عمرة مسعود أوزيل تثير غضب المتطرفين الألمان.. ماذا قالوا عنه؟
عندما نشر لاعب كرة القدم الألماني مسعود أوزيل صورته التي التقطها في مكة على صفحته بـ "فيسبوك"، أُعجب بالصورة 21 ألف متابع. لكن حزباً ألمانياً يمينياً متطرفاً ارتأى أن الصورة استفزازية.
قالت أندريا كريستن، رئيسة حزب البديل من أجل ألمانيا بولاية سكسونيا، في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية، إن أداء أوزيل ذو الأصول التركية لمناسك العمرة كان "حيلة دعائية" تحاول إرسال "إشارة مناهضة للوطنية".
حيث صرّحت قائلةً "عندما لا يغني أوزيل النشيد الوطني، نعامل الأمر على أنه مسألة شخصية. ولكن عندما يذهب لأداء مناسك العمرة في مكة، تقول صحيفة "تاجشبيغل" للناس إنها إشارة أوضح للتفاهم والاحتواء".
وقد نشر أوزيل الذي يلعب في صفوف آرسنال الإنكليزي، الصورة في 22 مايو/أيار وكانت استجابة المعجبين إيجابية للغاية.
وقد اعتبرها أحد المعجبين "إشارة للسلام بين الأديان، وإشارة لألمانيا، وإشارة لأوروبا، وإشارة لكل العالم المرتبك الذي يتهشم! والحقيقة أن الإسلام- مثل أي ديانة أخرى- ديانة تدعو إلى السلام والتفاهم، ولا تدعو إلى الإرهاب وتفريق البشر! أحسنت يا أوزيل"، على حد تعبيره.
كما عبر آخرون أن احترامهم للاعب قد ازداد منذ أن رأوا تلك الصورة.
ومن المعروف عن أوزيل ارتباطه بوطن والديه الأم، حيث يزور تركيا بشكل متكرر، كما تربطه علاقة طيبة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
"ذهب في الاتجاه الخاطئ"
بيد أن كريستن، تنظر إلى الأمر بشكل مختلف، حيث قالت في تصريحات لصحيفة "دي فيلت" إنها كانت إشارة إلى أن "العالم ذهب في الاتجاه الخاطئ"، وذلك عندما يحدث أن يمدح الآلاف وكذلك الإعلام شخصاً لأنه ذهب لأداء مناسك العمرة في مكة.
حيث قالت السياسية التي تنتمي إلى حزب البديل من أجل ألمانيا، إن مدح أوزيل لاداءه العمر "يعد تملقاً للمسملين".
حيث أضافت قائلة إنه في الإسلام لا تعد الوطنية شيئاً ضرورياً "بينما ينُظر إلى التباهي بالانتماء للإسلام أنه أمر مثالي".
ومع اقتراب كأس أوروبا لكرة القدم، عاد لاعبو المنتخب الألماني إلى الأضواء، ويعد ذلك التعليق حلقةً وحيدة في سلسلة من حلقات التعليقات المثيرة للجدل، والتي يسوقها اليمين المتطرف عن لاعبي المنتخب الألماني.
حيث قال نائب رئيس حزب البديل من أجل ألمانيا في تصريحات لإحدى الصحف القومية إن الألمان "لا يرغبون في أن يكون بواتينغ جاراً لهم"، في إشارة إلى اللاعب الأسمر جيروم بواتينغ، وهو أحد أبرز لاعبي المنتخب الألماني والذي ينحدر من أصولٍ غانية.
بيغيدا تثير الجدل
في الأسبوع الماضي، تسبب أعضاء من حركة بيغيدا المناهضة للإسلام في حالة من الجدل بعد أن هاجموا على فيسبوك، بعضاً من لاعبي المنتخب الألماني لكرة القدم من أبناء المهاجرين.
وقد اشتكى أعضاء حركة بيغيدا من أن صور الطفولة الخاصة بلاعبين مثل بواتينغ، ولاعبي خط الوسط مسعود أوزيل، وايلكاي غوندوغان (ذو الأصول التركية)، استُخدمت لحملة دعائية تسويقية لشوكولاتة "فيريرو كيندر"، خلال الفترة التي تسبق بطولة أوروبا، على الرغم من إقامتها في فرنسا خلال شهر يونيو/حزيران.
وقد أنشأ حزب البديل من أجل ألمانيا، منصةً تشكّك في الاتحاد الأوروبي، منذ ثلاثة أعوام، والتي تعترض علانية على تدفق اللاجئين الذي تسبب في وصول أكثر من مليون طالب لجوء العام الماضي إلى الدولة صاحبة أكبر اقتصاد بالاتحاد الأوروبي.
وقد استطاع الحزب الفوز بعديدٍ من المقاعد بالمجالس المحلية في انتخابات الولايات التي جرت مؤخراً.