دروس يجب أن لا ينساها زيدان في نهائي ميلانو
موسم ناجح أو موسم سيء، لا يوجد حل وسط بالنسبة للمدرب الفرنسي زين الدين زيدان في نهائي دوري أبطال أوروبا، فإما أن يحقق اللقب وينضم إلى قائمة المجد بتتويجه بطلاً لاوروبا كلاعب ومساعد لمدرب ثم مدرب، أو يكتفي بالتحسر على ضياع لقبين ناضل حتى اللحظة الأخيرة لتحقيقهم لكنه أخفق في مسعاه، الدوري الاسباني ثم دوري الأبطال.
الظفر بلقب دوري الأبطال كفيل بأن يجعل موسم ريال مدريد ناجحاً وتجربة زيدان مثالية، لكن ذلك مرهون بتقديم مباراة مثالية من قبل الفريق الأبيض مع الاتعاظ من دروس خمسة في غاية الأهمية.
1- انخفاض التركيز أو الروح القتالية لنصف دقيقة في أداء الواجب الدفاعي يرفع من احتمال تلقي الهدف. في مواجهة الليجا قبل شهرين في سانتياجو برنابيو لم يخلق أتلتيكو فرص حقيقية في الشوط الأول باستثناء تسديدة جريزمان، لكن في الشوط الثاني وأثناء انخفاض تركيز مودريتش سرقت منه الكرة ومع تباطؤ شديد من كروس في العودة تمكن جريزمان من التسديد بأريحية من عمق منطقة الجزء وتسجيل هدف، نصف دقيقة من انعدام التركيز والرغبة تسببت بهدف في مرمى الفريق.
في الحقيقة هذا الدرس يجب أن يتعلم منه لاعبو ريال مدريد بالدرجة الأولى، لكن حتى يتعلموه يجب أن يكرره زيدان على مسامعهم كثيراً، التركيز والروح القتالية في أسلوب جماعي منضبط يجب أن يستمر طوال اللقاء.
2- أتلتيكو مدريد يلعب كرة القدم على أخطاء الخصم. هي تباع للنقطة الأولى، أي خطأ فردي أو جماعي في التفاهم أو التمركز على أرض الملعب سيرفع من فرصة اتلتيكو في تسجيل الأهداف لأنه فريق يعرف جيداً كيف يستغل أخطاء الخصم، بمعنى أصح، اجعل أخطاءك نادرة وحينها لن يشكل أتلتيكو خطورة على مرماك.
3- الاندفاع المبالغ به نحو الهجوم يعد انتحار خصوصاً ضد الفرق التي تجيد بناء الهجمات المرتدة بسرعة في ظل عدم وصول ريال مدريد إلى العقلية المثالية التي تمكنه من الارتداد بسرعة بالغة لمساندة قلبي الدفاع المتمركزين لوحدهم في الخلف. مباريات عديدة عانى منها زيدان من تلقي الأهداف أثناء اندفاع ثمانية لاعبين من فريقه نحو ملعب الخصم وأهمها مواجهة فولفسبورج. بالمقابل فإن الهجوم الحذر والاستحواذ الواقعي مكن الريال من معالجة أخطائه وتقليص المساحة المتواجدة بين خط الدفاع وخط الوسط.
4- رونالدو وجاريث بيل يجب أن يتصفوا بالروح القتالية والدفاعية التي ظهروا بها ضد مانشستر سيتي وبرشلونة وفولفسبورج، هذه الروح جعلت المنافسين غير قادرين على خلق فرص عديدة على مرمى ريال مدريد خصوصاً أنها تجعل المدافعين ولاعبي المحور يحصلون على الثقة ويرتفع لديهم منسوب الروح القتالية، حينما يقاتل أفضل لاعبي فريقك على كل كرة فمن الطبيعي أن تستبسل لمساعدته على تحقيق الانتصار.
5- ريال مدريد ما زال يعاني تحت الضغط العالي من الخصم، أتلتيكو ربما سيلجأ للضغط على الريال في مناطقه مما يتطلب من زيدان إيجاد حلول جديدة قبل موعد النهائي لمعالجة السلبية التي تؤرق فريقه منذ بداية الموسم وتجعله غير قادر على شن هجمة واحدة منظمة تحت الضغط.
6- إضاعة الفرص السهلة ضد أتلتيكو مدريد يعني أنك ستتلقى حتماً الهزيمة، تجربة ديربي مدريد قبل شهرين تؤكد ذلك حينما أضاع رونالدو فرصتين سهلتين لم يستطع الفريق تكرارهما، كذلك حدث مع برشلونة وبايرن ميونخ في ربع نهائي ونصف النهائي.
7- تحرير رونالدو وبيل من الرقابة اللصيقة التي ستفرض عليهما ومنحهم مساحة للتنفس والتسديد أحياناً من خارج المنطقة، ذلك يمكن تحقيقه عبر منح فرصة لكروس أو مودريتش للتقدم أمام الأمام في ظهر المدافعين بشرط أن يتواجد من يغطي المساحة خلفهما في خط الوسط، كما أن هذه العملية قد تجعل أحد اللاعبين ينفرد بالمرمى في حال كان تركيز دفاع أتلتيكو منصب على ثلاثي خط الهجوم.