مع قدوم شهر رمضان.. هل ينجح فقهاء وفلكيو 60 دولة في توحيد التقويم الهجري؟
يجتمع فقهاء وفلكيون في تركيا، السبت 28 مايو/ أيار 2016، بهدف معالجة موضوع التقويم الهجري في العالم الإسلامي.
يأتي ذلك مع بدء أعمال مؤتمر "توحيد الشهور القمرية والتقويم الهجري الدولي 2016"، في مدينة إسطنبول، ويشارك فيه فقهاء وفلكيون من أكثر من 60 دولة، إضافة إلى مشاركة رسمية من قبل الجانب التركي.
محاولة لتوحيد التقويم
الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قال خلال الكلمة الافتتاحية، إنه "منذ عهد الصحابة وهناك خلاف بينهم على بداية صوم رمضان، وكانوا يختلفون لكنهم متحدون، لهذا نحن نجتمع هنا من أجل توحيد التقويم الهجري، وأن نحاول أن نجعله تقويماً دولياً، يصوم المسلمون في يوم واحد، ويفطرون في يوم واحد، ولا شك أن هناك عقبات علمية وعملية تحول دون ذلك، لذلك يجب على علماء الفلك أن يكونوا عوناً لعلماء الشريعة في توحيد المسلمين".
وأشار القرضاوي إلى أن الهلال يمكن أن يرى في بلد ولا يرى في بلد آخر، وقال "لذلك أرى أن ننظر إلى هذه الأمور بعقلية المسلم، وعلينا أن نجمع الناس على ما يريده الشرع، فالشرع مع الفلك، ولا يوجد دينٌ حثّ على العلم مثل الدين الإسلامي، فنحن سبقنا الغرب في العلم، لكنهم أخذوه منا وطوروه".
للسياسة دورٌ في اختلاف التقويم
من جانبه، قال رئيس الشؤون الدينية التركي محمد غورماز، خلال كلمته "لقد اجتمعنا اليوم هنا لنصل إلى نتيجة طيبة للجهود والأبحاث التي بدأنا بها اعتباراً من عام 2013 في موضوع التقويم الهجري ومطالع الشهر القمري".
وأضاف، "شهدت العقود والسنوات الماضية تقصيراً في موضوع تزامن الأبحاث وتلاقحها بين الفقهاء والفلكيين، حيث تأخر الفقه عن تجديد نفسه أمام الحقائق التي توصل إليها العلم في سياق تنامي اكتشافات الفضاء، وتنامي إمكانيات الحسابات الحساسة والدقيقة".
غوماز تابع أن هنالك "قسماً من معلوماتنا الفقهية في الماضي غير مفعل لفهم معلومات العصر، لأنه ركز على ظاهر النصوص وليس بمعناها ومفهومها ومعقولها ومقصدها، وهذا ساق بعض المسلمين إلى الشك ببعض الروايات، أو إلى الجدل فيها، والخصام حولها، وما زالت البلدان الإسلامية الواقعة على نفس خطوط الطول، وفي مناطق جغرافية متقاربةٍ تقيم العيد في 3 أيامٍ مختلفة، ونحن في عصر الفضاء".
وبيّن غوماز أن "علماء الأمة الذين تخصصوا في الفقه أو الفلك على حد سواء، أخذوا على عاتقهم تحديد أوقات العبادات باعتباره واجباً دينياً، اعتباراً من اللحظة التي بدأ فيها القرآن والسنة يشكّلان الحياة تبعاً للأوقات والأزمنة، وشرعوا في عملٍ يظهر التناغم والانسجام بين آيات الله الكونية وآياته التنزيلية، حيث تشكلت الأحكام الفقهية المتعلقة بتحديد أوقات الصلاة وبداية شهر رمضان وموسم الحج، وفق ما لديهم من معرفة زمنية وفلكية متطورة في أدواتها وأجهزتها الفلكية وعلومها".
وأشار إلى أن "اختلاف المسلمين في موضوع التقويم القمري لا يتوقف على اختلاف المطالع فقط، بل تدخل فيه الحسابات الخاصة بين الدول ورؤسائها، وهذا يتعارض مع روح الدين، ويتعارض مع منهجية الاتباع التي تركز على الوحدة".
وأوضح، أن الأمر في أصله متعلق بحقائق علمية لشكل الأرض ودورانها، وحركة القمر بين الأرض والشمس، وهذا ما لا ينبغي أن يقع فيه الاختلاف في العصر الحديث، على حد قوله.