وثيقة شرف لعدم زراعة أية محاصيل خلال العام المقبل.. ومزارعون يتجهون للماريجوانا
جو 24 :
* 400 مزارع يعلنون بيع أراضيهم
* تخوفات من هجرة مليون ونصف عامل في القطاع الزراعي
* 13 الف مزارع ملاحق قضائيا بقضايا شيكات
* الماريجوانا والحشيش البديل الافضل للمزارعين لتلافي مزيد من الخسائر
سلام الخطيب - أعلن عاملون في القطاع الزراعي استسلامهم للانتكاسات والضربات التي تعرضوا لها وتلقوها طيلة أربع سنوات مضت ودون أن تحرك الحكومة ساكنا، ودخل المزارعون حالة عزلة غير مسبوقة قد تنتهي بانفجار ليس من صالح الدولة بحسب ما وصفه رئيس اتحاد مزارعي وادي الاردن، عدنان الخدام، "فقوت المواطن سيبقى الخط الاحمر الذي لن يسمح لكائن كان الاقتراب منه".
الماريجوانا والحشيش البديل الافضل
تحديات القطاع الزراعي والمشكلات التي تواجهه لم تقتصر على الخسائر الفادحة التي لحقت بالمزارعين، بل جعلت البعض منهم يتجه نحو مناح غير اخلاقية لتلافي الخسائر المتلاحقة، وكان من ابرز تلك المناحي؛ زراعة الماريجوانا والحشيش كبديل عن المحاصيل الزراعية، والذي من شأنه التخفيف ولو بجزء بسيط من العبء الذي يقع على كاهل المزارعين.
الارقام التي كشف عنها رئيس اتحاد مزارعي وادي الاردن، عدنان الخدام، بينت أن أكثر من 13 الف مزارع ملاحقين قضائيا ومهددين بالسجون نتيجة الالتزامات المالية والديون المتراكمة عليهم، إضافة إلى القبض على بعض من اولئك الذين تاجروا بالحشيش والماريجوانا.
تخوفات من هجرة مليون ونصف عامل
في الوقت الذي يعمل فيه أكثر من 3.5 مليون عامل في خدمة القطاع الزراعي في الاردن، خاصة في ظل الانتكاسات المستمرة في القطاع، تخوف الخدام من هجرة مليون ونصف المليون من اولئك العاملين في القطاع، الأمر الذي من شأنه ايقاف العمل في الزراعة وبالتالي وقف عجلة الاقتصاد التي هي ركيزة اساسية من ركائز النهوض بالدولة، وعلى سبيل المثال لا الحصر تقدم كندا 50 دولارا عن كل دونم يملكه المواطن الكندي من اجل دعمه ومساعدته بالاستمرار في العمل والنهوض بالقطاع الزراعي كونه اساس الاقتصاد وسلة الغذاء الاولى في كندا، لكن ما نراه في الاردن أن القطاع الزراعي واحد من اكثر القطاعات التي باتت تتعرض لتهميش متعمد واهمال واضح وضوح الشمس، ناهيك عن الفشل الحكومي في معالجة مشاكله المتراكمة.
المسّ بسلّة الغذاء الاردني لن يترك مجالا أمام قنبلة الصمت الحائمة بين أكفّ المزارعين خيارا الا الانفجار، ولن يكون الوقت طويلا بحسب ما أكد خدام لـJo24، "فالانسان اذا ما فقد قوته فإنه بالتأكيد سيفقد السيطرة على عقله"!
اجراءات غير مسبوقة !
مزارعو الاردن لم يتركوا بابا يساعد في حل مشكلتهم إلا وطرقوه، لكن الطرقة المقبلة ستكون أكثر تأثيرا من سابقاتها، فاتحاد المزارعين يتوعد باجراءات غير مسبوقة ستبدأ بتوقيع وثيقة شرف تتضمن عدم زراعة اية محاصيل زراعية خلال العام المقبل، إضافة إلى نية 400 مزارع بيع اراضيهم لمن يرغب بالشراء سواء أكان ذلك محليا أم خارجيا.
الواضح أن الحكومة لا تساهم بتقديم أدنى درجات المساعدة ولو على صعيد النصح والارشاد، في حل مشاكل المزارعين، حتى وصلت إلى مواصيل من شأنها تهديد الأمن المجتمعي وتشريد الاسر وربما استغلال المزارعين من قبل جماعات متطرفة.
قانون التسويق الزراعي غائب
ورغم وجود قانون للتسويق الزراعي في هيئة وزارة الزراعة، إلا انها لم تطبقه على الاطلاق وفق ما اشار عضو نقابة تجار ومصدري الخضار والفواكه بسام ابو جابر، مبينا أن ذلك القانون من شأنه أخذ القطاع الزراعي إلى منحى يساعد في نهوضه وقوته.
عجلة الاقتصاد بحسب ما قال ابو جابر لجو24، قد تتعرض للانهيار في اي لحظة بعد عزوف العديد من المزارعين عن الزراعة، وتوجههم للتوقف عن العمل، نتيجة عدم قدرتهم على تغطية مصاريفهم العالية.
الواضح أن عداد عمر القطاع الزراعي وصل إلى مراحله الأخيرة، والحكومة هي الجهة الاولى التي يقع على عاتقها همّ المزارع الاردني والحفاظ على المصدر الرئيس في الاقتصاد الوطني، ويبدو أن الآوان قد آن للحكومة لتعير انتباهها لسلة غذاء المواطن الاردني لتفادي أي مكروه قد يحصل مستقبلا في الدولة لا سمح الله.