من قتل مصطفى بدر الدين.. وهل نُقلت جثته الى مكان اخر؟
جو 24 :
سلام الخطيب - أصدر حزب الله اللبناني، السبت، بيانا قال فيه إن قائده العسكري البارز مصطفى بدر الدين قد قتل في قصف مدفعي على يد جماعات مسلحة (تكفيرية) قرب مطار دمشق.
ولم يلمح البيان الى كون القصف المدفعي قد قتل احدا غير القيادي بدر الدين، ما اثار العديد من التساؤلات وخلّف الكثير من العناوين الفضفاضة غير الواضحة والمشككة بصحة قيام الجماعات التكفيرية بعملية القصف، أو ان اطرافا اخرى قامت بتصفية بدر الدين، خاصة وان المفترض بأي قيادي أن يكون برفقة حرس ومقربين منه، كما أن اي قصف مدفعي لا بد ان يخلف العديد من الضحايا المتواجدين في المكان، وتحديد القصف بطريقة يقتل فيها شخص واحد بحد ذاته يعتبر أمرا غير منطقي ولا ترافقه اية معاني للدقة.
العديد من الجهات والخبراء العسكريين أشاروا في تصريحات صحفية إلى أن قتل القيادي بدر الدين كان متعمدا من الحزب نفسه نظرا لوجود انقسامات عديدة بين صفوفه استلزمت تصفية 5 قياديين فيه لهم علاقة بمقتل رفيق الحريري (عرفوا بالصناديق السوداء)، وكان من ضمن الذين تم تصفيتهم عماد مغنية ثم انتهى بالقيادي بدر الدين.
الخبير العسكري والاستراتيجي فايز الدويري اشار إلى احتمالات عديدة قد تكون السبب في مقتل القيادي بدر الدين، كان من تلك الاحتمالات؛ صواريخ من الجو او صواريخ ارض ارض او رماية مدفعية أو عملية حشوة وتفجير عن بعد.
لكن روسيا واسرائيل ودول التحالف نفت وجود طائرت في سماء المنطقة ما يلغي فكرة احتمال ان يكون القصف تم بصواريخ من الجو، اما فيما يتعلق بالاحتمال اثاني والمتمثل بصواريخ ارض ارض، فإن تلك الصواريخ قد تكون قصيرة المدى من الداخل السوري او صواريخ متوسطة المدى من دول الجوار كلبنان واسرائيل اللتان اعلنتا عدم التصعيد في القضية، إضافة الى الاردن البعيد كل البعد عنها، بحسب الدويري.
ويضيف الخبير العسكري الدويري، إن اصابة المبنى الذي كان يتواجد بدر الدين فيه بحسب ما اعلن بيان حزب الله قد يكون ناتجا عن صواريج موجهة تسمى برأس الدبوس، مبينا أن تلك الصواريخ تمتلكها الجماعات المسلحة.
ويبقى الاحتمال الاخير أن تكون العملية ناتجة عن عملية تفجير بحشوة عن بعد، ويبقى الشك والغموض يلف القضية كاملة ، فالطريقة التي تم تصفية القيادي بدر الدين فيها لا زالت ضبابية وقد يكون من المتواطئين فيها النظام الايراني نفسه او غيره للتخلص من بدر الدين نتيجة خلافات متصاعدة بين صفوف حزب الله.
وبحسب ما اشار الدويري لـJo24، فإنه لا يمكن الجزم أن تكون عملية القتل قد حصلت داخل المبنى القريب من مطار دمشق، لافتا إلى أن احتمالا واردا يدلل على مقتل القيادي في مكان اخر ثم القيام بنقله إلى مكان الانفجار بنية تصفيته، بحيث يكون ذلك الانفجار مجرد تغطية على عملية أخرى.
الواضح ان مقتل بدر الدين سيظل لغزا كما هو كثير من حوادث قتل واغتيال السياسيين والقادة العسكريين، خاصة في ظل ظهور رواية اعلامية تخالف بيان حزب الله الرسمي وتقول ان بدر الدين قُتل رفقة اخرين من حرسه والمقربين.