عوائق تعترض إنتشار السيارات ذاتية القيادة
لم تعد السيارات ذاتية القيادة مجرّد فكرة للمستقبل، فشركات رائدة قالت إنها ستطرح قريباً سيارات ذاتية القيادة، وأخرى ما زالت تعمل على تطوير هذا النوع من السيارات بالإعتماد على التقنيات التكنولوجية الحديثة.كشف تقرير لشركة "BI Intelligence" أنّ الوضع الراهن للسيارات ذاتية القيادة يوفّر تحليلاً معمّقاً لكيفية تطويرها في السنوات الخمس المقبلة، لتجنّب العقبات التي تعترض طريق وصولها إلى السوق.
تصنيفها وميزاتها
وبحسب التقرير، إنّ السيارة الذاتية القيادة هي أيّة سيارة تضمّ ميزات تمكّنها من الإسراع واستخدام الفرامل وتوجيه مسار السيارة من دون أي تفاعل من قبل السائق أو بتفاعل محدود منه. وتنقسم السيارات ذاتية القيادة إلى فئتين، نصف آلية (Half Automated) وآلية بالكامل (Fully Automated).
وتُعدّ السيارة ذاتية القيادة آلية بالكامل إذا كانت تستطيع القيادة من نقطة A إلى نقطة B متخطية كلّ السيناريوهات الواقعية التي يمكن مواجهتها على الطريق من دون الحاجة إلى أي تفاعل من قبل السائق. وستنطلق هذه الفئة في العام 2020، ومن المتوقع أن تتوافر 10 ملايين سيارة بهذا المفهوم للقيادة الذاتية في نهاية العام المذكور.
وبدورها، تنقسم السيارات الآلية بالكامل إلى سيارات مشغلة بواسطة المستخدم وسيارات من دون سائق. ونظراً الى مسائل متعلقة بالقوانين والتأمين، ستطرح السيارات الآلية بالكامل المشغَّلة بواسطة المستخدم في السنوات الخمس المقبلة، في حين أنّ الأسواق لن ترى السيارات من دون سائق في المستقبل القريب.
وذكر التقرير أنّ الهدف من السيارات ذاتية القيادة، رفع مستوى السلامة على الأشخاص والحدّ من الحوادث. ومن المتوقع أن يشهد العالم حالات وفاة أقل بين العام 2016 و2030 بفضل السيارات ذاتية القيادة.
أبرز العوائق
وأشار التقرير الى أنّ أبرز العوائق التي لا تزال تعترض انتشار هذا النوع من السيارات هو تكلفتها الباهظة، وغياب وضع قوانين واضحة بشأن بعض ميزات السيارات ذاتية القيادة قبل إصدار السيارات في الأسواق.
وذكر التقرير 5 مشاكل يجب أن تحلّ قبل أن تنتشر سيارات القيادة الذاتية في الطرقات، وهي:
- برمجيات أفضل تعمل لفترة طويلة من دون أعطال وانهيار الكفاءة أو انخفاضها، لأنّ أخطاء كهذه ستكون قاتلة في السيارة الذاتية القيادة. مع العلم أنه لا توجد عملية حالية لتطوير برمجيات آمنة وكفوءة الى هذا الحد.
- خرائط أفضل، لأنه في الوقت الحاضر تبدو السيارات ذاتية القيادة أنها تعمل بشكل مستمر على الطرقات الفارغة، وتسير على طرقات خالية من الحواجز كالسيارات والمشاة.
- حسّاسات قادرة على تمييز كل شيء على الطريق. فالتقنيات الحالية لا تسمح للسيارة أن تكتشف حفرة أو مسماراً على الطريق أمامها مباشرة، بينما قد تطير ورقة من حقيبة على الطريق السريع وتكون واضحة جداً للحساسات وتتسبّب بكبح السيارة وتعرّض الركاب للخطر.
- إتصال متطور، لأنّ السيارات بلا سائق ستحتاج لطرق أفضل للتواصل مع السيارات الأخرى التي تسير بجانبها. كما ستحتاج هذه السيارات لأن تعدّل وضعها بمرونة بالنسبة للسيارات على الطريق نفسه. لكن حتى الآن فالتواصل بين السيارات ذات القيادة الذاتية ما زال ضعيفاً.
- أخذ قرار نهائي، مثل الانحراف لليمين أو اليسار لمساعدة أشخاص تعرضوا لحادث سير مثلاً. وهذا النوع من المعضلات يتطلّب برمجيات خاصة في هذه السيارات لتكون قادرة على استيعاب ما يحصل، وبالتالي أخذ قرار نهائي لوحدها.
(شادي عواد - الجمهورية)