تهريب السلاح والمخدرات للأردن عبر سوريا.. ورقة ابتزاز إيرانية
جو 24 :
على غير العادة، وفي صورة متصاعدة ولافتة للانتباه، شهدت الحدود الأردنية - السورية خلال الأسابيع الأخيرة عمليات تهريب مخدرات وسلاح، وتسلل أفراد ومركبات، ما أثار الشك لدى الرسميين الأردنيين.
وبحسب ما نقلت صحيفة "الخليج أونلاين" عن مراقبين، فإن أصابع الاتهام في الأردن تتوجه سريعاً نحو إيران بالوقوف وراء تزايد عمليات التهريب تلك إلى الأردن؛ عن طريق الحدود الأردنية السورية المشتركة.
بتأكيد ما يجري على الحدود الأردنية مع سورية لا يعني بالضرورة أن المملكة الأردنية بانتظار حرب قادمة، لكن بالنظر إلى تلك المنطقة شبه العازلة على الحدود الشمالية للأردن حيث توجد بكثافة - وعلى مدار الساعة - كل الأجهزة والمؤسسات الأردنية الأمنية والعسكرية، فإنها تسعى إلى تحقيق هدف واحد، وهو ضبط إيقاع هذه النقطة الحدودية الساخنة جداً، والتي بدأت تشغل أوساط مطبخ القرار في عمان.
- ورقة ضغط
وبحسب مصادر أردنية فإن إيران وأطرافاً دوليةً أخرى تسعى إلى "إغراق الأردن بالمخدرات والسلاح، وزعزعة الاستقرار فيه؛ بسبب الموقف السياسي للأردن من الأزمة السورية من جهة، ورداً من طهران على الموقف الأردني من استدعاء السفير الأردني في طهران للتشاور من جهةٍ أخرى، وهو ما فهم منه موقف حاد من الأردن تجاه سياسات إيران في المنطقة، والتي تتماشى مع الموقف الخليجي، ولا سيما المملكة العربية السعودية.
وبحسب مصادر حكومية أردنية تحدثت لـ "الخليج أونلاين"، فإن عمليات التهريب بمختلف أنواعها زادت خلال الفترة الأخيرة زيادة كبيرة، وبلغة الأرقام فقد لوحظ أنها زادت بنسبة 400%، ومحاولات التسلل زادت بنسبة 350% مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية.
- أرقام وإحصاءات
وبحسب المعلومات التي حصل "الخليج أونلاين" عليها من مصادر عدة، فإن الأردن أحبط محاولة تهريب ما يزيد على 7 ملايين حبة مخدرة، ومحاولات لتهريب أكثر من 1780 شخصاً إلى الأردن، وإحباط محاولات تسلل 581 شخصاً من جنسيات مختلفة، تم تحويلهم إلى الجهات المختصة، بالإضافة إلى ما يزيد على 10 آلاف قطعةٍ من الذخائر المتنوعة.
ومن بين الأسلحة التي تم تهريبها ما يزيد على ألف قطعة سلاح من فئة "بمب آكشن"، و200 قطعة كلاشينكوف، و52 قنبلة يدوية، و5 أجهزة تفجير عن بعد، و45 جهاز اتصال لاسلكي، ونحو 7 ملايين حبة مخدر، إضافة إلى 50 قطعة واقية للشظايا، و8 رشاشات.
أما بالنسبة لرؤوس الأغنام التي تم تهريبها فتزيد على 1200 رأس غنم، وعلم "الخليج أونلاين" أن بعض المهربين يحملون أجهزة "لابتوب" متخصصة بالتهريب، وذلك لتضليل أجهزة الرقابة المتطورة المزروعة على الجانب الأردني، يأتي هذا في ظل استمرار محاولات العبور بشاحنات صغيرة ومتوسطة باتجاه الأردن بطرقٍ غير شرعية، ليصار إلى اتخاذ قواعد الاشتباك معها في كل مرة.
- افتعال أزمات
الكاتب والمحلل السياسي، بسام بدارين، أكد أن النظام السوري "يتعمد مضايقة الأردن والتحرش به من خلال افتعال عمليات التهريب تلك، وقال في تصريحٍ لـ "الخليج أونلاين": "تشكل عصابات التهريب المحترفة ضغطاً عنيفاً على قطاعات عسكرية مهنية، واجبها التصدي لمحاولات تسلل الإرهاب، أو مواجهة جيش منظم يحاول الاعتداء، خصوصاً بعدما تطورت آليات التهريب، وأصبحت منظمة وعدائية جداً، وتستخدم تقنيات الإنترنت، وبالضرورة تضم أطرافاً مجازفة".
وأضاف: "عندما يشمل الأمر منع تهريب الأغنام والمواشي فالرسالة تتجدد في الحرص والسهر على نظافة الحدود تماماً، والقوات الأردنية لا تسمح بأي انفلات، بدليل أن الجيش الأردني سبق أن استعمل طائرات مقاتلة نفاثة في وقف تقدم شاحنات صغيرة كان يمكن وقفها بالرصاص من سلاح آلي".
(الخليج أونلاين)