سماوي: النينو وراء تغير المؤشرات المناخية
جو 24 :
قال مدير عام دائرة الارصاد الجوية المهندس محمد سماوي ان نسب الامطار خلال الموسم المطري 2015/ 2016 لمعظم مناطق المملكة كانت حول معدلاتها المطرية العامة.
واضاف في تقرير للدائرة اليوم الأحد، ان تحليل البيانات التي تم تجميعها من 28 موقع رصد جويا لعناصر الطقس المختلفة والمنتشرة في المملكة منذ منتصف شهر ايلول العام الماضي ولغاية نهاية شهر ايار الماضي تبين ان معظم مناطق المملكة كانت أمطارها جيدة باستثناء الأغوار الشمالية والوسطى التي كانت نسب الأمطار أقل من معدلاتها بنسبة 20 - 25 بالمئة.
وكشف سماوي عن دراسة شاركت بها دائرة الارصاد الجوية على المستوى العربي لمعرفة اتجاه عدد من المؤشرات المناخية حول الموسم المطري الماضي بينت أن هناك ارتفاعا قليلا على متوسط درجات الحرارة العظمى والصغرى، بالإضافة الى تدني عدد الليالي والأيام الباردة وزيادة عدد الليالي والأيام الدافئة بالإضافة الى انخفاض قليل على مجاميع الأمطار السنوية طويلة الأمد وعدد الأيام المطيرة وارتفاع عدد الأيام الجافة.
وبين ان هذا التغير في اتجاه عدد من المؤشرات المناخية يعود إلى اسباب عدة من أهمها ظاهرة النينو وتأثيرها المباشر على عدد من الأنظمة الجوية والتي يطال تأثيرها أواسط أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، لافتا الى شح الدراسات حول الأردن ومنطقة الشرق الأوسط لمعرفة درجة تأثر المنطقة بظاهرة الاحترار العالمي، وكذلك أسباب تكرر عدد من حالات الطقس الحادة على المنطقة.
وأشار سماوي الى أن هناك فرقا بين فصل الشتاء والموسم المطري حيث يستمر فصل الشتاء 90 يوما ابتداء من الانقلاب الشتوي، وينتهي مع بداية الاعتدال الربيعي، بينما الموسم المطري قد يمتد (حسب الحالات الجوية المؤثرة والايام المطيرة) من نهاية أيلول وحتى منتصف شهر أيار أحياناً بغض النظر عن جودة وغزارة المطر الهاطل.
وبين أن نسبة ما تحقق من الموسم المطري في المناطق الشمالية بلغت 91 بالمئة والمناطق الوسطى الغربية 103 بالمئة، والمناطق الوسطى الشرقية 88 بالمئة، والمناطق الشرقية 130 بالمئة، والاغوار الشمالية 75 بالمئة، والاغوار الجنوبية 135 بالمئة، والمناطق الجنوبية الغربية 3ر1 بالمئة والمناطق الجنوبية 139بالمئة.
وقال ان محطة رصد صويلح سجلت أعلى مجموع مطري خلال الخريف الماضي (120ملم بنسبة 26 بالمئة من معدلها المطري العام)، فيما سجلت محطة رصد الجفر 150 بالمئة، اي بزيادة 16ملم عن المعدل المطري العام البالغ 0ر32 ملم، فيما بلغ أعلى معدل درجة حرارة في عمان خلال فصل الخريف 1ر23 بزيادة طفيفة مقدارها 2ر0 سيليوس درجة مئوية عن المعدل العام لنفس الفترة، فيما زاد معدل درجة الحرارة الصغرى عن معدله العام بمقدار 0ر2 درجة مئوية والبالغ 1ر11 سيليوس.
وأضاف، ان أعلى درجة حرارة عظمى مسجلة في محطة رصد مطار عمان خلال فصل الخريف بلغت 9ر34 س بتاريخ الاول من تشرين الاول الماضي، فيما بلغت أقل درجة حرارة صغرى مسجلة (-8ر0) درجة مئوية بتاريخ 6 كانون الاول الماضي، أما على مستوى المملكة فقد بلغ معدل درجة الحرارة العظمى 9ر24 س بزيادة مقدارها 7ر0 درجة مئوية عن معدلاتها العامة، فيما بلغ معدل درجة الحرارة الصغرى 2ر13 س بزيادة مقدارها 5ر1 درجة مئوية عن معدلاتها العامة، وسجلت محطة رصد غور الصافي أعلى درجة حرارة عظمى على مستوى المملكة خلال فصل الخريف (0ر41 س) بتاريخ 23 ايلول الماضي، وسجلت محطة رصد الشوبك أقل درجة حرارة صغرى (-0ر9 سيليوس) بتاريخ 9 كانون الاول الماضي.
وبين أن مربعانية الشتاء للموسم المطري والتي تبدأ عادةً مع بداية الانقلاب الشتوي وتشكل ما نسبته 30 بالمئة من الموسم المطري العام تميزت بمجاميع مطرية تجاوزت المجاميع العامة المفترض تحقيقها لهذه الفترة في اغلب مناطق المملكة باستثناء المناطق الجنوبية والاغوار الجنوبية، وتراوحت مجاميع الامطار التي تحققت في المربعانية لهذا الموسم ما بين (5- 206ملم) وبنسبة مساهمة في المعدل المطري الموسمي العام ما بين (7- 48 بالمئة).
وأشار الى أن المملكة تعرضت في مربعانية الموسم المطري لثلاثة منخفضات جوية مصحوبة بكتل هوائية باردة من أصل قطبي تدنت فيها الحرارة في أغلب مناطق المملكة ما أدى إلى أجواء باردة جداً، حيث سجلت محطة الشوبك أقل درجة حرارة صغرى خلال هذه المنخفضات بلغت 0ر-10 س بتاريخ 29 كانون الثاني الماضي، وشهدت المملكة تساقطا للثلوج خلال هذه المنخفضات على فترتين الفترة الاولى امتدت من 1- 2 كانون الثاني، والثانية من 24-26 كانون الثاني الماضي.
وبين أنه ومع انتهاء مربعانية الشتاء تبدأ فترة خماسينية الشتاء والتي تكون عادةً مع نهاية كانون الثاني وتستمر حتى بداية الاعتدال الربيعي وتشكل ما نسبته 38 بالمئة من الموسم المطري العام، موزعة حسب الموروث الشعبي (السعود) على اربع فترات، كل فترة تستمر اثني عشر يوماً وهي سعد الذابح (الفترة الأولى) ما نسبته 32 بالمئة من خمسينية الشتاء وما نسبته 12بالمئة من المعدل الموسمي العام، والثانية سعد بلع ويشكل ما نسبته 26 بالمئة من خمسينية الشتاء و 10 بالمئة من المعدل الموسمي العام، بينما يتقاسم سعد السعود وسعد الخبايا ما تبقى من امطار حمسينية الشتاء بمقدار 23 بالمئة لسعد السعود بنسبة 9 بالمئة من المعدل الموسمي العام، وسعد الخبايا بنسبة 19بالمئة بمقدار يبلغ 7 بالمئة من المعدل الموسمي العام.
وبين سماوي أن امطار خماسينية الشتاء الماضي كانت جيدة حيث تجاوزت المفترض تحقيقه في هذه الفترة في معظم مناطق المملكة باستثناء المناطق الجنوبية والاغوار الجنوبية، فيما كانت حول معدلها في المناطق الشرقية بمجاميع امطار تراوحت بين 9-335 ملم.
وأشار إلى الامطار التي هطلت خلال الخماسين لهذا العام حيث شكلت ما نسبته 7 بالمئة من المعدل العام في المناطق الشمالية و12 بالمئة للمناطق الوسطى الغربية، و 12 بالمئة للمناطق الوسطى الشرقية و34 بالمئة للمناطق الشرقية و6 بالمئة للأغوار الشمالية و6 بالمئة للأغوار الوسطى و26 بالمئة للأغوار الجنوبية و27 بالمئة للمناطق الجنوبية الغربية و 58 بالمئة للمناطق الجنوبية.
وذكر سماوي أن المعدل المطري العام طويل الأمد محسوبا لكافة مناطق المملكة يبلغ 90 ملم وحجم المياه التي تسقط نتيجة ذلك يبلغ 1ر8 مليار متر مكعب يتبخر منها تقريبا 5ر7 مليار متر مكعب والباقي يذهب كمياه جارية سطحية او لتغذية المياه الجوفية.
تجدر الاشارة إلى ان الحالات الجوية التي شهدتها المملكة من تساقط للثلوج والامطار الغزيرة في بداية الموسم وفي نهايته تم رصدها في وقت مبكر من قبل كادر التنبؤات في دائرة الارصاد الجوية وتم التحذير منها بوقت مناسب للجهات المعنية لاتخاذ الاجراءات التي تكفل سلامة المواطن والبنية التحتية.