتثاث جذور الفساد و تخليص دواليب السلطة من اللصوص والفاسدين".
(المصدر: عربي21)
أعادت دعوة العاهل المغربي الملك محمد السادس، للمشاركة في القمة الخليجية في الرياض، في نيسان/ أبريل الماضي، التذكير بما يمكن تسميته بـ"تحالف الملكيات" في العالم العربي، الذي يضم أيضا الأردن، إلى جانب دول الخليج، وهو موضوع طُرح قبل سنوات، بعد انطلاق ثورات الربيع العربي.
وبعد القمة الخليجية، زار الملك عبدالله الثاني العاصمة السعودية، حيث جرى الإعلان عن مشروع لدعم الأردن، عبر مجلس التنسيق السعودي الأردني، مع حزمة مساعدات واستثمارات سعودية في الأردن.
ويتساءل مراقبون عما إذا كان الهدف الآن هو إقامة ما يمكن تسميته بـ"مجلس الملكيات العربية"، بحسب ما جاء في كلمة العاهل المغربي في القمة الخليجية الأخيرة، حيث تحدث عن "منظومة ملكية عربية"، أم أن الأمر يتصل بتجدد طموح المملكتين، غير الخليجيتين لدخول مجلس التعاون الخليجي.
هنا يرى الكاتب والمحلل السياسي، ورئيس مركز القدس للدراسات في عمّان، عريب الرنتاوي، أن فكرة توسيع نادي دول مجلس التعاون الخليجية، طُرحت قبل أربع سنوات، ورحب بها كل من الأردن والمغرب، لكنها بقيت فكرة ولم تترجم إلى ممارسة على أرض الواقع.
من الانضمام إلى علاقات الدعم
ويوضح الرنتاوي أنه تمت الاستعاضة عن فكرة توسيع النادي بعلاقات دعم ومساعدات تحت ما سمي بالمنحة الخليجية، مضيفاً أن تطورات طرأت على الساحة الإقليمية، منها ما يتعلق بالحرب ضد إيران، الأمر الذي تحتاج معه السعودية إلى حليف قوي في هذا المجال، لذلك استقبلت الرياض ملك المغرب ومنحته دعما خليجيا سياسيا في قضية الصحراء الغربية.
ويشارك المغرب في التحالف العسكري الذي تقوده منذ أكثر من عام ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم في اليمن. وقد خسرت الرباط، في أيار/ مايو 2015، طائرة حربية خلال هذه المشاركة.
أما بالنسبة للأردن، فيرى الرنتاوي، أن السعودية بدأت تتحرك باتجاهه، بعدما شعر الأردن أنه مستثنى من الدعم السعودي والخليجي الموجه بشكل أكبر نحو مصر.
لذلك، وبحسب الرنتاوي، بدأ التفكير السعودي يتجه نحو تأسيس مجلس التنسيق السعودي الأردني، بالإضافة إلى صندوق استثماري مشترك.
وحول "منظومة الملكيات" الذي تقودها السعودية كتحالف غير معلن، قال الرنتاوي: "هنالك رهانات قائمة حول ذلك، إلا أنه لا يوجد للآن ما تُرجم على شكل برامج أو خطوات عمليةز ومن غير المعروف كيف له أن يتطور"، كما قال.
وبينما عبّر الرنتاي عن اعتقاده بأن الأردن والمغرب مستعدان لبناء "علاقات متطورة" مع الخليج والمملكة العربية السعودية، تابع متسائلا: "لكن السؤال الأهم، هل الخليج جاهز لذلك أم لا..؟".
التغريد داخل السرب
من جهته، قال الكاتب والمحلل الاقتصادي الأردني، غسان معمر ، إن الأردن دولة لا تزال تسير على على ذات مع السعودية، موضحا أن هذا النهج يعتمد مبدأ "لا تغرد خارج السرب" خاصة مع الدول المؤثرة إقليميا، ومنها السعودية.
واعتبر معمر أن خوف الأردن من العزلة السياسية هو ما يجعله يتمسك بأية مبادرة خليجية أو سعودية، "وهذا ما يفرضه المنطق السياسي"، خاصة، كما يقول معمر، أن المحيط الموازي (الواجهتين العراقية والسورية) ملتهب.
ويرى معمر أن اختيار الأردن والمغرب من جانب السعودية هو "اختيار موفق"، في ظل عبور الدول العربية الأخرى في مطبات خانقة في اليمن وليبيا وتونس ومصر، معتبرا أن "منظومة الملكيات" أمر متعلق بطبيعة هذه الدول وقد لا يكون اختيارا مقصودا، حسب رأيه.
أوروبا أم الخليج
ويقول الكاتب المغربي أحمد بن الصديق، في سياق الحديث عن التقارب بين الخليج والمغرب، إن ذلك يتمثل باعتباره تقارب أنظمة وليس تقارب شعوب "تم استفتاؤها فأجابت نعم".
وأوضح أن الدافع الأول لهذا التقارب منذ بداية الربيع العربي عام 2011 "هو غريزة البقاء لدى أنظمة حكم متشابهة"، كما يقول.
وفيما إذا كان رهان المغرب على التقارب مع الخليج رهان رابح أم خاسر، يشير ابن الصديق إلى أن المغرب بنى علاقات تجارية عميقة وعريقة مع الاتحاد الأوروبي، وله وضع الشراكة المتقدمة مع هذا "الكيان الأوروبي"، بالإضافة للعلاقات التاريخية والثقافية مع فرنسا وإسبانيا على الخصوص، في إشارة إلى أن التقارب مع الجسم الخليجي لن يكون أهم من هذا التقارب الأوروبي بالنسبة للمغرب.
واعتبر الكاتب المغربي أن المغرب أنهكه النزاع في الصحراء الغربية، حيث يسعى كلما اقترب شهر نيسان/ أبريل من كل سنة لأن يصلح أحواله الدبلوماسية لأنه موعد تقديم الأمين العام للأمم المتحدة لتقريره السنوي حول الوضع في الصحراء الغربية.
هذا الأمر، بحسب ابن الصديق، "جعل المغرب يستجدي معونة السعودية كلما اقترب شهر نيسان/ أبريل وخاصة منذ 2013".
ويرى ابن الصديق أن فرص نجاح المغرب مرتفعة بعيدا عن مجلس التعاون الخليجي؛ لأن له تقاليد برلمانية وله صحافة متمرسة وله مؤسسات عديدة يمكنها "إذا نفض عنها الغبار" أن تشتغل كما تشتغل مؤسسات الدول المتقدمة، معبر عن اعتقاده بأن ترسيخ الديمقراطية، من شأنه حل مشكلة الصحراء حلا يرضي الجميع، بمن فيهم "دعاة الانفصال عن المغرب من الصحراويين"، عملا بالمثل المغربي الشعبي المعروف: "لا يوجد قط يهرب من دار العرس"، بحسب تعبيره.
ويشدد ابن الصديق على أن الرهان الرابح الوحيد اليوم بالنسبة للمغرب، ولدول الخليج وللأردن أيضا، "هو الرهان على الديمقراطية والحكامة الجيدة واجتثاث جذور الفساد و تخليص دواليب السلطة من اللصوص والفاسدين".
(المصدر: عربي21)