jo24_banner
jo24_banner

الذكرى 49 لعدوان 5 حزيران 1967 يوم ضاعت كل فلسطين

الذكرى 49 لعدوان 5 حزيران 1967 يوم ضاعت كل فلسطين
جو 24 :
في السنوية 49 للعدوان الاسرائيلي في الخامس من حزيران 1967، تتكثف مأساة ضياع كامل ارض فلسطين، لتكون نكسة عسكرية ذات تبعات خطيرة ما تزال ترسم المشهد العربي، الامر الذي يفاقمه التهويد القائم للارض التي تطمس معالمها وهويتها العربية الاسلامية.

وثأر الجيش العربي في معركة الكرامة في الحادي والعشرين من آذار 1968 للكرامة العربية حين دحر العدوان الاسرائيلي بعد 9 أشهر فقط من هزيمة 1967.

دخل الاردن حرب حزيران 1967 امتثالا لمسؤوليته المباشرة عن الضفة الغربية من فلسطين، والتي انقذهها الجيش العربي في العام 1948.

فعلى الرغم من الجاهزية العالية لجيش الاحتلال الاسرائيلي والفارق الكبير في المعدات والآليات والقوى البشرية الحديثة والأسلحة المتطورة، الا أن المدفعية الاردنية ضربت بدقة متناهية وألحقت بالعدو خسائر فادحة، وجاءت هذه الاعترافات من المصادر الاسرائيلية نفسها، التي أكدت أن "الجندي الاردني يخوض معركة دفاع لآخر طلقة واخر رجل".

الفريق الركن المتقاعد فاضل علي فهيد السرحان قال إن حرب 67 فرضت علينا لأنها جاءت نتيجة اغلاق الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر لمضائق تيران بوجه الملاحة الاسرائيلية وسحب قوات الطوارئ الدولية التي كانت تفصل بين الجيشين المصري والاسرائيلي فكان هذا الاجراء نذير حرب.

واضاف ان جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه قدر أن الحرب واقعة، وستكون خاسرة ولذلك بحث عن خيارات فوجد أن دخول الحرب أو عدم دخوله خسارة، ففي حال دخول الحرب فإننا سنخسر الضفة الغربية وبعض القوات المسلحة، واذا لم نخض المعركة فإننا سنخسر أيضا الضفة الغربية وكيان المملكة الاردنية، لأن العرب سيحملوننا مسؤولية الهزيمة، موضحا أنه لم يكن هناك اي مقوم للنجاح، فقد كانت "حربا انفعالية" وفتحنا الفرصة أمام العدو للحرب.

واشار السرحان وهو أحد ابطال معركة الكرامة، الى انه بعد مرور ستة ايام على توقيع اتفاقية الدفاع المشترك مع مصر في الثلاثين من ايار أغارت الطائرات الاسرائيلية صباحا على كافة القواعد المصرية ودمرت الطيران المصري والقوات البرية بسيناء، والحقت خسائر فادحة به وشلت الحركة ولم تعد تلك القوات قادرة على الهجوم أو الدفاع.

وقال، دخل الاردن الحرب وصدرت الاوامر بفتح النيران وغارت طائرات سلاح الجو الملكي الاردني على القواعد العسكرية الاسرائيلية، الا ان الطيران الاسرائيلي أغار على القواعد الاردنية ودمرها وأوقع بها الخسائر واستطاعت بعض الطائرات الاردنية من النفاذ والذهاب إلى قاعدة الحبانية بالعراق والضمير في سوريا حيث كان عدد الطائرات الاردنية المشاركة بالحرب 21 طائرة مقاتلة مقابل 200 طائرة اسرائيلية.

وحول تجربته الشخصية في الحرب يقول، كنت قائد سرية في لواء مدرع 60 وكان تمركزنا شرق القدس بانتظار الاوامر التي وضعت لها خططا مسبقة للهجوم من بين الخليل والقدس، للقاء الجيش المصري بالمنطقة الجنوبية لإسرائيل لقسم اسرائيل الى قسمين لكن الامر جاء مغايرا بعد تدمير الجيش المصري.

وقال إن العديد من الاوامر اوكلت الي، كالتحرك لمواجهة لواء اسرائيلي مدرع على طريق أريحا رام الله، الا أن الاوامر صدرت بترك المنطقة والذهاب الى طريق نابلس عمان للقاء القوات العراقية، وأكون بمثابة الدليل ورأس الرمح لاستعادة نابلس بعد سقوطها بيد اسرائيل، الا أن القوات الاسرائيلية لم تمكن القوات العراقية من وصول نهر الاردن وأغارت عليها وأوقعت فيها خسائر ثم صدر الامر بالانسحاب.

واوضح أن النتائج كانت مأساوية للأمة العربية حيث احتلت اسرائيل سيناء والضفة الغربية والجولان، الا ان الجيش الاردني هو الوحيد الذي استمر بالقتال وقدم الشهداء والتضحيات بظروف غير ملائمة للدفاع عن أرض فلسطين،فكانت الضربة مؤلمة لكافة مرتبات القوات المسلحة وجاءت بعكس طموحات الامة العربية.

الباحث والمؤرخ الاردني الدكتور بكر خازر المجالي قال ان حرب حزيران هي مأساة للعرب ونكسة بالتحقيق العسكري والاستخباراتي والتنسيق والحشد العربي، ذلك ان خلافات ما قبل حرب حزيران العربية لم يكن لها ان تحل في غضون أيام.

واشار الى ان الاردن تعرض لخداع كبير، كون المعلومات التي كانت تأتي للقيادة من الجبهة المصرية كانت تؤكد أنها كاملة وصامدة لكنها في الواقع خرجت من المعركة، وبالتالي فان الاردن بسلاحه الجوي الذي لا يزيد على 50 طائرة قديمة كانت لا تقوى على التصدي للطائرات الاسرائيلية، مشيرا ايضا الى تعيين قائد عسكري عام مصري للجبهة الشرقية الاردنية وهو عبد المنعم رياض الذي لم يكن يلم بالأمور الاردنية العسكرية، حيث كانت اولوية الجيش العربي الاردني الحفاظ على القدس اضافة الى سحب لواء دروع المنطقة الوسطى وتعزيز الجبهة الجنوبية لخدمة مصر.

وقال ان الجيش العربي الاردني تعرض للعديد من الخسائر رغم خوضه معارك قوية كمعركة الشيخ جراح التي شارك بها 104 جنود اردنيين ورغم القصف والقتال الا انهم ظلوا صامدين حتى استشهد 99 منهم وبقي 5 بقائدهم المعروف حمود ابو قاعود .

واستذكر المدرس المتقاعد محمد أبو شندي، ظروف حرب حزيران عام 1967 من منطقة الجفتلك في نابلس وكيف استيقظ سكان الضفة الغربية صباح الخامس من حزيران عام 1967 على اصوات طائرات الميراج تقصف كل مكان من مدن وقرى ومعسكرات بحقد شديد.

وقال، استمر القصف على مختلف المواقع في الضفة الغربية طيلة الايام الخمسة التالية، فدمرت الجسور لمنع المشاة والسيارات من العبور من خلالها، وتم قصف مدينة نابلس وجنين وطولكرم وغيرها من مدن الضفة الغربية .

واشار أبو شندي الذي عاصر الحرب، الى أن الجيش الاردني العظيم بذل جهودا جبارة في الدفاع عن القدس وكامل مدن الضفة الغربية، لافتا الى أن جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين كان يلقي الخطاب تلو الآخر مشجعا الجيش والسكان ليتمسكوا بالأرض، واستمر الجيش يقاتل في القدس وجنين حتى الطلقة الاخيرة، وقد استشهد منهم في جنين والقدس.

وقال، لا زلت اتذكر عبارة جلالة المغفور له الملك الحسين في ذلك الوقت مخاطبا الجيش الاردني الباسل يدعوهم الى التمسك بالأرض ويقول: "بأسنانكم بأظافركم تمسكوا بالقدس الشريف"، وقد فعلوا وبذلوا من الجهد ما يبذله كل شريف مدافع عن ثرى القدس، لكن قدر الله وما شاء فعل، وان شاء الله النصر قريب والعودة قريبة .

واضاف، كنا نسمع اخبار القصف اولا بأول من الراديو، وقد بذل الجيش الاردني من الجهد ما يبذله الابطال ، واستمر القتال وكان في البداية يتقدم الى داخل الارض المحتلة عام 1948، وفي اليوم الثاني 6 حزيران قصف العدو الصهيوني المطارات المصرية والطائرات ومعظم المواقع العسكرية المصرية ووصل الامر الى مرابض الصواريخ، ما أدى الى ضعفه جراء ذلك.

واشار الى ان الاذاعات كانت تبث اخبار الحرب، وكانت الاقمار الصناعية الروسية والاميركية والفرنسية تصور معظم المطارات والمواقع في الدول العربية، خاصة في دول الطوق، ومع استمرار القتال وانتشار أخبار تقدم الجيش الاردني واحتلاله جبل المكبر في القدس بدأ الناس يستبشرون الخير، ويستعدون للعودة الى اراضيهم المحتلة عام 1948 متفائلين، لكن نتيجة تضعضع جبهة سيناء وعدم فاعليتها، اختلفت مجريات الامور على أرض الواقع، واختلت موازين المعركة لصالح اسرائيل التي استولت على الضفة الغربية وعمت الفوضى في المدن الفلسطينية، وغادر الآلاف من سكانها الى الضفة الشرقية في نزوح جديد.
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير