سياسة أردنية حذرة تجاه سوريا لضبابية الحل وتعقيدات الأرض
جو 24 :
مع غياب الحل للازمة السورية وزيادة تعقيدها، تبقى علاقة الجوار بين البلدين متماسكة رغم ما شابها من خلافات، ويبقى الاردن الدولة العربية الوحيدة المستمرة بعلاقاتها وفتح حدودها امام اللاجئين السوريين رغم شح موارده حسب محللين.
ويلفت المحللون في تصريحات إلى (الرأي) لتمسك الحكومة بالحل السياسي لا العسكري، وأبقت على تعاملها مع فصائل المعارضة وفقا للشرعية الدولية.
ورأى المحللون أن العلاقة بين النظامين انقطعت بسبب الأزمة التي دخلت عامها السادس، ولكنهم اكدوا أن الشعبين الأردني والسوري شعب واحد وتربطهم علاقة بينية مميزة، اضافة الى ان سوريا تشكل عصب الحياة لشمال الاردن من ناحية اقتصادية واجتماعية.
ووصف خبير الحركات الاسلامية حسن ابو هنية، العلاقة بين الأردن بالنظام السوري أو المعارضة «بغير المستقرة»، ولا يوجد للاردن على الجانبين اي ثقل، وبسبب الحدود الجغرافية بينهما فان العلاقة حذرة بسبب ضبابية المشهد في الافق لحل في سوريا، لذا فان مستقبل العلاقة بينهما غير واضح.
وقال سفير المملكة الاسبق لدى سوريا هاشم الشبول، إن الاردن منذ بداية الأزمة اعلن انه لا حل بسوريا الا السياسي، واتبع سياسة حكيمة ومتريثة رغم قسوة ما يحدث على الارض السورية فاصبح السوري يقتل السوري، واصبح هناك خلل كبير ليس في سوريا فقط وانما في عدد من دول المنطقة.
وقال مدير مركز الشرق الاوسط للسياسات والاعلام الدكتور عامر السبايلة، أن الاردن الوحيد بين الدول العربية لم يقطع علاقاته بسوريا، متفقا مع المحللين الاخرين بالتزام الاردن منذ بداية الازمة بالحل السياسي لا العسكري.
واوضح السبايلة ان سياسة الاردن الحذرة بما يحدث في سوريا منحته الثقة خصوصا وانه يؤمن بان الشعب الاردني والسوري شعب واحد، رغم الاثار التي خلفتها الازمة على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ورأى السبايلة ان العلاقات مع المعارضة والنظام سياسيا مقطوعة، ولكن هناك تواصل امني عسكري اجباري بسبب تداعيات الامور وطريقة تطورها خصوصا بالمنطقة الجنوبية والتدخل الروسي، ولاحظ ان الحكومة لا تتعامل مع المعارضة او اي فصيل مباشرة وانما وفقا للشرعية الدولية والاعتراف الدولي بها.
واتفق الشبول مع السبايلة بان الأزمة السورية تركت اثارا كبيرة على الاردن كونها دولة جوار، مشيرا الى ان الاثار لا تقتصر على السياسية والاقتصادية والاجتماعية وانما هناك اثار اخرى ستظهر لاحقا مثل انتشار الجريمة والاسلحة والاتجار بالبشر وغيرها.
وسبق ان اعتبرت الحكومة الاردنية السفير السوري السابق شخصا غير مرغوب فيه بسبب ما صدر عنه من تصريحات اعتبرت ماسة بالاحترام القائم بين دول الجوار.
«فعلاقة الاردن سواء مع النظام او المعارضة -بحسب ابو هنية–مفتوحة بسبب التعقيدات الموجودة على الارض، ولا يوجد توجه دولي لحل الازمة السورية ومستقبل العلاقة مرتبط بالحل، لذا فالاردن ينسج علاقات متوازنة مع جميع الاطراف».
واوضح ان الأردن تاثر اقتصاديا وسياسيا بالازمة السورية، ولكنه يتبع سياسة غير مندفعة ويقرأ المتغيرات والسياسات ويتجه باتجاه «سياسة الممكنات».
وقال السبايلة إن عدم مشاركة الأردن في التحالف الدولي في محاربة داعش قد تكون ايجابية وتعطيه فرصة للتعامل مع تداعيات هذه المعركة وعدم دفع ثمن مباشر في هذه المواجهة، ولكن الاردن على تواصل مع التحالف الدولي للاطلاع على كل تفاصيل المشهد.
وقال الشبول «لا اعتقد ان الاردن سيكون شريكا بالحرب على سوريا خصوصا وانه ملتزم بالحل السلمي ويتبع سياسة متزنة ومتريثة، الا انه مع محاربة الارهاب في كل ساعة».
رغم الظروف التي مرت بها العلاقات الاردنية السورية على مر العقود، الا ان الازمة الحالية زادتها تعقيدا، ومستقبلها مرتبط بالحل الغائب عن الافق حاليا.. الذي لا أحد يأمل أن يطول او يبقى على غموضه.(الراي)