نقصان الزنك مسبب رئيسي للالتهـاب وتساقـط الشـعر
رزان المجالي - للمعادن شأن كبير في دوام حياة الإنسان ، كون جسمه يتركب من عناصر مختلفة من معادن وأشباه معادن ، فهي تملك فوائد مختلفة ووظائف حيوية متعددة ورئيسية في التمثيل الغذائي في الجسم، والتوازن المائي، وصحة العظام وغيرها الكثير من الفوائد المهمة، ومن بين هذه المعادن يبرز عنصر فعال، نقصه يؤدي لمشاكل صحية سواء للأطفال أو البالغين وهو الزنك.
في دراسة علمية أردنية جديدة وتعد الأولى من نوعها على مستوى العالم ،التي نوقشت في المؤتمر الطبي العالمي السابع المخصص لطب وتغذية الاطفال نجح الطبيب أمجد الطراونة في بيان أثر نقص الزنك الحاد على مناعة الأطفال وهذه تعد سابقة جديدة حيث لا دراسات طبية سبقت الى تحديد العلاقة السببية بين نقص الزنك الحاد في الدم وبين نقص مناعة الاطفال والتهاب الرئة المتكرر الذي قد يصل الى اربع مرات في الموسم وسقوط الشعر اضافة الى الخمول العام والانهاك الشديد لدى الاطفال. من المعروف أن عنصر الزنك يلعب دوراً هاماً بالنسبة للمناعة ولكن ما كان جديدا هو التنبه الذي تحمله هذه الدراسة إلى العلاقة بين نقصه وتساقط الشعر عندهم بالاضافة لحدوث الالتهابات المتكررة كل شهر.
تحدث الطبيب الطراونة لابواب قائلا:»إن موضوع البحث المشترك الذي اجراه مع الدكتوره ختام الرفوع هو الاول من نوعه عالميا حيث شملت عينة الدراسة 70 طفلا واستمرت الدراسة لمدة ثلاث سنوات. تبين من خلالها أن غياب التغذية الصحية المتوازنة كان لها الاثر الاكبر في نقص الزنك الحاد في الدم، واثبتت الدراسة ان علاج معظم مشكلات الاطفال الصحية مرتبط بنسبة الزنك في الدم حيث ان الوجود المتوازن له يقوي المناعة ويعيد نمو الشعر المتساقط لدى الاطفال والحد بشكل كبير من التهابات الجهاز التنفسي والهضمي، مشيرا إلى ان الدراسة هي سبق اردني طبي اعتمده المؤتمر العالمي لطب وتغذية الاطفال ضمن معايير بحثية عالمية المستوى. خاصة أن نظرية البحث غير مسبوقة طبياً على مستوى العالم من حيث اثبات العلاقة السببيه بين نقص الزنك وعدة امراض تصيب الاطفال»
وتكمن فوائد الزّنك بقدرتها على زيادة المناعة و مقاومة الجسم للأمراض ، تنظيم انقباض العضلات، بناء الخلايا و تنشيط عملية الأيض، و التئام الجروح و الحروق ، المحافظة على حاسّة الشم ، و المحافظة على مستوى السّكر بالدّم . و ربما كان أكثر أدوار الزنك أهمية هو دوره في تصنيع الأحماض النووية R N A و D N A ، وهي ضرورية لانقسام وإصلاح ونمو الخلية، وبالتالي فالزنك ضروري للتكاثر والنمو.
أول 1000 يوم من الحياة
تثار هذه الأيام مسألة عالمية جديرة بالاهتمام، تعطي أهمية بالغة لفترة الطفولة الأولى كمكون رئيسي ومؤثر قوي على مراحل الحياة المتعاقبة. فأول ألف يوم من حياة الانسان تبدو اللبنة الأولى الأساسية والتي تؤثر على سائر حياته الصحية وتؤثر على تطور الأمراض عنده في مرحلة البلوغ . ويقول الطبيب الطراونة الحائزعلى المركز الثاني ضمن أهم الأبحاث الطبية العالمية :» أن هذه الفترة والتي تبدأ من المرحلة الجنينية ولغاية عمر السنتين وهي تقارب 1000 يوم تملك تأثيرا على تكون امراض مختلفة ، فمن الاصابة بالسكري أو التعرض للنوبات القلبية والضغط أو حتى الصحة العقلية ونقص الذكاء ، فاغلب ذلك يتأثر بهذه الفترة الحساسة من الحياة.»
يضيف»هذه الفترة تمثل نافذة مهمة تمهد الطريق للتنمية العقلية للشخص وصحته مدى الحياة. والضمان الصحيح لهذه الفترة المهمة لتكون صحية بقدر كافٍ هي التغذية الصحية السليمة، وهي تعد لبنةً حاسمة لنمو جسم الطفل وتطور الدماغ وصحة جهاز المناعة ايضاً. وليس هناك فترة أخرى من حياة الشخص لها ذلك التأثير كما لهذه الفترة وهي أول 1000يوم.»
واجب الأمهات في هذه الفترة الأولى
كما ذكرنا قبل فإن هذه الفترة تشمل الحياة في الرحم، حيث يتغذى الجنين من غذاء الأم لذا فعليها اتباع نظام غذائي كافٍ بالمغذيات الضرورية يشمل القدر الأكبر منه على الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة مع تجنب الزيادة في كميات السكر والملح والتركيز على تناول حمض الفوليك والذي يقي الجنين من تشوهات محتملة خاصة عند كبر عمر الأم. والأهم من ذلك تجنب التدخين والكحول حيث ان تأثيرهما ينتقل مؤكدا للجنين.
وتؤثر تغذية الام بشكل كبير على وزن الجنين وكفاءة عمل المشيمة والتي بدورها تزود الطفل بالغذاء اللازم فترة التسعة أشهر. كما أن ممارسة عادة التدخين وتعرض الأم للتوتر النفسي تحمل تأثيرا سلبيا على صحته على المدى الطويل.
ويوصي «الطراونة « الأهل بضرورة مراقبة عدد مرات اصابة ابنائهم بالالتهابات المتكررة في الشهر الواحد سواء في الجهاز التنفسي او في الامعاء وكذلك سقوط الشعر وظهور الحبوب على الجلد والتي ترتبط غالبا بنقص الزنك. كما على الامهات التي يرضعن رضاعة طبيعية من الحرص على تناول غذاء صحي يحتوي على الزنك، لان نقصه عندهن ينتقل إلى الرضيع مسببا له المشكلات الصحية التي ذكرت سابقا.
وكانت دراسات عديدة سابقة قد بينت علاقة واضحة بين انخفاض مستوى الزنك و المشاكل التي تحدث أثناء الحمل وكذلك الإجهاض والعيوب الخلقية. ولقد أوضحت الدراسات أن مستوى الزنك منخفض ظهر عند الأطفال الذين يعانون من عدم انتظام النمو وفقدان حاسة التذوق وفقدان الشهية.الراي