السعودية تنفي منع الإيرانيين من أداء الحج والعمرة
جو 24 :
نفت وزارة الحج والعمرة في السعودية، اليوم الخميس، منعها الإيرانيين من أداء الحج والعمرة، وأكدت أن طهران هي من تمنع مواطنيها من أداء العمرة، وهي من رفضت التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات موسم الحج القادم.
وقالت وزارة الحج والعمرة في بيان أصدرته مساء اليوم ونشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إنها "لا تمنع أي مسلم من القدوم إلى الأراضي المقدسة وممارسة شعائره الدينية طالما كان ذلك في إطار الالتزام بالأنظمة والتعليمات المنظمة لشؤون الحج".
وشددت على أن "السعودية قيادة وحكومة وشعباً ترحب بكافة الحجاج والمعتمرين والزوار من مختلف بقاع العالم ومن مختلف جنسياتهم وانتماءاتهم المذهبية" .
وأوضحت الوزارة أنها : "في كل عام توجه الدعوة إلى جميع المسؤولين عن شؤون الحج في الدول العربية و الإسلامية والدول ذات الأقليات الإسلامية، للقدوم إلى المملكة لبحث ومناقشة ترتيبات ومتطلبات شؤون حجاجهم، حيث يصل عدد هذه الدول إلى أكثر من (78) دولة ، ومن بين هذه الدول إيران".
وأشار البيان إلى أنه تم دعوة رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية سعيد أوحدي، للقدوم إلى المملكة لبحث ومناقشة ترتيبات شؤون ومتطلبات حجاجهم القادمين لأداء مناسك الحج لهذا العام 1437هـ.
ولفتت الوزارة إلى أنها التقت بوفد شؤون الحج في إيران الذي قدم برئاسة أوحدي قبل نحو شهر، وتم خلال اللقاء بحث كافة الأمور المتعلقة بالزيارة وشؤون الحج الإيراني.
وبينت أن "وفد شؤون الحج الإيراني رفض التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام 1437هـ، معللاً ذلك برغبته في عرضه على مرجعيتهم في إيران".
وأضافت وزارة الحج السعودية أن الوفد أبدى " إصراراً شديداً على تلبية مطالبهم " ومن بينها أن تُمنح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران، و"تضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي".
وأوضح البيان أن الوفد الإيراني غادر المملكة العربية السعودية يوم 19 أبريل/ نيسان الماضي، دون التوقيع على محضر الاتفاق لترتيبات حجاجهم لهذا العام 1437هـ.
ونوهت وزارة الحج والعمرة إلى أنها أوضحت للوفد الإيراني بأنه فيما يتعلق بمنح التأشيرات للحجاج الإيرانيين، فإنه بالإمكان الحصول على تأشيرات الحج إلكترونياً من خلال إدخال بيانات حجاجهم باستخدام النظام الالكتروني الموحد لحجاج الخارج.
وفيما يتعلق بتوقف قدوم المعتمرين الإيرانيين من داخل إيران، قال البيان إن "وزارة الحج والعمرة تود أن تنوه بأن السلطات في المملكة لم تمنع مطلقاً المعتمرين الإيرانيين من القدوم، وأن المنع حدث من قبل الحكومة الإيرانية، إذ يتخذوا ذلك وسيلة من وسائل الضغط المتعددة على حكومة المملكة العربية السعودية".
وأكدت الوزارة أن "السعودية سخّرت كافة الإمكانات المادية والبشرية لخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار لضمان أمنهم وسلامتهم وراحتهم خلال أدائهم مناسك الحج والعمرة ، وأن من قرر منع مواطنيه من هذا الحق فهذا القرار يعود إليه وسيكون مسؤولاً أمام الله وأمام العالم أجمع".
واعتادت المملكة أن تصدر سنوياً، تحذيراً لحجاج إيران من إقامة مراسم يطلقون عليها "البراءة من المشركين".
وإعلان "البراءة من المشركين" هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل، روح الله الخميني، حجاج بيت الله الحرام برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين من خلال ترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل "الموت لأمريكا"و "الموت لإسرائيل"؛ باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.
وإعلان البراءة من المشركين عند الخميني، واجب عبادي سياسي، وهو من أركان فريضة الحج التوحيدية، وواجباتها السياسية التي بدونه "لا يكون الحج صحيحاً".
وطلب الخميني من الحجاج، الإيرانيين وغيرهم المشاركة فيها، و"إطلاق صرخة البراءة من المشركين، والملحدين في جوار بيت التوحيد".
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض 3 يناير/كانون ثان الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة "مشهد" شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجا على إعدام "نمر باقر النمر" رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ"التنظيمات الإرهابية"، السبت 2 من الشهر نفسه.