سيلفي القصبي بربع مليون وصحراء كوكتيلية للدمعة الحمراء

بات في حكم المؤكّد أنّ رمضان 2016 على الشاشات العربية وفي معظم الإنتاجات التلفزيونية سواء درامية، تراجيدية، كوميدية أو حتى برامج على اختلاف توجّهاتها، لن يكون كسابقيه.

فيكفي أن تكوني قد تابعتِ الحلقة الثانية من مسلسل "سيلفي"، الذي يعود لتكريس النجم السعودي ناصر القصبي، "صوت الضمير" الساخر في المجتمع العربي وعرّاب الضحك التطهيري، كما يجب ألّا تفوّتي حلقات مسلسل "الدمعة الحمراء" الذي أظهر موهبة الإعلامية علا الفارس في التمثيل، التي ما زال حضورها خجولاً في أولى الحلقات برغم مساحة الدور البطولي.

علا الفارس والامتحان

وكسائر الأعمال التلفزيونية، يحظى "الدمعة الحمراء" بآراء مؤيدة وأخرى معارضة، وحتى كتابة هذه السطور، لم تُرجّح كفّة الجماهيرية الخاصة بالعمل، الذي على الرغم من ذلك، أجمع الكثيرون على إجادة علا للهجة النجدية تارةً، وبأدائها التمثيلي تارةً أخرى، حتى إنّ أحد المغرّدين قال: "علا الفارس والله ما هي بسيطة جابت اللهجة النجدية صح".

إلّا أنّ الإعلامي السعودي عبد الرحمن الشاطري سجّل رأياً فتح سجالاً على السوشيال ميديا، بقوله إنّ العمل مزيج بين اللهجتين الأردنية والنجدية، ولكنّ علا الفارس تقوم بدورها باحترافية عالية، وهي فعلاً كذلك من خلال شخصيتها الرصينة وحضورها اللافت على الشاشة، الذي أتى على خلفية حماستها وحبّها لهذه التجربة الجديدة بعيداً عن التقديم، بدون أن ننسى طبعاً مداخلات الفنان راشد الماجد التي أضفت على المقاطع والمشاهد إحساساً جميلاً ونكهة مختلفة، فتعرّفنا إلى نمط شعري لافت بكلماتٍ ولحنٍ متجانسين.

صحراء الكوكتيل

أمّا معظم الانتقادات بعد عرض الحلقة الثانية، فتمحورت حول إطلالات الممثلات والمكياج الذي يعتمدنه، فقال إبراهيم التميمي على التويتر: "علا فارس تمثل وهي نايمه وهي فل ميك اب... متى يكون فيه جرأة وشجاعة على التمثيل بواقعية بغض النظر عن الشكل"، وهذه مشكلة بتنا نواجهها في العديد من المسلسلات، تبدأ أزمة طفيفة في الأعمال المعاصرة وتتفاقم في الملامح التاريخية وأعمال البيئة.

ويبدو أنّ مسلسلات دراما رمضان، البدوية والخليجية منها، فنتائج تحاليلها تحت مجهر الجمهور الخليجي، بحيث سجّل البعض اعتراضاً على الاستعانة بعدد من الممثلات المشرقيات لأداء أدوار بدوية، فوقعن في مأزق إتقان اللجهة والكاست المنوّع، ما استدعى البعض لوصف أجواء العمل بـ"الصحراء الكوكتيلية"، على غرار تجربة مسلسل "الرحيل" الذي اعتبره البعض أفضل عمل قُدِّم عن حياة البادية.

ربع مليون تغريدة

أمّا "بوراكان" فلن ينتظر حتى منتصف الشهر الفضيل ليحصد جماهيرية وحفاوة وتصدّر عرش الجدل الرمضاني، إذ بعد عرض الحلقة الثانية من "سيلفي"، استطاع أن يحشد أكثر من ربع مليون تغريدة بأقل من ساعتين، ويدخل قائمة الترند في عدد من الدول العربية، بحلقةٍ نارية حملت عنوان "على مذهبك"، واضعاً فيها الإصبع على الجرح حول الأزمات الطائفية والمذهبية انطلاقاً من قصة ممرّضة بدّلت لعائلتين طفليهما الحديثي الولادة؛ فأعطت العائلة الشيعية الطفل السنّي، والعكس أيضاً، وتابعنا في الحلقة مجرى الأحداث التي غمزت من قناة السياسة وإسقاطاتها على حياة المواطنين بأسلوبٍ ساخر.

تعليق القصبي

وهنا لا بدّ من التوقّف عند وجبات الضحك التطهيري التي يُقدّمها القصبي مجّاناً كاسراً سلسلة تابوهات، كان الحديث عنها أو حتى التلميح إليها ممنوعاً، حتى إنّ البعض يرى أن الحلقة أداؤها جميل ولكنّ الأفكار قديمة والمواضيع حساسة، لتكون وجهة النظر المقابلة أنّ رسائل الحلقة قائمة على الطائفية بحد ذاتها، رغم تصريح القصبي الفوري بعد انتهاء الحلقة وجاء فيه: "الحمد لله رغم كل شيء... تعقيباً (على مذهبك)، الاتصالات تحاصرني بكل الاتجاهات ومن كل مكان... والأجمل أن الإشادة والإطراء من الطرفين سنة وشيعة".