jo24_banner
jo24_banner

شهر الرحمة رمضان

المحامي معاذ وليد ابو دلو
جو 24 :
مهما كبرنا الا اننا نبقى اطفالا في احضان امهاتنا، دخلت على امي اطال الله عمرها واذا هي تعد الايام المتبقية لبدء شهر الرحمة رمضان، قالت لي اول يوم رمضان يصادف عيد مولدك، رميت نفسي في حضنها وقلت لها اذن ابنك يكبر يا امي وكبر ما يجول في خاطره.

قلت لها أتذكري رمضان وكيف كنت اصوم وانا صغير؟ ضحكت وقالت اذكر انك لم تفطر اي يوم منذ صغرك.

قلت لها رمضان وكل شي كان ونحن صغار اجمل، ردت نعم لكن يجب ان نتفاءل في القادم يا بني، قلت لها ماذا سوف تعدين لنا طعام في اول يوم رمضان؟ قالت كوننا عائلة ديمقراطية ولكل فرد يوم لتحديد وجبة الافطار وكون ان اول يوم عيد ميلادك يكون لك الخيار.

قلت لها امي كبرنا انا واخواني واعرف اننا نتعبك في بعض الاحيان من كثر طلبتنا، ردت امي مهما وصلتم من العمر والمواقع تبقوا الصغار الذين اخاف عليهم من نسمة الهواء، وسوف اقدم لهم ما استطيع وانا سعيدة.

كم انت كبيرة يا امي.. قلت لها: أمي، يعود رمضان واوضاع الامة لا تبشر بالخير.. يا أمي يعود الشهر الذي يحبه كل كبير وصغير.. ولكن يا امي رمضان زمان كان غير.. اتذكري يا امي كنتي اصغر وكان ابي اكثر شبابا.. كانت جدتي اقوى.. كنا نسهر و ننتظر سماع صوت المسحراتي تلك الشخصية الجدلية.

كانت فترة الغروب هي فترة الطمائنينة والهدوء.. كان الجيران يتشاركون في الاطباق.. كان زميلي المسيحي على مقاعد الدراسه ياتي ليفطر معي.. كانت الاخبار بدون دماء يا امي وكانت قضية فلسطين القضية المركزية للامة اما اليوم العراق وسوريا واليمن وليبيا والحبل على الجرار.. كان رمضان يجمع ابناء الوطن كافه.. كان التلفزيون الاردني ومسلسل ابو عواد وبرنامج فكر واربح غير..

كان مسلسل مرايا وسوريا بخير.. كانت ليالي الحلمية والقاهرة انظف.. كان انتين الارسال اقوى من كل الاشتراكات والستلايتات.. كان الدكان الحاره افضل من كل المولات.. كان المشروب الحصري لرمضان التمر هندي والخروب هو العلامة المسجلة.. كانت الحلوى الحصرية والمعتمدة في رمضان القطايف.. كانت لمة الفطور تصدر من خلالها قرارت اقوى وافضل من قرارت جلسة مجلس جامعه الدول العربية.. لكن مهما دارت الاحداث و تغير الزمان يبقى رمضان شهر الرحمة والغفران.. كل عام والجميع بخير اعاده الله على الامة العربية والاسلامية بالخير واليمن والبركات دون دماء.
تابعو الأردن 24 على google news