2024-12-24 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

مفاجأة.. روائية عراقية: كنت على متن الطائرة المنكوبة

مفاجأة.. روائية عراقية: كنت على متن الطائرة المنكوبة
جو 24 :

أكدت الصحفية الروائية العراقية إنعام كجه جي، أنها استقلت نفس الطائرة في نفس اليوم خلال رحلتها من القاهرة إلى فرنسا، وأنها لم تكن تعلم أن الطائرةستغرق بعد ساعات قلائل.

وقالت "كجه جي"، في مقالها بصحيفة "الشروق الأوسط": دخلت الطائرة مرهقة لكنني أشعر بالأمان، واستمعت إلى المضيفة وهيتلقيبالصوت والحركة ما يجب فعله عند حالات الطوارئ، تعليمات سبق أن استمعت إليها عشرات المرات لكننيتوقفت، هذه المرة، عند تفصيل يخص مصباح الإنارة الموجود فى سترة النجاة، وهو مصباح صغير موجود على الكتف يُضاء بسحب شريط يتدلى منه، وقيل لنا إن الشريط لا يُسحب إلا حين يكون الراكب وسط أمواج البحر لكييستدل عليه المسعفون.

وإلى نص مقالها:

كم مرة استخدمت فى حياتيالصحفية صفة "الطائرة المنكوبة"؟ لم أكن أحبها،وكنت أتحايل وألتف عليها بغيرها: الطائرة التى سقطت فيالبحر، أو التياختفت من شاشة الرادار، أو الجاريالبحث عنها، أو التى تحطمت على فندق صغير فى ضواحى باريس بعد دقائق من إقلاعها، مثلما حصل وأنا أغطيحادث سقوط "الكونكورد"، عام 2000م.

إن مفردة النكبة تخاطب ذكرى سيئة فيقاموسنا السياسيالعربي،ومع هذا، أجد هذه الصفة تفرض نفسها على عبارتي، وأنا أكتب عن الطائرة المصرية التيتعرضت لحادث مؤلم قبل أيام،إنها نكبة على السياحة المصرية، وعلى أرزاق المصريين، وعلى كل ما تعنيه مصر لنا كعرب.

عدت من القاهرة مساء الأربعاء على متن رحلة مصر للطيران رقم 803، ووصلنا باريس، بالسلامة، فيحدود العاشرة ليلاً، مع تأخير طفيف،ونمت متأخرة واستيقظت مبكرة، صباح الخميس، على خبر فقدان الطائرة نفسها، وهيفيرحلة عودتها إلى القاهرة رقم 804،ثم بدأ الهاتف يرنابنى وابنتى يريدان الاطمئنان، رغم علمهما بأننى كنت آتية من مصر، تلك الليلة، لا ذاهبة إليها.

طوال النهار لم تفارقنيوجوه طاقم المضيفين والمضيفات، خصوصًاتلك التى كانت ترحب بالمسافرين باللغة الإنجليزية من مكبر الصوت، وقد مازحتها فيما بعد، وتحدثنا وضحكنا طويلاً، ماذا حدث بعد ذلك؟ هل واصلت عملها الدؤوب وساهمت فى تهيئة الطائرة لاستقبال وجبة جديدة من المسافرين، ورحبت بهم بالطريقة ذاتها، ثم سحبها القدر، مع ابتسامتها الحلوة، إلى أعماق البحر؟ نسمع من خبراء الطيران أن الفترة المقررة لتوقف هذا النوع من الطائرات وتهيئتها لرحلة جديدة يجب ألا تتجاوز الساعة ونصف الساعة، لكى يكون الخط الملاحيمربحاً ويغطى تكاليفه.

طلب موظفو الأمن فيمطار القاهرة من السيدات خلع نعالهن المفتوحة والمسطحة، رغم أنها مكشوفة لا تخفيالأقدام، وهو إجراء تتغاضى عنه مطارات أوروبية وأمريكية، وتكتفيبتمرير الأحذية المغلقة على حزام الفحص بالأشعة، كما طلبوا خلع سترات المسافرين من الجنسين، وهو طلب يجرى العمل به منذ أحداث الحاديعشر من سبتمبر المشؤوم، ومَن كانت تتحرج من خلع معطفها "الشرعي"أو سترتها لتمريرها على جهاز الفحص فإن هناك موظفة تتولى تفتيشها فى غرفة جانبية، وبعد أن مرت الحقائب كلها والمعاطف والأحذية على الجهاز عند مدخل المطار، فإن التفتيش الضوئيتكرر قبل ركوب الطائرة، ولم يكتف موظف الأمن بذلك، بل طلب فتح الحقيبة الصغيرة، وتفحص محتوياتها، ودقق المشتريات التيقمت بها من السوق الحرة، وتأكد من تطابق مواصفاتها مع إيصال البيع.

دخلت الطائرة مرهقة لكننيأشعر بالأمان، واستمعت إلى المضيفة وهيتلقيبالصوت والحركة ما يجب فعله عند حالات الطوارئ، تعليمات سبق أن استمعت إليها عشرات المرات لكننى توقفت، هذه المرة، عند تفصيل يخص مصباح الإنارة الموجود فى سترة النجاة، وهو مصباح صغير موجود على الكتف يُضاء بسحب شريط يتدلى منه، وقيل لنا إن الشريط لا يُسحب إلا حين يكون الراكب وسط أمواج البحر لكييستدل عليه المسعفون، يا ساتر يا رب، وتطلعت إلى السيدة الحامل الجالسة فيالصف المجاور ومعها طفلان صغيران، ولم ألمح علامة قلق على وجهها، إنها نعمة الجهل بالآتي، وبأن طائرتنا هذه ذاتها ستغرق بعد ساعات قلائل.

أقول لنفسى إن الحياة والموت دولاب حظ، أقول إنه دعاء الوالدة يسورنيمن الآخرة، أو لعله ذلك الصوت الطيب الذيهتف ليقبل السفر بدقائق، وتمنى ليالسلامة، رحم الله ضحايا الطائرة، ووهب أهاليهم السلوى

 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير