مخاوف ومصالح تفرض مفهوم "أسحج لأعيش" بديلا عن "الولاء والانتماء"
كتب أنس ضمرة
"اسحج لاعيش" هي صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، البعض يقرأ في اسمها شيئا من المبالغة او ما يسمى بالمعارضة المفرطة، الا أن شوارع وأزقة المملكة تقول شيئا آخرا.
صور ويافطات وشعارات جميعها تحمل كلمات "الولاء والانتماء"، معلقة امام معظم المحلات التجارية لغايات الدعاية، حيث يمكن لصاحب المحل نصب او تعليق اية يافطة في اي مكان دون اذن مسبق من امانة عمان او البلديات ودون دفع أية تكاليف في حال تضمنت عبارات "الولاء" للترويج لمحله.
ولكن الملفت انه عند سؤالك لاحد اصحاب المحلات الذين علقوا مثل هذه اليافطات يأتيك الجواب بأن تعليق هذه اليافطة يعود لحسابات خاصة ولا علاقة له "بالولاء او الانتماء"، حيث يظن البعض أن الاجهزة الامنية تسجل نقاطا لمن يرفع مثل هذه اليافطات، ويحصل صاحب المحل على تسهيلات كبرى عند إجرائه لأية معاملة حكومية.
كما أن هناك من استغل ذات الطريقة للترويج لنفسه قبيل اجراء الانتخابات المرتقبة، وعلق في شوارع المملكة يافطات تحمل صورا للملك وولي العهد وتهاني بحلول العيد للترويج لاسم المرشح فلان الفلاني.
واخرون استغلوا تعليق صور الملك على سياراتهم وعند سؤالك لهم يقول " لزقها واذا تخالفت انا بدفعلك مخالفتك" في اشارة الى أن صورة الملك المعلقة على الزجاج الخلفي للسيارة تقلل نسبة التعرض لمخالفة سير.
صور الملك وولي عهده او الاسرة المالكة اصبحت تستخدم لتسير الاعمال وتحمل كلمات "الولاء والانتماء"، اي ولاء هذا الذي يستغل فيه صور الملك للدعاية او للترويج لاحد المرشحين القادمين ؟ اي أنتماء هذا الذي اصبح فيه المواطن يعلق صور الملك خوفا من الاجهزة الامنية ولتسجيل نقاط لديهم لتسير اعماله ؟!
تعليق هذه اليافطات لم يكن في معظم حالاته نتيجة مشاعر "الولاء والانتماء"، بل بسبب فكرة غريبة مفادها: "أسحج لأعيش".