اعترافات الطراونة..!!
يقول رئيس الجامعة الاردنية الجديد الدكتور اخليف الطراونة ان الجامعة الاردنية- التي تحقق في كل عام المركز الأول محليا حسب التصنيفات العالمية الرصينة- لم تحقق معايير الجودة محليا دون أن يشير إلى ما هي هذه المعايير. وإذا كانت الجامعة الأم والأولى محليا والوحيدة التي لا تعاني من مشاكل مالية لا تحقق معايير الجودة ، فما هو حال الجامعات الأخرى؟! ربما امتلك الرئيس الجديد الجرأة على الاعتراف بحقيقة مرة وهو أمر لم يقدم عليه غيره من رؤساء الجامعات التي تعاني من ذات المشكلة وأكثر.
سبق الدكتور اخليف الطراونة عدد من رؤساء الجامعة الاردنية في ابداء نفس الملاحظة وبعضهم كان أكثر شراسة في نقده لأداء الجامعة ومخرجاتها الأكاديمية وحتى الطريقة التي يعين بها رئيس الجامعة، وبعضهم وضع خطط طموحة للارتقاء بالجامعة، ونذكر هنا الدكتور خالد الكركي وخطاب التخريج الناري الذي انتقد فيه العملية الأكاديمية برمتها بعد أن تيقن أن المخرجات هي أقل بكثير من إمكانات الجامعة الحقيقية.
يسجل للرئيس الجديد- الذي سبب تعيينه استياء لدى عدد من أعضاء الهيئة التدريسية- أنه تنبه لهذه الحقيقة مبكرا، لكن ما زلنا كمراقبين ننتظر الاستراتيجية التي في جعبته للخروج من المأزق، الأكاديمي في الجامعة الأهم محليا ،إذ لا يكفي الاحساس بوجود المشكلة لأن من سبقه توصلوا لذات النتيجة دون أي يحدثوا التغيير المنشود.
عدد من أعضاء هيئة التدريس يرى أن المشكلة هي أن الادارات الجامعية مرعوبة وغير مستقلة، والذي عيّن الرئيس يستطيع أن يتخلص منه بدماء بارده إن اظهر الرئيس أي استقلالية لخدمة تطوير الجامعة كما يريد الرئيس.
لذلك يكتفي عدد من رؤساء الجامعة باثارة القضية اعلاميا لكن دون أن يتمكن أي منهم من الموائمة بين الهدف المنشود والوسيلة المتاحة.
تطوير الجامعة يحتاج لإرادة سياسية وأولوية وطنية لاحداث التغيير المطلوب، فالقضية على أهميتها لا يستطيع أي رئيس جامعة بمفرده أن يقوم بها، فقد شهدت الجامعة رؤساء جامعات لا يشق لهم غبار ومع ذلك لم يتمكنوا من احداث النقلة لأن القضية أكبر بكثير من النوايا الطيبة التي عادة ما يأتي بها كل رئيس جديد، فالرئيس أخليف الطراونة يمتلك نوايا طيبة للتطوير لكن فن القيادة والإدارة يحتاج إلى موائمة بين الاهداف والامكانات آخذين الحسبان أن هناك ظروفا موضوعية لا تسمح بتبلور فن القيادة والادارة، وللحديث بقية.