بعد 37 عاماً على بثه.. حادثة خطف في بيروت توقف أعرق البرامج الأسترالية
وقع طاقم تلفزيون أسترالي في ورطة كبيرة، بعد مشاركته في محاولة خطف طفلين من العاصمة اللبنانية بيروت، لإعادتهما إلى أمهما الأسترالية التي كانت في نزاع مع الأب اللبناني على حضانتهما، ما أدى إلى إيقاف بث برنامج الفريق الذي يعتبر من أشهر البرنامج في أستراليا.
شبكة ناين إنترتينمنت التلفزيونية الأسترالية، قالت الجمعة 27 مايو/أيار 2016، إنها فصلت معد برنامج (60 دقيقة) بعد محاولة فاشلة شارك فيها البرنامج لخطف طفلين من شارع مزدحم في بيروت.
تضرر سمعة البرنامج
وتم توقيف فريق البرنامج الشهر الماضي، واتهم بمساعدة الوالدة الأسترالية سالي فولكنر، في محاولة خطف ابنها وابنتها، واتهم الجميع "بخطف الطفلين والمشاركة في الجريمة"، واعتقلوا أسبوعين في السجن قبل أن يسقط زوج فولكنر المنفصل عنها التهم فأطلق سراحهم.
وقالت فولكنر، إن زوجها السابق علي الأمين، أخذ طفليهما لتمضية عطلة في بيروت، ثم رفض إعادتهما إلى أستراليا بحسب قولها، في حين قال محاميها غسان مغبغب الشهر الماضي، إن موكلته توصلت إلى اتفاق مع الأمين يمنحه الحضانة الكاملة للطفلين بموجب القانون اللبناني.
وتواجه الشبكة التلفزيونية اتهامات جنائية، منذ أن اتهمت السلطات القضائية في لبنان الأم والطاقم التلفزيوني المكون من أربعة أفراد الشهر الماضي، بمحاولة خطف الطفلين، وتم الإفراج عنهم بعد ذلك بنحو أسبوع، بعيد موافقة الأب على تسوية خارج نطاق المحكمة. في حين لا يزال مدير وكالة أسترالية لاستعادة الأطفال المخطوفين محتجزاً.
وبعد أن أعلنت المحطة الأسترالية نتائج مراجعة داخلية، قال جيرالد ستون مؤسس برنامج (60 دقيقة) ومعده السابق: "كانت هذه أخطر تجربة في تاريخ البرنامج". وأضاف "وقعت أخطاء لا تغتفر عرّضَت فريق الشبكة لمخاطر جمة وألحقت ضرراً جسيماً بسمعة البرنامج والشبكة التلفزيونية نفسها".
ستون أوضح أن معد البرنامج ستيفن رايس سيترك الشبكة فوراً، وأن بقية العاملين الذين شاركوا في التخطيط للأمر وتنفيذه تلقوا تحذيراً رسمياً.
الفريق دفع مبلغاً لتنفيذ العملية
ويتورط فريق البرنامج بقضية دفعه مبلغاً من المال لمدير وكالة استعادة الأطفال المخطوفين، الذي استعانت به الأم، ومحاولتها تغطية هذا الموضوع تلفزيونياً دون استشارة خبرائها الأمنيين. واعتبر ستون هذا الأمر من أخطر الأخطاء التي ارتكبتها الشبكة.
وأظهرت الأدلة التي عرضت أمام المحكمة في بيروت، أن القناة التاسعة دفعت لوكالة مختصة في مجال استعادة الاطفال، أكثر من 100 ألف دولار أسترالي (72 ألف دولار أميركي) نيابة عن الأم فولكنر، والتي كانت قد طلبت مساعدة برنامج "60 دقيقة" في معركتها الأسرية. وبالمقابل يقوم الفريق بتصوير القصة حصرياً.
واعتبر الصحفي أن الفريق التلفزيوني تعلق وتعاطف مع فولكنر، وقال: "أدى ذلك إلى إساءة تقدير برنامج 60 دقيقة وبشكل كبير لعدد من العوامل، ليس أقلها نفوذ حكومة أجنبية أو إرادتها لتطبيق قوانينها".
وانتقد ستون الذي أطلق برنامج "60 دقيقة" قبل 37 سنة سوء حكم الفريق، وعدم التزامه بالإجراءات العادية للقناة التاسعة المتعلقة بمخاطر السلامة والأمن، ولفت إلى الكثير من الاستقلالية لدى المنتجين دون رقابة إدارية ملائمة.
فيما قال بيتر كوستيلو رئيس مجلس إدارة الشبكة التلفزيونية، إنه سيتم اتباع منهج أشد في تقييم المخاطر وتطبيق قيود مالية أكثر صرامة.