ثورة جديدة على الكالوريهات المستهلكة
ثورة جديدة في عالم الرشاقة انتشرَت خلال الأشهر القليلة الأخيرة على مختلف المواقع الإلكترونية الأجنبية، مُتحدّثةً عن لائحة طويلة من المأكولات ذات السعرات الحرارية السلبية (Negative Calorie Foods) التي يبدو أنّها تلعب دوراً إيجابياً كبيراً في خفضِ الوزن. ما النظريّة المطروحة؟ وهل يوافق الخبراء عليها؟المحتوى الغذائي ليس وحده الذي يختلف من طعام إلى آخر، إنّما الأمر ينطبق أيضاً على طريقة حرقِ الجسم للسعرات الحرارية المُستهلكة. من هذا المنطلق، تمكّنَ العلماء من وضعِ لائحة الأطعمة التي تملك تأثيراً سلبياً للسعرات الحرارية، فتحسّن عمليّة الأيض وتساعد على خسارة الوزن بطريقة فعّالة.
وقالت خبيرة التغذية، عبير أبو رجيلي لـ"الجمهورية" إنّ "هذه المأكولات الغذائية مشتقّة عادةً من النباتات، وتكون غنيّة بالمياه والألياف، كالحبوب، والبقوليات، والخضار، والفاكهة، باستثناء الفاكهة "الدهنيّة" كالأفوكا والزيتون. بما أنّ الجسم يأخذ وقتاً أطول لحرقِ الأطعمة المليئة بالألياف، تستمرّ عمليّة الأيض في البقاء سريعة ومرتفعة، ما يعزّز خسارة الوزن".
وأوضحت أنّ "معدّل الأيض الأساسي هو عدد السعرات الحرارية الذي يحرقه الجسم خلال اليوم عندما يكون في وضعية الراحة ولا يقوم بأيّ حركة.
على سبيل المثال، إذا كان الشخص يَحرق نحو 1400 كالوري من دون القيام بأيّ حركة خلال اليوم، فإنّ حصوله على وجبةٍ غذائية تحتوي نحو 500 كالوري من المأكولات ذات السعرات الحرارية السلبية قد يساعده على حرق 70 وحدة حرارية منها، وبذلك يكون قد حصَل فعليّاً على 430 كالوري تقريباً.
أمّا إذا استهلكَ خلال اليوم وجبات عديدة تحتوي هذه الأطعمة فمِن الممكن أن يحرق 140 كالوري إضافية أو أكثر، وهو الرقم الذي قد يوازي المشيَ خلال اليوم".
ولفتَت إلى أنّ "الخبَر الجيّد الذي سيُفرح نسبةً كبيرة من الأشخاص هو أنّ إدخال هذه المأكولات من دون القيام بأيّ حركة يساهم بحدّ ذاته في حرقِ سعراتٍ حرارية إضافية مُشابهة للرياضة إذا تمّ تناوُلها بطريقة صحيحة وسليمة".
وعرضَت أبرز المأكولات المُدرَجة ضمن لائحة السعرات الحرارية السلبية، داعيةً إلى إضافتها إلى مختلف الأطباق اليومية والوجبات الخفيفة:
الكرفس
لُقِّب بـ"نجم" هذه اللائحة، ويُعتبَر بمثابة سناك مُغذٍّ يساعد على التحكّم بالوزن. تناوُله بانتظام يزوّد الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية لصحّة جيّدة وجهاز مناعيّ قويّ. وبفضلِ غناه بالمياه والألياف وافتقاره إلى السعرات الحرارية، يساهم الكرفس حتماً في الحفاظ على رشاقتكم.
التفّاح
مليء بالألياف الغذائية، ويُفضّل تناوله بقشرته للحصول على أقصى كمّية من هذه المواد، بحيث قد يَحتوي هذا الجزء تحديداً ما بين 2 إلى 5 غ من الألياف، وفقَ حجم الثمرة. يمكن تناوُل تفاحة خلال اليوم بمثابة سناك خفيف وصحّي ومشبِّع.
الموز
بغَضّ النظر عن كونه مصدراً جيّداً للبوتاسيوم، يحتوي الموز نسبة عالية من الألياف تبلغ نحو 3 غ لكلّ ثمرة.
الفاصولياء السوداء
تُعتبَر أساسية في وجبات غذائية عديدة (سَلطة الخضار، والبراونيز، والفاصولياء مع الأرزّ)، وهذه نقطة إيجابية يجب الاستفادة منها. كوب واحد من الفاصولياء السوداء يحتوي نحو 30 غ من الألياف.
البروكولي
قليل السعرات الحرارية، بحيث إنّ كلّ نصف كوب من البروكولي المطبوخ يحتوي نحو 27 كالوري فقط. واللافت أنّ هذا النوع من الخضار الكرنبية مليء بالفيتامينات كالـ A وC وK، والمعادن كالبوتاسيوم والكالسيوم. ولا ننسَ أيضاً محتواه العالي بالألياف، بحيث إنّ كلّ نصف كوب من البروكولي المطبوخ يؤمّن 2,6 غ من الألياف تقريباً.
الملفوف
على غرار البروكولي، والقرنبيط، وغيرهما من الخضار الكرنبية، يساهم الملفوف في تعزيز مستويات الفيتامين C وعناصر غذائية أخرى. إذا كنتم تنتبهون إلى مجموع سعراتكم الحرارية، فإنّ الملفوف هو خيارٌ غذائي جيّد لكم، بحيث إنّ كلّ نصف كوب من الملفوف النيء يحتوي 10 كالوري، و1 غ من الألياف.
الجزر
مصدر أساسي لمادة البيتا كاروتين المضادة للأكسدة، ويزوّد الجسم بـ 52 كالوري، و4 غ من الألياف لكلّ كوب.
الـ"Grapefruit"
هذا النوع من الفاكهة الحمضية الشبيه بالليمون مليء بالفيتامين C، ومضادّات الأكسدة كمادة "Lycopene"، ويحتوي 53 كالوري لكلّ نصف ثمرة كبيرة الحجم.
العدس
مهمّ جداً لمحاربة فقر الدم، ويُنصَح بتناوله مع الحامض أو أيّ مصدر آخر من الفيتامين C لتعزيز امتصاص معدن الحديد النباتي. كلّ كوب من العدس المطبوخ يحتوي نحو 16 غ من الألياف الغذائية، وهو خيار سليم عند اتّباع غذاء ذات سعرات حرارية سلبية.
الخسّ
كوب واحد من أوراق الخسّ النيّء يؤمّن 1,3 غ من الألياف، وفقط 9 كالوري. يُذكر أيضاً أنّ الخسّ مصدر جيّد للكالسيوم، والبوتاسيوم، والحديد، والفيتامينَين A وC.
الشوفان
تناوُله يقدّم للجسم جرعات عالية من الفيتامينات، والمعادن، والألياف، والبروتينات، والدهون الجيّدة. كوب واحد من الشوفان المطبوخ يحتوي 166 كالوري، و6 غ من البروتينات، و4 غ من الألياف.
البازلّاء
إلى جانب غناها بالبروتينات، تحتوي البازلّاء نسبة عالية من الألياف. كلّ كوب منها يؤمّن 10 في المئة من الألياف الموصى بها يومياً، أو ما يوازي 2,5 غ.
الأناناس
تحتوي كلّ شريحة نحو 13 غ من الألياف الغذائية، إلى جانب نسبة مرتفعة من المياه التي ترطّب الجسم، خصوصاً في الفصل الحارّ، وتساعد على خسارة الوزن.
الأرزّ
يُنصَح بشراء النوع الأسمر للاستفادة من ضعف كمّية الألياف، والتي توازي نحو 3,5 غ لكلّ كوب مطبوخ.
السبانخ
مليء بالمغذّيات، بما فيها الألياف التي تبلغ جرعتُها نحو 7 غ لكلّ نصف كوب.
البطاطا الحلوة
ثمرة واحدة متوسطة الحجم تحتوي 4 غ من الألياف، أي ما يوازي 24 في المئة من الاحتياجات اليومية الموصى بها لهذه المغذّيات الأساسية.
كذلك أشارت أبو رجيلي إلى "وجود مأكولات أخرى صُنِّفت من بين السعرات الحرارية السلبية، كالبطيخ، والخيار، والبندورة والبابايا".
وعلّقت أخيراً: "صحيحٌ أنّ هضمَ هذه المواد الغذائية وتفكّكها في الجسم يتطلّب صرفَ وحدات حرارية معيّنة، لكنّ ذلك يحصل فقط عندما يتمّ تحضيرها بطريقة صحيحة وصحّية، والحصول عليها باعتدال.
وإلى حين التأكّد أكثر من مفعولها الإيجابي في خفض الوزن بطريقة سليمة وسريعة ومحاربة مشكلة البدانة عالمياً، لا شكّ في أنّ هذه المأكولات صحّية 100 في المئة، وبالتالي من المهمّ جداً أن تتوافر في أيّ نظام غذائي متوازن ومتنوّع".
(سينتيا عواد - الجمهورية)