احذروا الفايسبوك مع الصيام!
تعجّ مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها "فيسبوك" و"تويتر"، بالتعليقات والصور والأفكار والمشاركات، إلاّ أنها تزداد وتزدحم على وجه الخصوص خلال شهر رمضان أكثر من أي وقت آخر، فما السر وراء التهافت الكبير على هذه المواقع في هذا الشهر دوناً عن سواه؟ وكيف يساعد الإنكباب على الـ"سوشال ميديا" في تمضية الوقت لدى الصائمين؟
العمل على مواقع التواصل هو أحد الأمور التي تساعد على تمضية الوقت بشكل سليم والإلتهاء عن أي أمور أخرى نريد الإبتعاد عنها، وهي في هذه الحالة الصوم وما يستبب به من جوع أو عطش. فشبكات التواصل، بحسب الإختصاصي في علم النفس د. نبيل خوري، هي من منظومات الترفيه الأساسية لمساعدة الصائمين على الإنشغال عن الطعام، فضلاً عن أنه يعزز التواصل والإنفتاح.
ومع فوائده المعنوية المذكورة وغيرها، إلاّ أن ارتفاع معدّل الوقت الذي يمضيه الناس على "فيسبوك" أو "تويتر" أو "إنستاغرام"، يعزز الإدمان لديهم على استخدام هذه المواقع إذ أنهم يمضون ساعات أكثر بكثير ممّا اعتادوا في الأيام العادية، وذلك ربما لتوفير عناء الخروج في حرّ الصيف أو الجلوس على الطرقات وسط زحمة السيارات، أو توفير عناء الخروج وصرف أموال (على البنزين مثلاً). هذا بالإضافة الى الأضرار الصحية الناجمة عن الجلوس لفترات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر أو الهاتف، خصوصاً لدى الصائمين الذين يكونوا في وضع صحي أضعف أو أقل قدرة على التحمّل من غيرهم خلال ساعات النهار، بدءًا بالتأثير على الذاكرة والتركيز والإستيعاب وعمل الدماغ.
ولا بد من التطرّأ هنا الى تأثير الصور أو الـ"بوستات" المتعلّقة بالطعام، والتي ينشرها بعض الأشخاص في شهر رمضان، كصورة إبريق ماء بارد مثلاً أو وجبة طعام شهية. هذه الصور، وفق ما قال د. خوري في اتصال مع "الجديد"، تزيد من معاناة الصائم وتتسبب بالضغط على جهازه العصبي والنفسي وتزيد من شهيته، الأمر الذي قد يؤثر على إرادته في وقت من المفروض أنه يمارس طقساً أو فريضة دينية تلزمه بالإبتعاد عن الطعام والشراب حتى غروب الشمس. وفي هذه الحالة طبعاً تلعب إرادة الصائم وقدرته على التحمل الدور الأساسي في قراره والتزامه بالصيام من غير أن يتأثر بالصور أو الدعايات أو أي أمر يتعلّق بالطعام.