الأمم المتحدة تحظر الفروض المنزلية
جو 24 :
أنفقت البشرية مئات السنين لتعليم أشياء جديدة، وتحقيق التعايش بشكل أفضل. ليبقى هناك مسألة واحدة تزعج الطلاب ألا وهي الالتزام بالواجبات المنزلية بعد المدرسة. ولذلك، طالبت منظمة الصحة العالمية (WHO)، من خلال ممثليها في الأمم المتحدة، بالتخلص من الفروض المنزلية وإلغائها من جميع النظم التعليمية المعروفة.
يقول هاريس كوبر، أبرز الأساتذة من جامعة ديوك،: "نحن لم نحصل على أدلة تفيد بأن الواجبات المنزلية تسمح للأطفال بأن يكونوا تلامذة أفضل". ويرجع ذلك، إلى أنه منذ عام 1989، أظهرت مجموعة من الدراسات أن الطلاب يفهمون أكثر #الأعمال_التطبيقية التي يقومون بها في الصف. في حين أنَّ الواجبات المنزلية والتمارين التي تُعطى لحلِّها في المنزل تسلبهم وقتهم الثمين حارمةً إياهم من القيام بأنشطة أخرى مهمة لتنميتها.
بدوره، يؤكد الأستاذ إيتا كرالوفيك، من جامعة أريزونا، نتائج الاستطلاع بأن "الواجبات التي يعطيها المعلمون لطلابهم لا تنفع". وقد أجريت تجارب مختلفة فتبين أنَّ الطلاب الذين يمضون ساعة في اليوم على الواجبات المنزلية أداؤهم أفضل من أولئك الذين يكرسون أربع ساعات. وهذا يعني أن الطالب يفقد ما يقرب من ثلاث ساعات يومياً من وقته، فلا يمكنه حينها التمتع بغيرها من الأنشطة.
ويقول خبراء آخرون إن الواجبات المنزلية تؤثر في الحالة المزاجية للطلاب، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالأطفال. كما ينبغي النظر إلى الدراسة على أنها نشاط ممتع يساهم في تعلم أشياء جديدة تولِّد الفائدة. وغالباً ما تزيد هذه الفروض المنزلية من نفور الطالب، وتنعكس على تحصيله العلمي إذ يشعرون بأنَّ لديهم سنوات طوال عليهم تكريسها في العمل الجاد، ما يجعلهم يرفضون كل المعرفة.
وهناك سبب آخر يفرض إلغاء الواجبات المنزلية وهو أنها تعزز التبعية وضعف الطلاب. ففي الواقع، يلجأ الطلاب إلى مساعدة أهلهم في الواجبات المنزلية، فيضطر لاحقاً الأهل إجراء الفروض لا أبناؤهم في الغالب. وبطبيعة الحال، يحتاج الأطفال إلى مساعدة من والديهم، ولكن غالباً ما تؤدي هذه المساعدة في النهاية إلى صراع. فيفقد الطفل مفهوم المسؤولية ويعتبر الواجبات المنزلية كنوع من العقاب من الوالدين.
ويجب ألا ننسى المعاملة الكلاسيكية أو المقايضة حيث يقال للطفل: "إذا لم تنجز فروضك المدرسية لن تكون قادراً على اللعب مع الجيران".
وفي النهاية، عندما ستختفي الفروض المنزلية، سيشعر الطلاب بمزيد من الحماسة والفرح خلال ذهابهم إلى المدرسة كل يوم.