لمَ تُعتبر السباحة أفضل رياضة على الإطلاق؟
قد تجدون الركض مُضجراً جداً، وتمارين الـ"Crossfit" مُخيفة، وصفوف الـ"Spinning" صاخبة جداً... لكن هل فكّرتم يوماً في أنّ السباحة يمكن أن تكون أفضل نشاط رياضي لإدخاله إلى نمط حياتكم؟لا شكّ في أنّ السباحة بحدّ ذاتها قد تبدو لكم أمراً مُتعباً، فهي تتطلّب تخصيص جزء من الوقت خلال اليوم، وتستدعي إيجاد الحوض المناسب وتؤدي إلى تبليل الجسم بدءاً من الرأس وصولاً إلى أصابع القدمين. غير أنّ المنافع التي يقدّمها هذا النشاط تستحقّ العناء أكثر ممّا تتخيّلون.
إليكم بعض الأسباب لمنح السباحة الأهمّية اللازمة:
المياه مُهدِّئة
لطالما إعتُبرت المياه بمثابة رمز للتجدّد والصفاء، وهناك دلائل علميّة تدعم ذلك. أظهرت الدراسات أنّ التواجد في المياه يملك تأثيراً قويّاً وفعّالاً في الدماغ. لا بل تبيّن أنّ إمضاء الوقت قرب المياه قد يكون مُشابهاً لتمارين التأمّل، بحيث إنّ ذلك يمنح الدماغ إستراحة من الضغوط المفرطة والمستمرّة التي يواجهها الشخص في الحياة العصرية. الخبر الجيّد أنه يمكن جَني هذه المنافع الإدراكية من خلال السباحة والقيام ببعض التمارين في الحوض.
رياضة خفيفة
بعكس الركض وتمارين الـ"Plyometric" التي تدفع العضلات إلى ممارسة أقصى درجات قوّتها خلال فترات قصيرة، تُعتبر السباحة طريقة لإدخال الكارديو إلى النظام الرياضي من دون تشكيل أيّ ضغط على العظام، والمفاصل، والعضلات.
هذا أمر إيجابي يناسب كلّ الأعمار وأشكال الجسم، كما يُفيد بشكل خاصّ المسنّين ومرضى التهاب المفاصل. السباحة هي واحدة من أفضل الوسائل للحفاظ على نشاط دائم مع الحرص في الوقت ذاته على الإعتناء بمختلف أجزاء الجسم.
بناء القوّة
على رغم أنّ السباحة عبارة عن نشاط خفيف، إلّا أنّها تحقّق نتائج عالية. تُعتبر حتماً بمثابة تمارين أيروبك، غير أنّ الرياضة في المياه تؤمّن أيضاً مُقاوَمة معتدلة، ما يؤدي في المقابل إلى بناء القوّة.
من المعلوم أنّ بناء العضلات والحفاظ عليها، خصوصاً مع تقدّم العمر، أمر أساس لجسم صحّي وحياة طويلة. كذلك فإنّ التمارين المُقاوِمة تحسّن التوازن، والنوم، وصحّة العظام، ولذلك فهي تُعتبر بمثابة رياضة شاملة تُطاول مختلف أجزاء الجسم.
التقرّب من الطبيعة
محظوظٌ مَن يعيش قرب المحيط أو البُحيرة ويحرص على السباحة في المياه الطبيعية ليستفيد من المنافع الصحّية. توصّلت الأبحاث إلى أنّ إمضاء الوقت في الطبيعة قد يحسّن صحّة العقل والجسم من خلال الحفاظ على وزن صحّي، وخفض التوتر، وتعزيز المزاج. فضلاً عن أنّ بلوغ مرحلة متقدّمة من السباحة قد يفتح الباب أمام أشكال أخرى من الأنشطة المائية مثل ركوب الأمواج.
رئتان صحّيتان
أظهرت الدراسات وجود علاقة بين الأشخاص الذين يسبحون وقدرات أفضل للرئتين. عندما تكون هذه الأعضاء صحّية، يستطيع الجسم إستعمال الأوكسيجين بفاعلية أعلى، ما يعني أنّ الشخص لن يشعر بضيق التنفّس بسهولة.
فضلاً عن أنّ الرئتين القويّتين تساعدان على محاربة المشكلات الصحّية. ووجد بحث عام 2007 رابطاً بين إنخفاض قدرة الرئتين وأمراض القلب والأوعية الدموية.
بإختصار، تتصدّر السباحة لائحة الأنشطة الممتازة للحفاظ على جسم صحّي ودماغ قويّ، لذلك لا تتردّدوا في إدخالها إلى نمط حياتكم ولو لمرّة أسبوعياً. يُذكر أخيراً أنّ هذه الرياضة تساعدكم على حرق 215 إلى 765 سعرة حرارية خلال نصف ساعة، وذلك يعتمد على معدل وزنكم وإذا كانت الوتيرة التي تعتمدون عليها بطيئة أو متوسّطة أو سريعة.
(سينتيا عواد - الجمهورية)