التفكير بالطعام يجعلك تأكل أقل!
يفكر الكثير من الناس بطرق مختلفة لتخفيف وزنهم والتقليل من الطعام، وفي حين يسود اعتقاد أن المعدة هي العامل الأساسي فيما يخص عادات الأكل، وزيادة الوزن، أو نقصانه، يقول د. آلان كاستل، الباحث في علم النفس الذهني بجامعة كاليفورنيا الأميركية، إن الذاكرة هي عامل أساسي بالتحكم في الأكل.
قد يبدو هذا غريباً للوهلة الأولى، لكن وفقاً لكاستل فإن التفكير بوجبة الطعام التالية، أو تذكر وجبة الطعام التي تناولتها سابقاً، يخفف من احتمال تناولك للوجبات الخفيفة، التي تسهم إلى حد كبير بالإخلال بنظامك الغذائي.
ففي مقال نشر له بصحيفة "سايكولوجي توداي" العلمية، يقول د. كاستل إننا لا نأكل عندما نكون جائعين، بل عندما نشتم رائحة زكية، أو لأننا نشاهد التلفاز، أو لعبة ما، أو استجابة لدعوة صديق لتناول وجبة خفيفة.
وهنا يضيف أن الذاكرة تستطيع توجيهنا عندما نأكل، فإذا لم تعمل الذاكرة بشكل جيد نميل لأن نأكل أكثر، ففي دراسة جديدة وجد أن المصابين بفقدان ذاكرة من نوع معين "ينسون" أنهم تناولوا وجبة الغداء، وبالتالي يأكلون مرة أخرى بعد 10-20 دقيقة من الوجبة الأولى.
كيف تجلعنا الذاكرة نأكل أقل؟
يقول د. كاستل إن تخيّل الوجبة الأخيرة التي تناولتها، ومذاق الطعام اللذيذ الذي جربته، لا يسبب لك الجوع كما تظن الغالبية، بل على العكس يجعلك تأكل أقل، وقد أثبت ذلك عن طريق تجربة أجريت على مجموعة من الناس، طلب منهم تذكر الطعام الذي تناولوه والحديث عنه، ومجموعة أخرى لم يطلب منها ذلك، ومن النتائج تبين أن المجموعة التي لم تتحدث عن طعامها تناولت الوجبات الجانبية والمسليات أكثر من المجموعة التي استحضرت.
وليس تذكر الوجبات السابقة فحسب يساعد على تقليل الطعام، بل التفكير في الوجبة التالية أيضاً، توقيتها وشكلها ونوعها والمكان الذي ستؤكل فيه، يتسبب في تقليل الرغبة الآنية بتناول الطعام أو المسليات؛ وذلك لأن نوعي التفكير بالماضي والمستقبل يحفزان ذات المناطق في الدماغ.
في كل الأحوال، بحسب د. كاستل، فإن الآلية المحددة، والمسببات المباشرة لهذا التأثير غير واضحة حتى الآن، لكن التجارب أثبتت أن التفكير في الطعام، وإن كان قد يجعلك تظن نفسك جائعاً، إلا أنه لا يدفعك لتناول الطعام فوراً، لكن السبب غير متعلق بإدراك الإنسان ورغبته في أن يكون أكثر انتباهاً لصحته، لأن نفس الدراسة أجريت على نفس المجموعات، وطلب منها التفكير في عامل آخر مهم للصحة البدنية والوزن، وهو التدريب الرياضي، لكن التفكير فيه لم يغير من عاداتهم الأكلية، فمن فكر بالتمرينات الرياضية التي عليه القيام بها لاحقاً تناول المسليات تماماً كالذي لم يفكر أبداً، وكالذي فكر في التمرينات الرياضية التي مارسها في السابق.
(الخليج)