قوات الأسد تكثف القصف على الغوطة وزملكا بدمشق
كثفت الطائرات الحربية السورية غاراتها الجوية على ضواح بالعاصمة دمشق سقطت في أيدي الثوار مما أدى الى قفزة كبيرة في مستويات الدمار وأعداد القتلى في الانتفاضة المستمرة منذ 19 شهرا.
ويقول نشطاء ان الضحايا الرئيسيين من المدنيين. وتظهر لقطات فيديو بثتها المعارضة مشاهد مذبحة حيث الجثث ممزقة والمنازل سويت بالارض.
ويقول النشطاء انه على الرغم من أن الغارات الجوية تستهدف الثوار الا أنها تهدف أيضا لالحاق أكبر أضرار ممكنة من أجل الوقيعة بين المعارضة والسكان المدنيين الذين يتحملون وطأة المعاناة.
وتركزت الغارات في دمشق على مناطق سنية مكتظة بالسكان تعرف باسم الغوطة الشرقية وهي معقل للثوار الذين يحاربون للاطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.
وقال الناشط معاذ الشامي ان قوات الأسد لجأت للقصف الجوي المكثف بعد محاولات فاشلة من القوات البرية لاستعادة السيطرة على الضواحي. وقالت وسائل اعلام رسمية ان الجيش السوري "يطهر" المنطقة ممن وصفتهم بالارهابيين.
وقال الشامي "حاول النظام السيطرة على الغوطة الشرقية عدة مرات وفي كل مرة يضطر للانسحاب لان الثوار يخرجون ثم يعودون لمهاجمة قواته".
وأضاف "تحاول قوات الاسد الان ابادة المنطقة من الجو".
ووثق الشامي القصف بالفيديو وأجرى مقابلات مع عائلات القتلى.
واللقطات مروعة حيث يظهر رجل وهو ينتحب بينما يجذب أشلاء امرأة من تحت حطام منزل. ويظهر في اللقطات أب يجري حاملا طفلا مصابا في رأسه بينما تبكي عجوز أمام منازل مدمرة.
وفي حي زملكا في شرق دمشق أظهرت اللقطات عشرات الاشخاص وهم ينقبون وسط حطام مبنى أثناء الليل بمساعدة جرافة ومصابيح.
وقال محمد عبد الله وهو عضو في مجلس قيادة الثورة في الفيديو ان طائرات الميج المقاتلة سوت مبنى من خمسة طوابق بالارض. واضاف أنهم عثروا على أربعة قتلى وعشرات المصابين.
وقال نشطاء في المعارضة ان الطائرات تقصف أيضا المزارع في الغوطة حيث كان الثوار يشنون انطلاقا منها عمليات كر وفر ضد قوات الأسد.
والغوطة منطقة مزارع قديمة وبساتين أقيمت عليها مبان خلال العقود القليلة الماضية حيث أجبرت المصاعب الاقتصادية الناس على بيع المنازل في العاصمة كما انتقل مهاجرون من الريف الى المدينة.
وفر معظم سكان المنطقة من القصف الى ضاحية جرمانا أو الى بلدات سنية تقع الى الشمال الا أن عددا كبيرا من السكان ظلوا في المنطقة لعدم قدرتهم على تحمل تكلفة الرحيل.
وقال أحمد ثائر من تنسيقية عربين "المشكلة هي أن الكثير من اللاجئين احتموا بالاشجار وبالحقول في الغوطة ويتعرضون للقصف. مزارعون عاديون يكسبون قوت يومهم من الزراعة قتلوا".
وأظهرت لقطات ما حدث بعد غارة جوية على مزارع بالقرب من ضاحية حمورية في شرق دمشق. وظهر عشرات البالغين وهم يجرون ومعهم أطفالهم بعيدا عن المنازل المدمرة.
وقال اميل حكيم وهو باحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن ان هذه الاستراتيجية تهدف لتدمير مناطق كبيرة وعرقلة حركة مقاتلي المعارضة وتأليب السكان عليهم ومنع المعارضة من تشكيل ادارات بديلة في المناطق التي تسيطر عليها.
وأضاف لرويترز //النظام يتبنى استراتيجية وحشية للغاية. انها الارهاب. انه يخلق الكثير من الارتباك بين السكان المدنيين بشأن ما ينبغي فعله. انه يلقي بعبء ثقيل على المتمردين الذين يحتاجون للدفاع أكثر من الهجوم.
"الهدف ليس استعادة السيطرة على أراض ولكن احداث ما يكفي من المعاناة لتفتيت المعارضة واحتوائها حتى لا تتمكن من الوقوف على قدميها".
ولم تعلق السلطات السورية مباشرة على الحملة الجوية لكن بيانا للجيش قال هذا الاسبوع ان هناك حاجة "لقبضة حديدية" ضد من وصفهم بارهابيين يريدون تدمير سورية. ويتزايد اعتماد الحكومة السورية على القوة الجوية.
وصعدت القوات السورية غاراتها الجوية على مناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة في محافظتي حلب وادلب بشمال البلاد وفي منطقة دير الزور الصحراوية في الشرق لصد تقدم الثوار الاضعف تسليحا.
وتتعرض بلدة معرة النعمان ذات الموقع الاستراتيجي على الطريق السريع بين دمشق وحلب لقصف شبه متواصل منذ سيطرة الثوار عليها قبل أكثر من أسبوعين.
وقال حكيم ان الاستراتيجية قد تأتي بنتائج عكسية لان القصف يقوي عزيمة السنة الذين يعتبرون أنفسهم الى حد كبير ضحايا النخبة الحاكمة في سورية.(رويترز)